الأحد، 22 يونيو 2025 11:48 م

صواريخ "ترامب" تضرب العمق الأمريكى.. الكونجرس غاضب من ضرب منشآت إيران النووية دون موافقته.. مطالبات بعزله بعد اتهامه بـ"خرق الدستور".. نواب: يجرنا لحرب.. وصحف: لم يلتزم بوعد إنهاء الحرب بالشرق الأوسط

صواريخ "ترامب" تضرب العمق الأمريكى.. الكونجرس غاضب من ضرب منشآت إيران النووية دون موافقته.. مطالبات بعزله بعد اتهامه بـ"خرق الدستور".. نواب: يجرنا لحرب.. وصحف: لم يلتزم بوعد إنهاء الحرب بالشرق الأوسط دونالد ترامب
الأحد، 22 يونيو 2025 06:00 م
كتبت آمال رسلان
فجر الهجوم الواسع الذى قامت به أمريكا بتوجه من الرئيس دونالد ترامب ضد منشآت ايران النووية إلى حالة من الغضب داخل الكونجرس الأمريكى، وسط اتهامات مباشرة له بـ"خرق الدستور" وتجاوز صلاحياته باستخدام القوة العسكرية دون تفويض تشريعي، فى أزمة جديدة وانقساما تواجهه الأوساط الأمريكية منذ تولى الرئيس دونالد ترامب والذى روج إلى أنه سيوحد أمريكا فى عهده.
 
واعتبر نواب ديمقراطيون بارزون أن قرار ترامب ينتهك المادة الدستورية التي تحصر حق إعلان الحرب بالكونجرس، مشددين على أن الرئيس "اتخذ خطوة خطيرة دون مشاورة البرلمان، أو تقديم مبررات واضحة، أو عرض خطة استراتيجية لما بعد الضربة".
 
قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، في بيان رسمي: "لا يجوز لرئيس أن يجرّ البلاد إلى حرب بهذا الحجم دون موافقة الكونجرس. ما جرى تهور بلا استراتيجية ويُضعف من موقع أميركا بدلًا من أن يعززه".
 
فيما وصف السيناتور جاك ريد، عضو لجنة القوات المسلحة، الضربة بأنها "مقامرة ضخمة"، مضيفا: "الإدارة لم تقدم أي تصور واضح للخطوة التالية، ولا تقييمًا لمخاطر التصعيد المحتمل".
 
جاء ذلك عقب وقت قصير من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن قوات أمريكية هاجمت المواقع النووية الثلاثة الرئيسية في إيران، وهدد طهران بالمزيد من الهجمات إذا لم توافق على السلام.
 
كذلك انتقد كبير الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي رئيس البلاد دونالد ترامب، بسبب الضربات الجوية على إيران، متهما إياه بدفع البلاد نحو الحرب، وقال حكيم جيفريز في بيان: "ضلل الرئيس ترامب البلاد بشأن نواياه، ولم يحصل على إذن من الكونجرس لاستخدام القوة العسكرية، مما يهدد بتورط أمريكا في حرب كارثية محتملة في الشرق الأوسط"، وتابع : "وعد ترامب بإحلال السلام في الشرق الأوسط لكنه لم يف بهذا الوعد. ازداد خطر الحرب بشكل كبير، وأدعو الله أن يحفظ جنودنا في المنطقة الذين وضعوا في خطر".
 
وأضاف: "أولا تتحمل إدارة ترامب العبء الثقيل المتمثل في شرح أسباب هذا العمل العسكري للشعب الأمريكي، ثانيا يجب إطلاع الكونجرس بشكل كامل وفوري في جلسة سرية، ثالثا يتحمل ترامب المسؤولية الكاملة والشاملة عن أي عواقب وخيمة قد تنجم عن عمله العسكري الأحادي".
 
كما دعت النائب الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز إلى عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب ضربه إيران دون إذن صريح من الكونجرس، ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي أن الدعوة تعد إعلاناً صادماً من أحد أبرز التقدميين الديمقراطيين في مجلس النواب، في وقت يرفض فيه معظم أعضاء الحزب فكرة العزل.
 
وقالت كورتيز إن "قرار الرئيس الكارثي بقصف إيران دون إذن من الكونجرس يعد انتهاكاً خطيراً للدستور ولصلاحيات الكونجرس في الحرب"، وأضافت عبر إكس: "جازف ترامب بشن حرب قد تُورطنا فيها لأجيال مقبلة، إنه سبب ووجيه وواضح للعزل".
 
ووسط هذا الجدل قالت شبكة «إن بي سي» الأمريكية، أنه تم إطلاع رئيسي مجلسي الكونجرس على الهجمات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية، وأكد رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهورى مايك جونسون، اليوم، أن العملية العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية داخل إيران تمثل "رسالة واضحة" لكل من أعداء واشنطن وحلفائها، مفادها أن الرئيس دونالد ترامب جاد في تهديداته، وأن سياسة الردع الأمريكية تُطبَّق بقوة ووضوح.
 
فيما قالت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، إن الرئيس دونالد ترامب، وخلال خطابه الذى ألقاه فجر الأحد بعد ضرب أمريكا منشآت إيران النووية، تبنى لهجة الانتصار، على الرغم من أن المزاج داخل إدارته كان أقل تفاؤلاً حيث يستعد المسئولون لهجمات مضادة محتملة من جانب إيران.
 
وأشارت الصحيفة، إلى أن قرار إرسال قاذفات الشبح الأمريكية لمهاجمة إيران هو أهم عمل عسكرى قام به ترامب فى رئاسته، ويهدد بإقحام الولايات المتحدة فى صراع آخر فى الشرق الأوسط، الذى طالما وعد ترامب ونائبه جيه جى فانس بتجنبه.
 
ونقلت بولتيكو عن مسئول بالإدارة الأمريكية، رفض الكشف عن هويته، إنهم لا يعرفون إلى أي مد يمكن أن يقحمهم هذا الأمر فى مسألة طويلة الأمد، مشيراً إلى أن الرسالة فى الوقت الراهن أن أمريكا تريد التخلص من القدرة النووية والتركيز على المفاوضات.
 
وذكرت الصحيفة، نقلاً عن مسئول رفيع المستوى بالبيت الأبيض، قوله إن ترامب أصبح خلال الأيام الأخيرة مقتنعا بشكل متزايد أن أمامه فرصة نادر للقضاء على قدرة طهران النووية بأقل قدر من المخاطر على الأمريكيين.
 
وكان العمل يجرى على المخطط، الذى وصفه ترامب بالناجح جداً، فى الوقت الذى كان فيه الرئيس الأمريكى يقول إنه سيقرر خلال أسبوعين ما إذا كان سينضم إلى إسرائيل فى حربها على إيران، بحسب ما ذكر مسئول آخر.
 
لكن حتى فى الوقت الذى كان يقدم فيه ترامب أملا بوقف التصعيد، كان يبحث خياراته العسكرية. وبحث حزم متنوعة لتوجيه الضربات، واختار واحدة "ضيقة ومصممة خصيصاً"، بحسب المسئولين.
 
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أشار مسئول كبير في البيت الأبيض، إلى أن الضربة "الجراحية"، التي لا تتضمن نشر قوات برية أو تعريض حياة الأمريكيين للخطر بشكل مباشر، لن تتعارض مع تعهد الرئيس بتجنب أنواع الحروب الطويلة والمكلفة التى لاحقت الإدارات السابقة، "والتى هى من بين المحاور الرئيسية للأشياء التي يعارضها غالبية الأمريكيين على المدى المتوسط إلى الطويل".

print