الإثنين، 16 يونيو 2025 12:23 م

"فوردو" الهدف الصعب أمام إسرائيل.. تل أبيب تقف عاجزة أمام المنشأة النووية شديدة التحصين.. وتضغط على ترامب للمشاركة فى استهدافها.. وعسكريون إسرائيليون: انتهاء العملية دون تدمير فوردو سيكون "فشل ذريع"

"فوردو" الهدف الصعب أمام إسرائيل.. تل أبيب تقف عاجزة أمام المنشأة النووية شديدة التحصين.. وتضغط على ترامب للمشاركة فى استهدافها.. وعسكريون إسرائيليون: انتهاء العملية دون تدمير فوردو سيكون "فشل ذريع" إيران - صورة أرشيفية
الأحد، 15 يونيو 2025 08:00 م
كتبت آمال رسلان
- البيت الأبيض ينأى عن التورط فى الحرب
 
منشأة سرية فى يحتضنها الجبل تحت الأرض لا يتوفر عنها الكثير تم الكشف عنها فى 2009 إلا أنها أصبحت الآن رقما صعبا فى الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، فمنشأة فوردو فى إيران هى الهدف الصعب الذى تواجهه اسرائيل، فهى منشأة تخصيب نووى محصنة بشدة، مدفونة على عمق نصف كيلومتر تحت جبل، ومحاطة بأنظمة دفاع جوي، وتقع بشكل رمزى بالقرب من مدينة قُم الدينية القديمة.
 
تلك المنشأة هى لٌب المشروع النووى الإيرانى والتى تسعى إسرائيل إلى تدميرها إلى انها هدف صعب المنال، وهو ما كشف عنه موقع "أكسيوس" الأمريكي، حيث قال الموقع أن حكومة الاحتلال الإسرائيلى طلبت من إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المشاركة عسكريًا فى خطط هجومية تستهدف البرنامج النووى الإيراني، وعلى وجه الخصوص منشأة "فوردو" شديدة التحصين والمقامة داخل جبل.
 
وقال موقع أكسيوس الإخبارى الأمريكي، الأحد، نقلاً عن مصادر إسرائيلية مطلعة، إلى أن أبرز العقبات التى تواجه "تل أبيب" فى تنفيذ ضربات حاسمة ضد المنشآت النووية الإيرانية، تكمن فى افتقارها للقنابل الخارقة للتحصينات والطائرات الثقيلة بعيدة المدى القادرة على الوصول إلى أهداف محصّنة بعمق، مثل "فوردو". فى المقابل، تمتلك الولايات المتحدة هذه القدرات العسكرية، ما يجعل مشاركتها ضرورية لإنجاح أى هجوم من هذا النوع.
 
ووفقا للموقع، فإنه رغم الإلحاح الإسرائيلي، فإن إدارة ترامب أبدت تحفظًا على التورط المباشر، معتبرة أن تنفيذ ضربة واحدة ضد هدف إيرانى سيؤدى حتمًا إلى اندلاع مواجهة شاملة، وهو ما تسعى واشنطن إلى تفاديه.
 
ونقل التقرير عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين قولهم أن بقاء منشأة "فوردو" بعد انتهاء العمليات سيكون بمثابة "فشل ذريع" فى تحقيق الهدف الاستراتيجى المتمثل فى تدمير البرنامج النووى الإيرانى بالكامل.
 
وفى السياق نفسه، أفاد الموقع بأن الإدارة الأمريكية الحالية لا تدرس فى الوقت الراهن خيار التدخل العسكرى المباشر، مرجّحة السعى إلى التفاوض نحو تسوية سلمية إذا أبدت طهران استعدادها لذلك، مضيفا :"لكن إدارة ترامب حتى الآن نأت بنفسها عن العملية الإسرائيلية، واعتبرت أن أى رد إيرانى باستهداف مصالح أمريكية سيكون غير مشروع. أى هجوم مباشر على إيران ولو اقتصر الدور الأمريكى على قصف موقع واحد من شأنه أن يورّط الولايات المتحدة مباشرة فى الحرب".
وقال مسؤول كبير فى البيت الأبيض لموقع "أكسيوس": "لدينا القدرة على التفاوض من أجل حل سلمى ناجح لهذا الصراع إذا كانت إيران مستعدة. الطريق الأسرع لتحقيق السلام هو أن تتخلى إيران عن برنامجها النووي".
 
وقال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، لشبكة "فوكس نيوز": "العملية بأكملها يجب أن تكتمل فعليًا بالقضاء على منشأة فوردو"، وقد أثار مسؤولون إسرائيليون فكرة مشاركة الولايات المتحدة فى ضرب "فوردو" مع نظرائهم الأميركيين منذ بداية العملية.
 
فيما قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن طهران، ترى فى منشأة "فوردو" رمزاً لرغبتها فى حماية برنامجها النووي، الذى صُمم ليصمد أمام هجوم مباشر شامل، مع الحفاظ على عدد كافٍ من أجهزة الطرد المركزى واليورانيوم عالى التخصيب بما يسمح لها بإنتاج سلاح نووى محتمل، أو تنفيذ ما يُعرف بـ"الاختراق النووي".
 
وأوضحت الصحيفة، الأحد، أن منشأة فوردو بُنيت تحت صخور صلبة، وأُحيطت بجدران خرسانية مسلحة، ما يجعلها بمنأى عن مدى التدمير الذى قد تلحقه الأسلحة الإسرائيلية المعروفة، ونقلت عن بهنام بن طالبلو، الباحث البارز فى "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" الأميركية، قوله: "فوردو هى كل شيء فى الأنشطة النووية الإيرانية".
 
وكانت إيران قد أكدت السبت، تعرض منشأة فوردو لهجوم، لكن متحدثاً باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قال إن "الأضرار محدودة"، كما قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، أن منشأتى "فوردو" لتخصيب اليورانيوم، و"نطنز" النووية فى إيران، لم تتعرضا لأى أضرار إضافية منذ الهجوم الذى وقع الجمعة.
 
وفى بيان نشره غروسي، عبر الحساب الرسمى للوكالة على منصة "إكس" أشار إلى أن المعلومات المتوفرة لدى الوكالة تؤكد عدم تسجيل أى أضرار فى منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم ومفاعل "هونداب" للماء الثقيل، الذى لا يزال قيد الإنشاء، فى المقابل، نجحت إسرائيل فى تدمير المنشأة التجريبية الأكبر فوق سطح الأرض فى منشأة "نطنز"، بحسب ما أعلنه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسى أمام مجلس الأمن، الجمعة.
 
وأظهر تحليل، أجرته مؤسسة "معهد العلوم والأمن الدولي" باستخدام صور أقمار اصطناعية مفتوحة المصدر، أن قاعات أجهزة الطرد المركزى تحت الأرض فى "نطنز"، ربما تكون أصبحت غير صالحة للاستخدام بسبب الأضرار الكبيرة التى لحقت بإمدادات الكهرباء هناك.
 
وشيدت منشأة "فوردو" بشكل سري، إلى أن كُشف عنها فى سبتمبر 2009 فى لحظة مثيرة، حين رفعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا السرية عن معلومات استخباراتية أظهرت أن إيران أقامت منشأة سرية داخل جبل "لا تتسق مع برنامج سلمي"، وشكل هذا الكشف، الذى وصفه رئيس الوزراء البريطانى آنذاك جوردون براون بـ"الخداع المتسلسل"، صدمة كبيرة، وأثار انتقادات نادرة من روسيا وتحذيرات من الصين.
 
وأصرت إيران على موقفها آنذاك، وقال الرئيس الأسبق محمود أحمدى نجاد: "ما فعلناه كان قانونياً بالكامل"، وأضاف متسائلاً: "ما شأنكم أنتم لتُملوا علينا ما نفعله؟".
 
ورغم ذلك، أصبحت "فوردو" محوراً للجهود الدولية التى تهدف لتقييد البرنامج النووى الإيراني. وأسفرت هذه الضغوط عن تشديد العقوبات الأممية، وأفضت إلى التوصل إلى "خطة العمل الشاملة المشتركة" فى عام 2015 مع القوى الكبرى، وهى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا.
 
وفى مقابل تخفيف العقوبات، وافقت إيران على تحويل "فوردو" إلى مركز أبحاث، وتحديد عدد أجهزة الطرد المركزى فيها، ووقف التخصيب لمدة 15 عاماً، والسماح بآليات رقابية مشددة من قبل المفتشين الدوليين.

 


الأكثر قراءة



print