ـ تهديدات إسرائيلية مسبقة بشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية في حال فشلت المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن
ـ وزير خارجية إيران فى رسالة سابقة لجوتيريش: نحذر من عواقب وخيمة تتحملها أمريكا حال تعرض منشآتنا النووية لهجوم إسرائيلى
ـ واشنطن استبقت الضربات الإسرائيلية بفرض عقوبات على قطاع التشييد والبناء في إيران مايو الماضى
ـ رئيس لبنان: الهجمات تنسف جهود إرساء الاستقرار بالمنطقة
- الخليج يطالب بتحرك دولى عاجل لوقف هذا العدوان والحيلولة دون تصاعد التوترات الإقليمية
استبقت إسرائيل تلك الجولة؛ باستهداف مفاصل الدولة الإيرانية ، فجر الجمعة؛ حيث شنت هجمات على مقار إقامة القادة العسكريين وعلماء الذرة والمنشآت النووية؛ ما أسفر عن مقتل 7 من أبرز القيادات العسكرية والخبرات في المجال النووي .
وعقب الهجمات الإسرائيلية على إيران، أعلنت الأخيرة إرجاء جولة التفاوض مع واشنطن حتى إشعار آخر.
جاء الإعلان العُماني عن موعد المفاوضات وسط أنباء عن تعثرها ونظرة غير متفائلة للنتائج، وتهديدات متبادلة وإخلاء جزئي لسفارات أمريكية في دول بالمنطقة، ضاعف درجة التوتر التي تهيمن على المحادثات القادمة، ما أوردته تقارير مؤخراً حول استعدادات تجريها إسرائيل لشن هجمات واسعة على المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران.
كما سبق الهجمات قرار واشنطن فرض عقوبات جديدة على قطاع التشييد والبناء في إيران، بالإضافة إلى 10 مواد صناعية ذات تطبيقات عسكرية.
الموقف الأمريكي..
وقال المسؤول الأمريكي الذى رفض ذكر اسمه ـ وفق وكالة الصحافة الفرنسية ـ : لا نزال نعتزم إجراء المحادثات يوم الأحد" في سلطنة عمان التي تتوسط بين الولايات المتحدة وإيران في الملف النووي.
عباس عراقجى
الجولات السابقة ..
وبالنظر إلى الجولات السابقة من المفاوضات الأمريكية ـ الإيرانية والتي انطلقت الأولى منه في الثانى عشر من أبريل الماضى بمسقط ، نجد أن نتائجها جاءت مخيبة للآمال.
و عُقدت الماضية وكانت الجولة الخامسة من تلك المفاوضات في روما مايو الماضى، بحضور المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف؛ سعيا للوصول إلى حلول سلمية وتعزيز مناخ الحوار للتوصل إلى تفاهم بشأن القضايا العالقة بينهما.
وتزامنت مع تصعيد بين إيران والحوثيين في اليمن ومخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران، وخيمت التوترات والشكوك وعدم اليقين على أجواء تلك الجولة، خاصًة أنها انطلقت بعد ساعات قليلة من قرار واشنطن فرض عقوبات جديدة على قطاع التشييد والبناء في إيران، بالإضافة إلى 10 مواد صناعية ذات تطبيقات عسكرية.
هذه الخطوة دفعت طهران للتعليق قائلًة: إن العقوبات الأمريكية الجديدة على طهران تلقي بمزيد من الشكوك على استعداد واشنطن للانخراط في الدبلوماسية
أضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن هذه العقوبات "غير قانونية وعدائية ضد الشعب الإيراني".
وزر خارجية عُمان
وأضاف: "إن هذا التصرف مستفز بقدر ما هو غير قانوني وغير إنساني؛ فالعقوبات متعددة الطبقات والإجراءات القسرية التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران صممت بعناية لحرمان كل مواطن إيراني من حقوقه الإنسانية الأساسية".
واختتم بقائي تصريحاته قائلاً: إن هذه العقوبات، التي أُعلنت عشية الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، تُلقي بمزيد من الشكوك على جدية واشنطن واستعدادها الحقيقي للانخراط في الدبلوماسية.
من جانبها قالت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن الرئيس الأمريكي يعتقد أن المفاوضات مع إيران "تسير في الاتجاه الصحيح".
وأضاف عراقجي، وفق وكالة أنباء "ايرنا" الإيرانية، أن هذه الجولة تجاوزت المناقشات العامة وتعمقت فى التفاصيل، "مما زاد من صعوبة المفاوضات مع تقدمها"، وأكد كبير المفاوضين الإيرانيين مجدداً أن نقاط الخلاف الرئيسية نوقشت بعمق أكبر، مما أدى إلى تقارب طفيف فى المواقف بين طهران وواشنطن، مشدداً على أن الجانبين اتفقا على مواصلة المحادثات.
سبقها الجولة الثالثة وعقدت في مسقط أيضا، أبريل الماضى.
وفى أجواء أُحيطت بـ"التوجس" استضافت العاصمة الإيطالية روما الجولة الثانية من تلك المحادثات، بوساطة عُمانية، وعلق عليها ـ وقتذاك ـ المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائى ، قائلاً: "شاركنا فى مفاوضات تخفيف العقوبات بكل جدية واستعداد كامل، وستواصل التعاون طالما استمرت المفاوضات بشكل بناء"، مؤكداً إن البرنامج النووي الإيراني سلمي تماما، وإيران مستعدة لتبديد أية شكوك في هذا الصدد، ويجب رفع العقوبات غير القانونية بشكل آمن ومع الضمانات اللازمة. إن موقف إيران من هاتين القضيتين ثابت ومبدئي.
تهديدات إسرائيلية مسبقة..
في السياق نفسه، كانت هناك تهديدات إسرائيلية سابقة بشن هجمات على المنشآت النووية؛ حيث أكد مصدران إسرائيليان مطلعان منذ أيام؛ أن إسرائيل تستعد لشن هجوم سريع على المنشآت النووية الإيرانية في حال انهارت المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، وأن النافذة الزمنية المتاحة لتنفيذ ضربة ناجحة ضد منشآت إيران النووية توشك على الإغلاق، مما يستدعي التحرك بسرعة في حال فشل المحادثات. وفق موقع "أكسيوس".
وذكر المصدران أن الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل مناورات واستعدادات لتنفيذ ضربة محتملة ضد إيران، وأن الجيش الأمريكي مطلع تمامًا على هذه التحضيرات، وأشار أحدهما إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعًا بالغ الحساسية مع مجموعة من الوزراء وكبار المسؤولين الأمنيين والاستخباريين لبحث مسار المفاوضات النووية.
في المقابل، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن إيران ستحمّل الولايات المتحدة مسؤولية أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية. وكتب عراقجي في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، مؤخراً، أن "في حال تعرض المنشآت النووية لجمهورية إيران لهجوم من قبل النظام الصهيوني، فإن الحكومة الأمريكية ستتحمل المسؤولية القانونية" لذلك.
مطالب بتحرك عاجل..
توالت ردود الأفعال العربية المنددة بالضربات الإسرائيلية ، مطالبة بتحرك عاجل من المجتمع الدولى لوقف
في هذا السياق أكد رئيس لبنان العماد جوزاف عون، أن الاعتداءات الإسرائيلية، لم تستهدف الشعب الإيراني فحسب، بل استهداف لاستقرار المنطقة وكل الجهود الدولية التي تبذل للمحافظة على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والدول المجاورة وتفادي التصعيد فيها، مشيرا إلى أن مثل هذه الاعتداءات ترمي إلى تقويض كل المبادرات والوساطات القائمة حالياً، لمنع تدهور الأوضاع والتي كانت قطعت شوطاً متقدماً بهدف الوصول إلى حلول واقعية وعادلة تبعد خطر الحرب عن دول المنطقة وشعوبها.
ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك الفاعل والسريع لعدم تمكين إسرائيل من تحقيق أهدافها التي لم تعد خافية على أحد والتي تنذر، في حال استمرت، بأخطر العواقب.
وفى الإطار نفسه، أعربت دول الخليج ممثلة في السعودية والإمارات والكويت عن إدانتها واستنكارها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية السافرة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ووصفتها بأنها انتهاك صارخ يمس سيادة إيران وأمنها، ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية.
و أكدت أن هذه الاعتداءات الشنيعة تضع على عاتق المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية كبرى لوقف هذا العدوان فورًا، والحيلولة دون تصاعد التوترات الإقليمية وما قد يترتب عليها من تداعيات أمنية جسيمة.