قال عزت إبراهيم، رئيس تحرير صحيفة الأهرام ويكلي وبوابة الأهرام أون لاين وخبير الشئون الأمريكية، إن "حسب الإشارات التي وردت في خطاب نتنياهو للتعليق على الهجوم على إيران، هناك إسقاط من التوراة علي تسمية العملية ضد إيران "الأسد الصاعد" وهي من سفر العدد في العهد القديم، القائل: "هُوَذَا شَعْبٌ يَقُومُ كَلَبْوَةٍ، وَيَرْتَفِعُ كَأَسَدٍ. لاَ يَنَامُ حَتَّى يَأْكُلَ فَرِيسَةً وَيَشْرَبَ دَمَ قَتْلَى". سفر العدد 23: 24.
وأضاف: "حسب التفاسير، هذه الآية وردت في سياق نبوءة بلعام، الذي استُدعي للعن بني إسرائيل، لكن الله جعله ينطق ببركة بدلًا من لعنة. في هذا النص، يُشبَّه شعب إسرائيل بـ"لبوة" و"أسد" – رمز القوة والشراسة والسيادة. وهو تصور يُبرز نهضة الشعب وقوته في مواجهة أعدائه، ورفضه للضعف أو التراجع".
وتابع: "في التفسير الحاخامي التقليدي، خاصة في التلمود والمدراش، يُعتبر هذا النص تعبيرًا عن استثنائية إسرائيل بين الشعوب: أمة لا تهاجم اعتباطا، بل تنهض عند الضرورة، وتضرب بقوة حاسمة لا تنام قبل أن تُنهي المعركة لصالحها. نتنياهو استخدم صورة "الأسد الصاعد" على الأرجح كإسقاط توراتي مُتعمّد. فهو ليس فقط يعكس مبدأ الردع والضرب الاستباقي، بل يعزز البعد اللاهوتي القومي، حيث تُصوّر إسرائيل على أنها أمة لا تُستفز بسهولة، لكنها حين تنهض لا تنام حتى تفترس عدوها. الضربة ضد إيران واغتيال قيادتها العسكرية وإصابة منشآت نووية تُرادف في سياق هذا النص "أكل الفريسة وشرب دم القتلى". إنها محاولة لتقديم إسرائيل كقوة لا تُردع، بل تنهض عندما تُستفز، وتُنهي المعركة دون هوادة."
ونفذت إسرائيل فجر الجمعة، سلسلة من الغارات الجوية ضد إيران، في واحدة من أعنف الضربات العسكرية التي تطال العمق الإيراني منذ سنوات، وسط تصاعد غير مسبوق في التوتر بين البلدين، ووجهت "تل أبيب" على الأقل خمس موجات من الغارات على إيران، استهداف أو ضرب ما يزيد على 350 هدفا.
وأعلن المرشد الإيراني علي خامنئي ووسائل إعلام إيرانية مقتل عدد من القادة والعلماء في الهجوم الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة على إيران، وأكد خامنئي أن خلفاءهم وزملاءهم سيستأنفون مهامهم فورا