في خطوة تعبّر عن تقدير الدولة لقيم النخوة والبطولة المتجذرة في وجدان الشعب المصري، طالبت عدد من عضوات مجلس النواب بإقرار معاش دائم يُخصص لأصحاب المواقف الإنسانية والبطولية، ممن ضحوا بحياتهم أو تعرضوا للأذى أثناء أداء واجب مجتمعي أو موقف شهم لإنقاذ الآخرين.
ودعت الدكتورة إيرين سعيد، عضو مجلس النواب، الحكومة إلى إقرار ما أسمته بـ"معاش البطل"، ليكون مظلة دعم اجتماعي تُدرج تحتها أسماء كل من تأذوا خلال تأدية مواقف بطولية أو إنسانية استثنائية.
وأكدت أن هذا المقترح هو بداية حقيقية لـ"تجذير القيم الإنسانية"، التي كانت فطرة راسخة في نفوس أجدادنا، وأن الدولة إذا أرادت إحداث تغيير مجتمعي حقيقي، فعليها أن تبدأ من تكريم أصحاب المواقف النبيلة، لا سيما من لم تغيرهم قسوة الحياة، وبقوا على نقائهم وفطرتهم الطيبة.
واختتمت تصريحها قائلة:" رحم الله كل من قدم حياته دفاعًا عن موقف إنساني أو واجب مجتمعي.. فهم الأبطال الحقيقيون الذين يستحقون الخلود في ذاكرة الوطن."
وفي السياق ذاته، تقدمت النائبة سكينة سلامة، عضو مجلس النواب، بمقترح برغبة لإقرار معاش دائم تحت مسمى "معاش الشهامة والنخوة"، يُمنح لمن يقدمون على أعمال بطولية أو يُضحون بأرواحهم في سبيل إنقاذ الآخرين، مشيرة إلى أن هذا النوع من المبادرات يمثل شهادة تقدير مجتمعية تُرسخ لقيم النبل والإيثار.
وجاء اقتراح النائبة سلامة في أعقاب الحادثة المأساوية التي راح ضحيتها البطل خالد عبدالعال بمدينة العاشر من رمضان، بعدما فقد حياته أثناء إنقاذه لآخرين، مؤكدة أن هذه البطولات يجب أن تُقابل بتقدير رسمي حقيقي، يتجاوز التكريم الرمزي إلى دعم مادي دائم يضمن كرامة أسر الأبطال وحقوقهم.
وأوضحت أن مقترحها يتضمن تعديل مسمى "المعاش الاستثنائي" إلى "معاش الشهامة والنخوة"، مع وضع معايير واضحة تحددها الجهات المعنية لضمان وصول المعاش لمن يستحق، من أصحاب المواقف المشرفة.
وأكدت سكينة سلامة، أن هذه المبادرة تعكس روح التضامن الاجتماعي وتعزز ثقافة الفداء والبطولة، مشددة على أن "الدولة مطالبة برد الجميل لمن ضحوا بأنفسهم، وعلى المجتمع أن يكرم هؤلاء الأبطال ليس فقط بالذكرى، بل بالدعم الحقيقي لأسرهم".
وأعلنت أنها سترسل المقترح رسميًا إلى رئاسة مجلس الوزراء ووزارة التضامن الاجتماعي، مطالبة بسرعة النظر فيه واعتماده كخطوة فعلية نحو تثبيت أركان العدالة الإنسانية والاجتماعية.
بين "معاش البطل" و"معاش الشهامة"، يخطو البرلمان نحو إعادة الاعتبار للقيم النبيلة في المجتمع المصري، محولًا البطولة من موقف عابر إلى قيمة دائمة تستحق الرعاية ، مطالبين بأن تُترجم هذه المبادرات إلى قرار تنفيذي سريع، يحفظ كرامة من دافعوا عن غيرهم بأجسادهم، وأثبتوا أن النخوة لا تزال تعيش في قلوب المصريين.