السبت، 07 يونيو 2025 04:37 ص

بالشيكولاتة ومياه زمزم حجاجنا يقضون العيد فى منى.. بين التهانى والرمى والسكينة الروحية ضيوف الرحمن يوثقون فرحتهم بالصور والفيديوهات.. تنظيم متكامل وأجواء تفيض بالروحانية.. والبعثة المصرية: الجميع بخير اطمئنوا

بالشيكولاتة ومياه زمزم حجاجنا يقضون العيد فى منى.. بين التهانى والرمى والسكينة الروحية ضيوف الرحمن يوثقون فرحتهم بالصور والفيديوهات.. تنظيم متكامل وأجواء تفيض بالروحانية.. والبعثة المصرية: الجميع بخير اطمئنوا أرشيفية
الجمعة، 06 يونيو 2025 04:00 م
رسالة منى – محمود عبد الراضي
في مشعر منى، حيث السكينة والطمأنينة، قضى حجاج بيت الله الحرام أول أيام عيد الأضحى المبارك وسط أجواء روحانية مبهجة، بعد أن منّ الله عليهم بأداء فريضة الحج، والوقوف بعرفة، والمبيت في مزدلفة، ورمي جمرة العقبة الكبرى.
 
كانت لحظات استثنائية، اختلط فيها الفرح بالخشوع، وسادت فيها مشاعر الامتنان، وقد ارتسمت الابتسامة على وجوه الحجاج، تعبيرًا عن سعادتهم بإتمام ركن الإسلام الخامس.
 
 
 
تبادل الحجاج التهاني والتبريكات مع بعضهم البعض، وتوثقوا بتلك اللحظات السعيدة عبر الصور ومقاطع الفيديو، التي ستبقى في ذاكرتهم كواحدة من أجمل محطات حياتهم.
 
لم يكن العيد عاديًا في منى، بل كان عيدًا بروح مختلفة، تتجلى فيه المعاني العميقة للعبادة، والتجرد من الدنيا، والتقرب إلى الله.
 
في مشهد إنساني دافئ، حرص رجال الشرطة على مشاركة الحجاج فرحتهم، فوزعوا الشوكولاتة عليهم في بادرة طيبة أضفت بعدًا إنسانيًا على المهمة الأمنية.
 
كما قام عدد من الشباب المتطوعين بتوزيع عبوات مياه زمزم المثلجة، لمساعدة الحجاج على التغلب على حرارة الطقس، في صورة تعكس روح التعاون والتكافل التي تميز موسم الحج عامًا بعد عام.
 
ويمكث الحجاج في مشعر منى خلال أيام التشريق، حيث يواصلون رمي الجمرات الثلاث في أيام منظمة ومقسّمة، وفقًا للإجراءات التي تهدف إلى الحفاظ على سلامتهم وتنظيم حركتهم.
 
ويُتاح لمن يتعجل من الحجاج مغادرة منى بعد اليوم الثاني من التشريق، أما من تأخر فيغادر بعد اليوم الثالث، وذلك تطبيقًا لقوله تعالى "فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى".
 
وقد أكد مساعد وزير الداخلية للشؤون الإدارية ورئيس بعثة الحج المصرية، أن المخيمات المخصصة للحجاج المصريين في مشعر منى قد تم تجهيزها بشكل كامل قبل وصول الحجاج، حيث تم توفير مخيمات مكيفة ومجهزة بكافة وسائل الراحة، من مرطبات ومياه مبردة وعصائر، للتخفيف من تأثير درجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها المنطقة خلال هذه الأيام.
 
وأشار إلى أن الضباط يعملون على مدار الساعة داخل المخيمات لمتابعة احتياجات الحجاج والاستجابة لأي ملاحظات، مؤكدًا أن سلامة وراحة الحجاج تأتي على رأس الأولويات.
 
من جانبه، طمأن الدكتور محمد مصطفى، رئيس البعثة الطبية المصرية، أهالي الحجاج بأن الجميع بخير، وأن العيادات الطبية في مشعر منى تعمل بكفاءة عالية وتقدم خدماتها على مدار الساعة.
 
 
وقال إن الحالات التي راجعت العيادات كانت بسيطة في معظمها، وكلها تم التعامل معها على الفور.
 
وأضاف أن هناك تنسيقًا مستمرًا بين البعثة الطبية وبين السلطات الصحية السعودية، وأن مخزون الأدوية والإسعافات متوفر بكميات كافية لتلبية كل الاحتياجات، مشيدًا بجهود الأطقم الطبية التي تبذل جهدًا مضاعفًا لخدمة ضيوف الرحمن.
 
أما الجانب الديني، فقد أوضحه الشيخ شريف إبراهيم، رئيس البعثة الدينية المصرية، الذي تحدّث عن أهمية أيام التشريق، وبيّن للحجاج كيفية أداء رمي الجمرات بشكل صحيح، وفقًا للسنة النبوية، وأكد على أن هذه الأيام يجب أن تكون مليئة بالذكر والدعاء والطمأنينة، وأن المسلم فيها يستكمل ختام حجه بنفحات إيمانية عالية.
 
وأشار إلى أن البعثة الدينية تقوم بتقديم الإرشاد المباشر والرد على استفسارات الحجاج في مقار إقامتهم، كما يتم توزيع كتيبات إرشادية تساعد على الفهم السليم لكل شعيرة من شعائر الحج، والتأكد من صحة الأداء والنية.
 
وفي ظل هذه الأجواء الروحانية والتنظيمية المتقنة، يشعر الحجاج المصريون براحة كبيرة وامتنان واضح، سواء من حيث الخدمات المقدمة، أو من حيث الدعم المستمر من كل الجهات المشرفة على رحلة الحج.
 
وبين الدعاء والتكبير والتهليل، تتكرر مشاهد الخشوع والخضوع، في هذه البقاع الطاهرة، حيث لا فرق بين عربي ولا أعجمي، ولا غني ولا فقير، إلا بالتقوى والعمل الصالح.
 
هكذا تمضي أيام منى بهدوء وتنظيم وروحانية، ويواصل الحجاج أداء مناسكهم بيسر وسلاسة، على أمل أن يُكتب لهم القبول، وأن يعودوا إلى أرض الوطن وقد غُفرت ذنوبهم وطهرت قلوبهم، حاملين معهم أجمل الذكريات في رحلة العمر.
 
 
 

print