السبت، 07 يونيو 2025 03:26 م

بعد ليلة فى مزدلفة.. الحجاج يرمون جمرة العقبة الكبرى ويبدأون أيام التشريق.. منى تستقبل ضيوف الرحمن وتنظيم محكم وخدمات متكاملة.. بعثة الحج المصرية بخير ومستقرة ونطمئن أسرهم وذويهم

بعد ليلة فى مزدلفة.. الحجاج يرمون جمرة العقبة الكبرى ويبدأون أيام التشريق.. منى تستقبل ضيوف الرحمن وتنظيم محكم وخدمات متكاملة.. بعثة الحج المصرية بخير ومستقرة ونطمئن أسرهم وذويهم أرشيفية
الجمعة، 06 يونيو 2025 03:00 م
رسالة مكة المكرمة - محمود عبد الراضي
بدأ الحجاج صباح اليوم برمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصوات، وذلك بعد أن قضوا ليلتهم في مزدلفة في أجواء إيمانية عامرة بالتلبية والدعاء.
 
ومع طلوع شمس هذا اليوم، توجه ضيوف الرحمن إلى مشعر منى لأداء واحدة من أبرز مناسك الحج، وسط تنظيم دقيق واستعدادات مكثفة وفرتها الجهات السعودية المختصة بالتعاون مع بعثات الحج المختلفة.
 
ويعد رمي جمرة العقبة الكبرى هو أول أعمال يوم النحر، حيث يرمى الحاج سبع حصوات متعاقبة، يكبر مع كل واحدة منها، اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
 
 
وبعد أداء الرمي، يتابع الحجاج ما تبقى من المناسك من ذبح الهدي، والحلق أو التقصير، ثم طواف الإفاضة والسعي، وهي أركان أساسية لإتمام حجهم.
 
وفيما تستمر أعمال الحج خلال أيام التشريق الثلاثة، التي تبدأ من اليوم الثاني من عيد الأضحى، يواصل الحجاج رمي الجمرات الثلاث يوميًا، بدءًا من الصغرى ثم الوسطى فالكبرى، كل منها بسبع حصيات. ويبيت الحجاج في مشعر منى طوال هذه الأيام، ما لم يتعجلوا فيغادروا إلى مكة بعد اليوم الثاني، كما أُبيح لهم شرعًا.
 
في هذا السياق، قال مساعد وزير الداخلية للشؤون الإدارية ورئيس بعثة الحج إن الاستعدادات تمت بشكل كامل في مشعر منى، حيث تم تجهيز المخيمات بأعلى درجات الكفاءة لتوفير أقصى سبل الراحة لضيوف الرحمن، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة في هذا الموسم.
 
وأكد أن جميع الخيام مكيفة ومجهزة بكافة الاحتياجات، خصوصًا المياه والعصائر والمرطبات، لمساعدة الحجاج على تجاوز موجات الحر الشديدة.
 
وأضاف أن هناك متابعة دقيقة ومستمرة لحركة الحجاج داخل المشعر، مع وجود ضباط البعثة لتسهيل وصول الحجاج إلى الجمرات وتفادي الازدحام أو التدافع، خصوصًا أن المنطقة تشهد كثافة بشرية مرتفعة في هذه الأيام.
 
من جهة أخرى، أكد الدكتور محمد مصطفى رئيس البعثة الطبية المصرية أن الحالة الصحية العامة لحجاج البعثة مطمئنة ومستقرة، وأنه لا توجد أي حالات حرجة أو إصابات مؤثرة بين الحجاج المصريين.
 
وقال إن العيادات الطبية المنتشرة في مشعر منى تعمل على مدار الساعة، وتتابع أوضاع الحجاج بشكل منتظم، وتقدم الخدمات الطبية اللازمة في الوقت المناسب.
 
وأوضح الدكتور مصطفى أن أبرز الحالات التي تعاملت معها الفرق الطبية تمثلت في حالات إجهاد حراري خفيف، أو ارتفاع في درجات الحرارة، وكلها عولجت ميدانيًا دون الحاجة إلى نقلها إلى المستشفيات. وأكد أن هناك تنسيقًا كاملاً مع الجانب السعودي لضمان تقديم أعلى مستويات الخدمة الطبية، سواء في المشاعر أو في مكة المكرمة.
 
وعلى الجانب الديني، تحدث الشيخ شريف إبراهيم، رئيس البعثة الدينية، عن أيام التشريق، موضحًا أنها أيام عظيمة يقضيها الحجاج في ذكر الله ورمي الجمرات، وهي فرصة للتأمل في معنى الطاعة والتجرد من الدنيا.
وأشار إلى أن رمي الجمرات يرمز إلى معركة الإنسان مع الشيطان، ويستحضر قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما اعترضه الشيطان فرماه بالحجارة، كما يرميه الحجاج اليوم اتباعًا لسنة النبي محمد.
 
وأكد الشيخ شريف أن البعثة الدينية تبذل جهدًا كبيرًا في توعية الحجاج وشرح مناسكهم بأسلوب مبسط وسهل، مع الرد على استفساراتهم حول كيفية الأداء الصحيح للمناسك، خاصة لكبار السن أو من يواجهون صعوبة في التنقل.
وأضاف أن هناك علماء رافقون الحجاج بشكل دائم، ويقدمون النصيحة في مواقع أداء الشعائر، بما يسهم في تأدية المناسك على الوجه الأكمل.
 
ورغم الأجواء المناخية الصعبة وحرارة الطقس، فإن مشهد الحجاج وهم يتوجهون للرمي في تنظيم مهيب يبعث على الفخر والرهبة.
وقد بدت علامات الرضا والطمأنينة واضحة على وجوه الحجيج، الذين يرفعون أكفهم بالدعاء وهم يسيرون في مشعر منى، ملتزمين بتعليمات السلامة والتوجيهات الشرعية، مؤدين الركن الخامس من أركان الإسلام بكل سكينة وخشوع.
 
وشهدت مناطق الرمي انتشارًا مكثفًا للمتطوعين والفرق التنظيمية، التي ساهمت بدورها في توجيه الحجاج وتوزيع المياه والمرطبات، وتقديم المساعدة اللازمة عند الحاجة، في مشهد يعكس روح التعاون والإخلاص لخدمة ضيوف الرحمن.
 
ويتوقع أن يغادر الحجاج المتعجلون مشعر منى مساء غدٍ بعد إتمام رمي الجمرات لليوم الثاني، متوجهين إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج. أما من اختار التريث، فسيبقى في منى حتى اليوم الثالث من أيام التشريق، ويستكمل رمي الجمرات ثم يغادر بعدها إلى مكة.
 
وفي ظل هذه الأجواء، تتواصل الجهود الرسمية لتوفير بيئة آمنة ومريحة للحجاج، في أكبر موسم ديني يجمع المسلمين من مختلف بقاع الأرض، ضمن مشهد فريد تتجلى فيه وحدة الأمة الإسلامية وقوة التنظيم والإدارة، وخدمة الدين والإنسان.
 

 


print