تعتبر الزلازل أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا، فهى تتسبب في أضرارًا فادحة، وهذه الظاهرة هي انعكاسًا لتكتونية الصفائح، التي تعرض بعض بقع الأرض لخطرًا محتمل ودائم، حيث تتركز الزلازل على طول امتداد الفوالق وهى كسر يحدث في الصخور على الحدود الفاصلة بين الصفائح التكتونية، وفى بعض بقاع العالم تحتك هذه الصفائح الضخمة، وتشهد حركة تصادم وتغمر الواحدة الأخرى وتتكدس الطاقة على طول الفوالق، وعند الوصول إلى حدود مقاومة الصخور نشهد كسورًا وتتحرر الطاقة المكدسة ويهز الزلزال الأرض، و بعد الهزة الرئيسية تحدث هزات ارتدادية، تكون في بعض الأحيان مدمرة، وهى تشير إلى اصلاح في الكتل القريبة من الفالق.
وتقع مناطق الزلازل الأكثر نشاطاً في آسيا والشرق الأدنى وشمال أفريقيا وأمريكا، وتقاس الزلازل بدرجتها وشدتها، ويعتبر مقياس ريختر الأكثر شيوعًا ويحدد درجة الزلازل، أي الطاقة المحررة خلال حدوث الزلزال، ونظريًا لا حدود لهذا المقياس، أما على أرض الواقع فلم يتخطى زلزال 9.5 منذ ذلك الذى هز تشيلى عام 1967 ، ويحدد المقياس الأوروبى شدة الزلازل، ويتألف المقياس من 12 درجة فلا نشعر بزلزال من الدرجة الأولى في حين قد يشوه زلزال من الدرجة الثانية عشر المكان برمته، وبإختصار يسجل كل عام .
سجلت محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل، التابعة معهد البحوث الفلكية هزة أرضية بقوة 5.8 على مقياس ريختر، في الساعة الثانية من صباح اليوم الثلاثاء، مركزه داخل الأراضى التركية، وعلى بعد 600 كيلو متر من محافظة مرسى مطروح ، وامتد تأثيره إلى 9 دول بما فيها مصر.
أوضح الدكتور شريف الهادى رئيس قسم الزلازل بمعهد البحوث الفلكية، أن مصر تشهد نشاطًا زلزاليًا يوميًا ومستمرًا، إلا أن أغلب هذه الزلازل تكون قوتها "1.2" درجة على مقياس ريختر، و لا يتم الإحساس بها من قبل المواطنين نظرًا لضعف قوتها وبعدها عن المناطق السكنية.
أضاف الهادى أن كل منطقة لها ظروفها الجيولوجية والتكتونية، واذا حدث زلزال كبير فمن الوارد أن يحدث في أماكن أخرى بعيدة عنه، وذلك نتيجة قلقلة الأرض في الأماكن التي تحدث بها فوالق نشطة تقع في باطن الأرض، مشيرًا إلى أن الزلازل الصغيرة نسبياً تعتبر مثال على تنفيس الأرض، حتى تخرج الطاقة من باطنها على مراحل وليس مرة واحدة.
وأوضح الهادى، أن هناك أماكن نشطة بشكل ضعيف يحدث بها زلازل كخليج السويس، ومن الصعب حدوث زلزال فى كل أنحاء الجمهورية ويشعر به الجميع، لأنه ليس شرطا أن يشعر الكل بالزلزال عند حدوثه، ونحن كمعهد نقوم بإذاعة وقوع الزلزال عندما يصل لأكثر من 3.5 ريختر، ونشاط الزلازل داخل مصر ضعيف جدا.
وتابع، نؤكد مرة أخرى حدوث الزلازل ظاهرة طبيعية، ومصر لم تدخل حزام الزلازل ومركز الزلزال الحالي هي دولة تركيا الواقعه في منطقة نشطه زلزاليا.
وأكد أنه لا توجد أى مؤشرات لنشاط زلزالى عنيف قادم فمن خلال تسجيلات الشبكة القومية للزلازل ومحطاتها المنتشرة في الساحل الشمالي ونجوع مصر وخصوصاً المحطات الموجودة في الساحل الشمالى لم نسجل أى نشاط ملحوظ يشير لحدوث زلازل عنيفه بدول البحر المتوسط.
يذكر أن الحزام الزلزالي يبعد عن مصر مسافات تتراوح من 350 لـ 450 كيلو متر، و أنه في عام 1303 تسبب هذا الحزام الزلزالي في حدوث تسونامي على الجزء الساحلى وأثر وقتها على مدنية الإسكندرية وأدى لتدمير منارة الإسكندرية في ذلك الحين ولكن منذ ذلك الوقت لم نشهد هزات أرضية عنيفة ترتقى لتكرار هذا الأمر.
والدول الأكثر تأثراً بهذا الحزام الزلزالي كل الدول المطلة على شرق البحر المتوسط منها تونس واليبيا ومصر وفلسطين والأردن ولبنان وسوريا ، والحدود الغربية منها تركيا الدول المطلة على بحر إيجا.