في اليوم 606 من الحرب على غزة، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها المكثف على القطاع والضفة الغربية ولا تفرق بين منزل ومستشفى أو بين طفل وشيخ.
وعلى مدار الأيام الماضية، صعد الاحتلال قصفه الجوي والبري على قطاع غزة، وتركزت الغارات على الأبراج السكنية والمناطق المكتظة بالسكان، في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى التدمير والتهجير القسري.
ووفق وزارة الصحة في غزة، فقد استشهد خلال الساعات الـ24 الماضية 52 مواطناً بينهم أطفال ونساء، وأصيب 503 آخرون، ليرتفع عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 54,470 شهيداً، إضافة إلى أكثر من 124 ألف مصابـ، وتؤكد الوزارة أن آلاف الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وفي الطرقات، وسط عجز فرق الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب القصف المستمر.
غزة: مجازر مستمرة أمام مراكز توزيع المساعدات
وواصل الاحتلال قصفه وتدميره وارتكابه للمجازر الدامية في قطاع غزة، حيث استشهد 24 فلسطيني وأصيب أكثر من 200 جريح، صباح الثلاثاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعدما أطلقت النار على مواطنين كانوا يتجمعون قرب مركز توزيع المساعدات الأمريكية غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل المجازر المتواصلة بحق المدنيين.
وفي رفح الفلسطينية، استشهد 6 فلسطينيين وأصيب العشرات إثر قصف استهدف مركز توزيع مساعدات تابع لشركة أمربكية ، واستشهد الطفل يامن العرجا برصاص قناص إسرائيلي أثناء وجوده في خيمته بمواصي خان يونس، كما ارتقى حسام وافي متأثراً بجراحه في قصف استهدف طالبي المساعدات شرق المدينة.
وواصلت الطائرات الحربية استهداف منازل المواطنين، مما أدى لاستشهاد عائلات بأكملها، كما حدث مع عائلة البرش في جباليا، التي فقدت 15 من أبنائها بينهم أطفال ونساء، أبرزهم معاذ، سمية، مريم، ياسمين، وأشقاء من آل حمدية.
وفي دير البلح، سقط شهداء في استهداف مدرسة تؤوي نازحين، وهم وسام الكرد، شادي قنن، ومحمد الكرد، كما استُشهد سعيد ومازن أبو عمرة في قصف على منطقة "أم ظهير"، ودمر الاحتلال "مسجد الأنصاري" بالكامل، كما سقطت عدة عائلات تحت القصف المدفعي في مناطق متعددة من خان يونس، غزة، جباليا، والبريج.
العدوان الإسرائيلي يلاحق المرضى والمستشفيات
وتقدم الاحتلال الإسرائيلي نحو مستشفى غزة الأوروبي، واقتحم ساحاته بالجرافات بعد إخلائه قسراً، كما جرى نقل المصابين من المستشفى الإندونيسي المحاصر، ويواصل الاحتلال استهدافه للمراكز الصحية، في ظل انهيار شبه تام للمنظومة الطبية.
طائرات الإرهاب النفسي
كما تحولت الطائرات المسيرة من أدوات رصد وقتل إلى أدوات ترهيب نفسي، وأكد المرصد الأورومتوسطي أن الاحتلال يستخدم طائرات "كواد كابتر" لاقتحام المنازل وبث أصوات مرعبة كصرخات ومواء كلاب ونداءات استغاثة، في محاولة لتحويل أماكن النزوح إلى مصائد موت ضمن سياسة إبادة جماعية.
منع الحج.. واستمرار الحصار
وللعام الثاني على التوالي، يمنع الآلاف من سكان غزة من أداء فريضة الحج، بعد إغلاق المعابر وتعطيل شركات السفر، ما يعكس امتداد العدوان الإسرائيلي حتى إلى شعائر الناس ومعتقداتهم الدينية.
الضفة الغربية.. هدم وتهجير في طولكرم
وفي الضفة الغربية، تواصل قوات الاحتلال حصارها على مخيم نور شمس لليوم الـ127 على التوالي، ما أدى إلى تهجير قرابة 5 آلاف عائلة.
وأفاد نهاد الشاويش، رئيس اللجنة الشعبية في المخيم، أن الاحتلال هدم أكثر من 20 مبنى خلال أسبوعين، ويحاول تغيير المعالم الجغرافية للمنطقة، فيما حولت بعض المباني إلى ثكنات عسكرية.
القدس.. اقتحام المسجد الأقصى وهدم منازل
واقتحم نحو 1000 مستوطن المسجد الأقصى بحماية مشددة لأداء طقوس تلمودية و"سجود ملحمي"، وحاول ثلاثة منهم اقتحام قبة الصخرة. كما أجبرت سلطات الاحتلال عائلتين في بيت حنينا على هدم منزليهما ذاتياً، ليفقد 14 فرداً منازلهم.
اغتيال طفل في سنجل.. والضم مستمر
واستشهد الطفل يوسف فؤاد فقهاء (14 عاماً) بعد إصابته برصاص الاحتلال في بلدة سنجل شمال رام الله، حيث احتجز الجنود جثمانه وأجبروه على خلع ملابسه، قبل نقله بسيارة إسعاف إسرائيلية.
هآرتس العبرية: نتنتياهو يسرع مخططات الضم في الضفة
كما كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن تسارع مخططات الضم في الضفة، عبر بناء مستوطنات جديدة، ومنع وزراء عرب من دخول رام الله، مستغلاً نتنياهو انشغال العالم بالحرب على غزة.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن خطوات رئيس الوزراء الإسرائيلي،بنيامين نتنياهو، نحو ضم الضفة الغربية، مع استغلاله لانشغال العالم بحربه على غزة، من شأنها أن تهدد الاستقرار الإقليمي وتضعف آفاق السلام.
وذكرت "هآرتس" أن نتنياهو يعمل بهدوء مسرّعاً عملية ضم الضفة بحكم الأمر الواقع، مشيرة إلى أن جهود حكومته بدأت حتى قبل هجوم السابع من أكتوبر 2023، لكنها استمرت بوتيرة أسرع تحت "ستار الحرب"، مكتسبة زخماً أكبر بعد عودة دونالد ترامب إلى رئاسة أمريكا.
وفي غياب إعلان رسمي بالضم، تبذل حكومة نتنياهو قصارى جهدها للإشارة إلى نيتها ضم الضفة التي يقطنها أكثر من مليوني فلسطيني، إلى إسرائيل.
وتشير "هآرتس" إلى الخطوات الأخيرة نحو ضم كامل الضفة، مثل الإعلان عن بناء 22 مستوطنة جديدة، والسعي لإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية المعزولة التي تُعتبر غير قانونية حتى بموجب القانون الإسرائيلي، وتوسيع الطرق التي تخترق الضفة الغربية وتُرسّخ السيطرة الإسرائيلية.
كما لفتت "هآرتس" إلى إشارة "رمزية" تؤكد مضي حكومة نتنياهو بمخططها، بعد منعها وفداً يضم وزراء خارجية عرباً من زيارة مدينة رام الله، والتي كانت تمثل دفعة إقليمية متجددة نحو حل الدولتين، معتبرة أن المنع الإسرائيلي أكد أن تل أبيب لم تعد تكترث حتى بالحفاظ على المظاهر الدبلوماسية لإخفاء سعيها لضم الضفة.