في خطوة تحمل بُعدًا استراتيجيًا غير مسبوق، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكومة بدراسة إدراج مادة "الذكاء الاصطناعي" كمادة إلزامية ضمن المناهج التعليمية، وذلك خلال اجتماع رسمي مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان ونائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية.
هذه التوجيهات التاريخية لم تأتِ من فراغ، بل تعكس إيمانًا راسخًا من القيادة السياسية بضرورة إعداد الأجيال القادمة لمستقبل تتصدره التكنولوجيا، ويتحكم فيه من يمتلك أدوات الثورة الصناعية الرابعة.
بدوره أشاد الدكتور أحمد سمير زكريا، عضو مجلس الشيوخ، بتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بدراسة إدراج الذكاء الاصطناعي كمادة إلزامية في المناهج التعليمية، مؤكدًا أن هذه الخطوة تعكس رؤية القيادة السياسية نحو إعداد أجيال مستقبلية قادرة على التفاعل مع أدوات العصر الحديث.
وقال زكريا في تصريحات خاصة، إن القرار يعكس إدراك الرئيس لأهمية التكنولوجيا في تشكيل مستقبل الاقتصاد والتعليم والصحة، معتبرًا أن إدراج الذكاء الاصطناعي في مراحل التعليم الأساسي والثانوي يعزز من قدرة الدولة على إعداد كوادر مؤهلة لسوق العمل الرقمي.
وأضاف أن مصر، بخطوة كهذه، تواكب تحولات الثورة الصناعية الرابعة، لافتًا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة محورية في تطوير الخدمات الحكومية والتعليمية والصحية، ولا يمكن الحديث عن تنمية بشرية شاملة دون تعزيز المهارات الرقمية لدى النشء.
فيما أكد النائب محمد لبيب، عضو مجلس النواب، أن توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة بدراسة إدراج الذكاء الاصطناعي كمادة إلزامية في المناهج الدراسية، هو خطوة نوعية تستهدف تنمية رأس المال البشري، وبناء قاعدة علمية عصرية تتواكب مع المتغيرات العالمية.
وأضاف لبيب في تصريح خاص، أن هذه التوجيهات تعزز استراتيجية الدولة نحو التحول الرقمي، وتفتح الباب أمام تطوير التعليم ليواكب التطورات العالمية، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من جميع القطاعات، من الاقتصاد إلى الصحة والتعليم وحتى الإدارة.
وأشار إلى أن هذا القرار يعزز من قدرة الطلاب المصريين على المنافسة في الأسواق الدولية، ويمهد لوجود طاقات شبابية قادرة على الابتكار والإبداع في المجالات التقنية الحديثة، داعيًا إلى وضع آليات تدريب فعالة للمعلمين وتهيئة البنية التكنولوجية اللازمة لإنجاح الخطوة.
كما وصفت جيهان البيومي، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، توجيه الرئيس السيسي بدراسة إدراج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية كمادة إلزامية بأنه "قرار ثوري"، ينسجم مع أهداف رؤية مصر 2030 في بناء نظام تعليمي متطور يرتكز على المعرفة والابتكار.
وأكدت البيومي في تصريح خاص، أن الذكاء الاصطناعي يمثل مستقبل العلوم، وإدراجه مبكرًا في التعليم المصري يضع الطلاب في موقع متقدم علميًا وتكنولوجيًا، كما يعزز ثقافة التفكير المنطقي والبحث والبرمجة منذ سن مبكرة.
وأضافت أن لجنة التعليم تدعم هذه الخطوة وستعمل على تهيئة البيئة التشريعية والدستورية اللازمة لتنفيذها، مع مراعاة تدريب المعلمين وإعداد مناهج مناسبة للفئات العمرية المختلفة، معتبرة أن هذا التوجه يضع مصر في مصاف الدول الرائدة في التعليم الذكي.
وقالت أمل رمزي، عضو لجنة الدفاع والامن القومي بمجلس الشيوخ، إن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بدراسة إدراج الذكاء الاصطناعي كمادة إلزامية في التعليم تعكس رؤية مستقبلية ثاقبة تهدف إلى بناء مصر الرقمية القائمة على العلم والتكنولوجيا.
وأوضحت رمزي، في بيان لها، أن إدراج هذه المادة سيحدث تحولًا جذريًا في منظومة التعليم، ويكسب الطلاب مهارات التحليل والتفكير النقدي وحل المشكلات، مما يؤهلهم لمواكبة التطور السريع في سوق العمل، سواء المحلي أو العالمي.
وأكدت أن الخطوة تتكامل مع جهود الدولة في التحول الرقمي وتطوير البنية التكنولوجية للمدارس، داعية إلى إعداد خطة متكاملة تبدأ بتدريب المعلمين، وتطوير المناهج بالتعاون مع خبراء تكنولوجيا التعليم.
واختتمت تصريحها بالتأكيد أن هذه المبادرة الرئاسية تمثل حجر الزاوية في تطوير العقل المصري، وصناعة جيل قادر على الإبداع، والقيادة، والمنافسة عالميًا.