في وقت حساس يموج فيه العالم العربي بالكثير من الأزمات، يستعد القادة العرب لقمة عربية جديدة تنعقد في العراق السبت المقبل، على أمل الخروج بقرارات هامه تجاه القضايا العربية من فلسطين لسوريا والسودان وغيرها من الهموم التي تٌثقل كاهل المواطن العربي، وخاصة 2 مليون فلسطيني يعانون الجوع داخل قطاع غزة المحاصر.
وأكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن انعقاد القمة العربية الـ 34 بالتزامن مع القمة التنموية الخامسة في بغداد حدث مهم يؤكد على مكانة العراق ودوره المحوري والفاعل عربياً وإقليمياً، مشددا على ضرورة تعزيز آليات الجامعة العربية ومؤسساتها، في مختلف جوانب التعاون العربي، ولا سيما في التصدي للمشاكل الاقتصادية والبيئية والتنموية، وكذلك في مجال التعاون الأمني المشترك بين الدول العربية.
ويكثّف العراق استعداداته النهائية لاستضافة القمة العربية في دورتها الـ34، إلى جانب القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، المقرر عقدهما في العاصمة بغداد يوم السبت المقبل، وسط اهتمام رسمي واسع لضمان نجاح الحدثين بما يعكس مكانة العراق المتقدمة ودوره المحوري في محيطه العربي والإقليمي.
وترأس رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اجتماعاً موسعاً لمتابعة الترتيبات النهائية لعقد القمة، حيث اطّلع على الخطط الأمنية والإدارية واللوجستية الخاصة بتأمين انعقادها، ووجّه جميع مؤسسات ودوائر الدولة بتعزيز العمل والتنسيق، كلّ حسب اختصاصه، لإنجاح تنظيم القمتين.
وذكر بيان رسمي أن اللقاء استعرض الاستعدادات والترتيبات النهائية لعقد القمة، والسعي لأن تكون مميزة وناجحة بشكل يعكس مكانة العراق العربية والإقليمية، وتساهم في تحقيق آمال وطموحات الشعوب العربية، مضيفاً أن القمة تنعقد في مرحلة حساسة من مراحل الأحداث والتحديات التي تواجهها المنطقة والعالم العربي، ما يعزز أهمية الدور البارز للعراق في وضع الحلول وتقديم المبادرات العملية لمعالجة القضايا المعاصرة.
بدوره، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، إن "قمة بغداد تجسيد لدور العراق المؤسس والفاعل في المنظومة العربية”، مشيراً إلى أن “انعقاد القمة في بغداد يمثل استعادة العراق لدوره المحوري، ويحمل دلالات مهمة أبرزها ترسيخ الاستقرار السياسي والأمني".
وأضاف أن "القمة المقبلة ستكون من أنضج القمم تمثيلاً وحضوراً"، مشيراً إلى أن "ملوك وزعماء ورؤساء عرب أكدوا مشاركتهم في القمة".
وتتناول القمة العربية ملفات هامة تتصدرها القضية الفلسطينية وتطوراتها، خصوصاً العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والأوضاع في السودان وسوريا واليمن ولبنان، إلى جانب تعزيز الأمن القومي العربي ودعم مبادرات التسوية السياسية في الدول المتأزمة.
وتعكس استضافة العراق لهاتين القمتين، في هذا التوقيت الحرج إقليمياً ودولياً، رغبة واضحة في ترسيخ موقعه كدولة محورية في النظام العربي، وقادرة على احتضان الحوار وتقديم المبادرات الجامعة لمعالجة الأزمات السياسية والاقتصادية والتنموية التي تواجه المنطقة.
وأكدت وزارة الداخلية العراقية، أن هناك تنسيقات شاملة بين مختلف التشكيلات الأمنية لضمان توفير أقصى درجات الحماية والتنظيم، وبما يعكس صورة إيجابية عن العراق"، وأكدت الداخلية على "أهمية الالتزام العالي والانضباط في تنفيذ المهام والخطط حيث أن نجاح القمة يمثل مسؤولية وطنية مشتركة تتطلب أقصى درجات الجاهزية والعمل المهني، موجهاً بالاستمرار في الممارسات الأمنية وتدقيق جميع المتطلبات وتوحيد الجهود في مسار واحد".
وقال حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن "الرسالة الأساسية للقمة، هي أن العرب سيقومون بعقد القمة العربية بشكل دوري، وهي رسالة في حد ذاتها قوية تفيد بأنهم لا يزالوا متمسكين بوحدتهم".
وبشأن مستوى حضور القادة المتوقع، قال: "إن مثل هذه الأمور تتحدد في الأيام الأخيرة، أي قبل يوم انعقاد القمة، ولكن نستطيع أن نقول إن المستوى تمثيل سيكون مرضياً".
وعن احتمال صدور قرار بشأن دعم قطاع غزة الذي دمرته الحرب الإسرائيلية المستمرة خاصة في ضوء وجود الخطة المصرية لإعمار غزة، نوه زكي إلى القرار الذي صدر بشأن تبني الخطة العربية لإعمار غزة عن القمة العربية غير العادية التي عقدت في القاهرة في الرابع من مارس الماضي.
وتابع: "تم تبني الخطة العربية، وتم تأجيل التنفيذ، بسبب الانتهاك الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار الوضع بالشكل الذي نتابعه كل يوم، فهذا هو السبب الأساسي في عدم تحقيق تقدم في الخطة العربية".