تولي القيادة السياسية في مصر اهتمامًا بالغًا بالرياضة، واصفة إياها بإنها “قضية أمن قومي”، حيث شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة على أهمية نشر ثقافة الرياضة بين الشباب، ودمجها في المدارس والجامعات، باعتبارها ركيزة للنهوض بالصحة البدنية والذهنية للأجيال القادمة.
ويعكس هذا التوجه، الدعم الكبير الذي توليه الدولة للرياضة كجزء من قوى الدولة الشاملة، بما يسهم في تعزيز الانتماء الوطني، وتحسين جودة حياة المواطنين، وتمكين الشباب من تطوير مهاراتهم وقدراتهم، فضلًا عن مساهمتها في الاقتصاد الوطني.
وفي هذا السياق، تنص المادة 84 من الدستور المصري على أن “ممارسة الرياضة حق للجميع”، وتُلزم الدولة والمجتمع برعاية الموهوبين واتخاذ التدابير اللازمة لنشر الرياضة وفق المعايير الدولية.
وتؤكد خطة التنمية المستدامة 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة على الدور الحيوي للرياضة في تحقيق أهداف التنمية، كأداة فعّالة في نشر السلام، وتعزيز التسامح، ومواجهة العنف والتطرف، وتمكين المرأة والشباب والمجتمعات.
وفي إطار هذا الاهتمام، أجرى الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، لأول مرة، مسحًا ميدانيًا لقياس نسب ممارسة النشاط الرياضي في المجتمع المصري، وتحديد أنماط السلوك المرتبطة به، والعوامل المؤثرة على العزوف عن المشاركة، وذلك في خطوة تستهدف دعم متخذي القرار بمؤشرات دقيقة لبناء سياسات فعّالة ومستدامة.
وكشف المسح عن أن 95.8% من المصريين لا يملكون عضوية في الأندية أو مراكز الشباب، وترتفع النسبة في الريف إلى 98.6%. كما أظهرت النتائج أن 63.6% من المترددين على الأندية ومراكز الشباب يفعلون ذلك أسبوعيًا، في حين بلغت نسبة المشاركة في المبادرات الشبابية 0.6% فقط.
وأشار المسح إلى أن 30.5% من الأفراد (فوق 5 سنوات) يمارسون الألعاب الإلكترونية، وتزيد هذه النسبة بين الذكور (35.1%) مقارنة بالإناث (25.6%)، كما ترتفع بين سكان الحضر أكثر من الريف.
- نسبة كبيرة من الأفراد ليس لديهم عضوية في النوادي أو مراكز الشباب، بنسبة بلغت 95.8%، وارتفعت تلك النسبة في الريف لتصل إلى 98.6%، مقابل 92.1% بالحضر، كما ارتفعت النسبة للإناث لتصل إلى 96.8%، مقابل 94.8% للذكور.
- أكبر نسبة للأفراد المترددين على النادى أو مركز الشباب بلغت 63.6% للتردد الأسبوعي، وجاء في المرتبة الثانية التردد الشهرى للأفراد على النادى أو مركز الشباب بنسبة 21.9% من إجمالي الأفراد المترددين، أما باقى الأفراد فيترددون على النادى أو مركز الشباب خلال فترات أطول من الشهر، حيث بلغت نسبة 4.3% من الأفراد الذين يترددون كل ربع سنة، و6.7% من الأفراد يترددون كل نصف سنة، و4% من الأفراد يترددون كل سنة.
- نسبة متابعة الأفراد للصفحة الرسمية لوزارة الشباب والرياضة منخفضة جدا حيث بلغت 2.8% من إجمالي الأفراد.
- حوالى ربع الأفراد يتابعون أو يشاهدون الدوريات الرياضية.
- نسبة المشاركة في المشروعات أو المبادرات التابعة وزارة الشباب والرياضة منخفضة بشكل عام، حيث بلغت 0.6% ارتفعت النسبة بالحضر لتصل إلى 0.8%، مقابل 0.4% بالريف.
- حوالى ثلث أفراد المجتمع في الفئة "5 سنوات فأكثر" يمارسون الألعاب الإلكترونية حيث بلغت النسبة .%30.5 ارتفعت النسبة للذكور حيث بلغت 35.1%، مقابل 25.6% للإناث. كما ارتفعت النسبة للأفراد الحضر حيث بلغت 35.1%، مقابل 27% بالريف.
- الفئة "5-17 عام" هم الأكثر ممارسة للألعاب الإلكترونية بنسبة 43.5%، تليها فئة الشباب "18- 39 عام"، بنسبة 34.8% ومع زيادة العمر تقل نسبة الممارسة بطبيعة الحال.
في النهاية، يُعد هذا المسح خطوة غير مسبوقة في رصد الواقع الرياضي بمصر، بما يسهم في تطوير الاستراتيجيات المستقبلية لتوسيع قاعدة الممارسين، وتعظيم دور الرياضة في المجتمع.