تستمر أوروبا فى دعمها لغزة ورفضها ما يحدث فى القطاع من مجازر وانتهاكات إنسانية خطيرة، أعربت عدة دول أوروبية عن غضبها ورفضها لخطة توسيع العملية العسكرية فى غزة، بالإضافة إلى تنديد الاتحاد الأوروبى للتهجير القسرى للسكان فى غزة.
وأشارت صحيفة لاراثون الإسبانية إن عدد الدول الأوروبية التى ترفض توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية فى غزة يتزايد يوما بعد يوم، وحتى الآن أعرب 6 دول أوروبية عن رفضهم لتلك الخطة وازدادت انتقادهم للوضع فى غزة الذى أصبح يمثل كارثة إنسانية حقيقية.
وحذرت الدول الأوروبية من "تصعيد جديد وخطير" فى الشرق الأوسط، ورفض وزراء خارجية إسبانيا وأيسلندا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا ولوكسمبورج خطة إسرائيل لتوسيع عملياتها فى غزة والاحتفاظ بالقطاع، وهو ما من شأنه أن يمثل "تصعيدا جديدا وخطيرا" من شأنه أن يعرض حل الدولتين القابل للتطبيق للخطر.
وفى بيان مشترك دعا إسرائيل إلى "ضبط النفس"، حذر الوزراء الأوروبيون الستة من أن المزيد من التصعيد العسكرى فى غزة "لن يؤدى إلا إلى تفاقم الوضع الكارثى بالفعل" بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين وتعريض حياة الرهائن المحتجزين للخطر.
وحذروا من "رفضنا القاطع لأى تغيير ديموجرافى أو إقليمى فى غزة، بما فى ذلك أى خطة تجبر أو تسهل التهجير الدائم لسكانها"، وهو ما يشكل انتهاكا للقانون الدولى.
كما أنهم يعارضون "بشدة" أى نظام لا يضمن حصول كافة السكان على المساعدات الإنسانية التى ظلت غير متوفرة لأكثر من شهرين بسبب الحصار الإسرائيلى.
وأشار الموقعون على الإعلان إلى أنه على الرغم من الدعوات المتكررة لرفع هذه التدابير الحصارية، فإن إسرائيل "بدلاً من تخفيفها، قامت بتشديدها أكثر".
وفى هذا الصدد، طالبوا برفع العقبات أمام المساعدات الإنسانية على الفور، مؤكدين أنه "من الضروري" تقديم المساعدات إلى جميع المدنيين المحتاجين، دون تمييز، والالتزام بالمبادئ الإنسانية الأخرى المتمثلة فى عدم التحيز والاستقلال والحياد.
وأكدوا أيضا أن ما هو مطلوب "بشكل أكثر إلحاحا من أى وقت مضى" هو استئناف وقف إطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، كما أكدوا دعمهم "الثابت" لحل الدولتين، حيث تعيش إسرائيل وفلسطين "معا فى سلام وأمن"، وأكدوا أن غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين.
كما قالت مسئولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الاوروبى، كايا كالاس، إن غالبية دول الاتحاد ترى أن الوضع فى قطاع غزة "لا يمكن تحمّله" ويشهد تدهورا متسارعا، مشيرة إلى إجماع متزايد بين الدول الأعضاء بشأن خطورة الأوضاع الإنسانية فى القطاع الفلسطينى، و مؤكدة ضرورة إيجاد حلول عاجلة لوقف التدهور.
وقالت كالاس إن "وزراء خارجية الاتحاد المجتمعين فى وارسو، سيناقشون العلاقات بين التكتل وإسرائيل الخميس، بناء على طلب من وزير الخارجية الهولندى كاسبار فيلدكامب".
ونصت الرسالة التى قدمها فيلدكامب، على أن "العلاقات بين الاتحاد الأوروبى وإسرائيل، يجب أن تتوافق مع حقوق الإنسان، والقيم الديمقراطية بموجب اتفاقية الشراكة بين الجانبين".
وكتب فيلدكامب: "أرى أن الحصار اللاإنسانى يمثل انتهاكاً لالتزامات إسرائيل بموجب القانون الدولى الإنسانى، وبالتالى لاتفاقية الشراكة".
وانتقد زعماء أوروبيون خطط إسرائيل لتولى مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية فى غزة، بالاستعانة بشركات خاصة لإيصال الغذاء، وذلك بعد شهرين من منع الجيش الإسرائيلى دخول الإمدادات إلى القطاع تماماً.
الاتحاد الأوروبى يعيد النظر فى علاقاته التجارية مع إسرائيل
ويعتزم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى عقد مناقشات رسمية فى وقت لاحق الشهر الجارى، للمطالبة بإعادة النظر فى ميثاق يحكم الروابط التجارية بين التكتل وإسرائيل، عقب انتقادات لسلوكها فى حرب غزة.
وتخضع العلاقات بين الاتحاد الأوروبى وإسرائيل لما يُسمى بـ"اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي"، التى تنص على أن علاقاتهما "ستعتمد على احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية"، وفقا لصحيفة البيريوديكو الإسبانية.
وفى هذا الصدد، أعربت كالاس، عن حالة حباط هائلة بين الدول الأعضاء فى التكتل نابعة عن عجزها لوقف الحرب فى غزة، مشيرة إلى أنه سيتم مناقشة الاتفاقية فى 20 مايو الجارى.
كما صرحت الحكومة الهولندية بأنها تنوى عرقلة الاتفاقية إلى أن يعيد التكتل النظر فى مدى امتثال الحكومة الإسرائيلية لتلك الاتفاقية، التى دخلت حيز التنفيذ عام 2000.
ودعمت وزيرة الخارجية السلوفينية، تانيا فاجون، الخطوة، قائلة إن "العالم فشل بوضوح فى اختبار الإنسانية"، على حسب تعبيرها، مضيفة "يتعين علينا التصرف بجدية أكبر لأننا نواجه انتهاكًا واضحًا للقانون الدولى والقانون الإنساني"
كما أبدت أيرلندا وإسبانيا وسلوفينيا دعمها الصريح للفلسطينيين، وهى الدول التى حاولت أيضًا العام الماضى الضغط على شركائها فى الاتحاد الأوروبى للتحقق من انتهاك إسرائيل القواعد.
مظاهرات فى إسبانيا
كما تظاهر آلاف الأشخاص فى وسط العاصمة الإسبانية مدريد، السبت، احتجاجا على الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل فى ب المشاركون فى المسيرة التضامنية مع الشعب الفلسطينى الحكومة الإسبانية بقطع كافة العلاقات مع الكيان الصهيونى فوراً.
وكانت شبكة التضامن ضد احتلال فلسطين (RESCOP)، دعت إلى تلك المظاهرة التى انضمت إليها مئات المجموعات المدنية بصوت واحد: تحركوا من أجل فلسطين، وفقا لصحيفة لابانجورديا الإسبانية.
وامتلأت شوارع مدريد بالأعلام الفلسطينية والكوفيات التى التفت حول أعناق المشاركين، حيث اختتم الحدث بقراءة بيان وقصائد من قبل الممثلين ألبرتو سان خوان وإليزابيث جيلابيرت.
أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية، فى قطاع غزة، أمس السبت، ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذى تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلى على القطاع إلى 52,810 شهداء، و119,473 إصابة، منذ 7 أكتوبر 2023.