وفي أبرز تلك الضربات، كشفت معلومات وتحريات قطاعي "الأمن العام" و"مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة"، بالتنسيق مع جهات الوزارة المعنية، عن قيام تشكيلين عصابيين يضمّان عشرة عناصر إجرامية من جنسيات أجنبية، بممارسة نشاط إجرامي بالغ الخطورة يتمثل في استخلاص مادة فعالة من أحد العقاقير الطبية، تُستخدم لاحقًا في تصنيع مخدر "الآيس"، وهو من أخطر أنواع المخدرات وأكثرها انتشارًا في الآونة الأخيرة.
وأفادت المعلومات بأن المتهمين كانوا يعمدون إلى تعبئة هذه المادة المستخلصة داخل عبوات لمنتجات غذائية، تمهيدًا لتهريبها خارج البلاد، واتخذوا من شقتين سكنيتين وفيلا بمحافظتي القاهرة والجيزة وكرًا لنشاطهم الإجرامي.
وبناءً على الإجراءات القانونية التي تم اتخاذها، داهمت القوات الأمنية تلك الأماكن، وأسفرت الحملة عن ضبط نحو 57 كيلوجرامًا من المادة المستخلصة، وأكثر من 57 ألف قرص من العقار الطبي المستخدم، إلى جانب أدوات ومعدات الاستخلاص، وعبوات غذائية معاد تعبئتها، بالإضافة إلى مبالغ مالية بعملات محلية وأجنبية.
وفي ضربة أخرى لا تقل أهمية، نجحت الأجهزة الأمنية بقطاع مكافحة المخدرات بالتعاون مع الجهات المعنية، في الإطاحة بتشكيل عصابي جديد مكوّن من 3 عناصر إجرامية يقيمون بمحافظة القاهرة، تخصصوا في جلب كميات كبيرة من المواد المخدرة بقصد الإتجار.
وبعد التحريات وتقنين الإجراءات، تمكنت القوات من ضبطهم وبحوزتهم 61 كيلوجرامًا من المواد المخدرة المتنوعة، شملت "الإستروكس"، و"الشادو"، و"الحشيش الصناعي"، و"الهيدرو"، بالإضافة إلى كمية من الأقراص المخدرة وبندقية خرطوش.
وقدّرت الجهات المختصة القيمة المالية للمضبوطات في هذه العملية وحدها بأكثر من 20 مليون جنيه، ما يعكس حجم النشاط الإجرامي الذي كان من الممكن أن يشكّل تهديدًا مباشرًا لأمن المجتمع، لا سيما الشباب المستهدف من هذه السموم.
وتأتي هذه العمليات النوعية في إطار الاستراتيجية الأمنية الشاملة التي تنتهجها وزارة الداخلية، والتي تهدف إلى تجفيف منابع تجارة المخدرات، والتصدي لمحاولات تحويل الأراضي إلى معبر أو سوق لتلك المواد.
وقد أشاد خبراء أمنيون بفعالية الضربات الأمنية الأخيرة، والتي لم تكتفِ بالملاحقة، بل اتسمت بالتحليل الدقيق للمعلومات والتنسيق الميداني بين مختلف الأجهزة المعنية.
وتُعد العمليات الأخيرة دليلًا واضحًا على نجاح وزارة الداخلية في إحباط محاولات تهريب وتصنيع مواد مخدرة ذات خطورة بالغة، وعلى رأسها "الآيس"، المعروف بتأثيره المدمر على الجهاز العصبي، إلى جانب استمرارها في القضاء على مصادر المخدرات المصنعة محليًا مثل "الاستروكس" و"الشادو" اللذين انتشرا في السنوات الأخيرة بشكل مقلق بين الشباب والمراهقين في العديد من الدول.
وتؤكد وزارة الداخلية أنها ماضية في تنفيذ استراتيجيتها الحازمة في مكافحة المخدرات، مشيرة إلى أن حماية المجتمع من هذه الآفة الخطيرة تحتل أولوية قصوى ضمن أجندتها الأمنية، من خلال ملاحقة كافة أشكال النشاط الإجرامي المرتبط بالاتجار والتصنيع والتهريب، ومداهمة البؤر الإجرامية أينما وُجدت، بالتوازي مع تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة تلك السموم.