المأساة الإنسانية تتفاقم، مع عجز المستشفيات عن القيام بواجباتها تجاه المصابين، بسبب النقص الكبير في الوقود، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية، على قطاع غزة، حيث استهدفت في الساعات الماضية، مبان سكنية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط شهداء ومصابين.
فعلى الصعيد الميداني، قصفت المدفعية الإسرائيلية المناطق الجنوبية والشرقية من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في حين استشهد عددا من الأشخاص وأصيب آخرون جراء استهداف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمالي القطاع، كما أصيب صيادين اثنين بنيران البحرية الإسرائيلية في بحر مدينة خان يونس جنوبي غزة، بالإضافة إلى إصابة 4 أشخاص إثر سقوط قذائف مدفعية على خيام النازحين بمنطقة المواصي غربي مدينة خان يونس، كما تم العثور على جثمان طفل فقد إثر قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين بمخيم البريج قبل يومين.
في الوقت نفسه تتواصل الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو، للرضوخ إلى المطالب المتعلقة بعقد صفقة من شأنها وقف إطلاق النار، وتحرير الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، والذي يمثل المطلب الرئيسي في تل أبيب.
في هذا الإطار، نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن والد الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان أليكسندر قوله إن المجلس المصغر (كابينت) يبحث عن "نصر وهمي" في غزة، بإشارة إلى قراره بتوسيع العملية البرية في القطاع بذريعة تحقيق "النصر الكامل".
وأعرب والد الأسير عن خشيته أن يصيب القصف الإسرائيلي على غزة ابنه، مشددا أن ما تسميه تل أبيب الضغط العسكري قتل حتى الآن 41 محتجزا بالقطاع.
وإنسانيا، تبقى الأمور معقدة للغاية في ظل تعنت حكومة تل أبيب في مسألة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، هو الأمر الذي أسفر عن توقف العمل بالمستشفيات، والمخابز، وهو ما يساهم في تفاقم أوضاع سكانه، حيث أعلنت منظمة المطبخ العالمي الدولية (WCK)، إيقاف جميع عملياتها الإنسانية في قطاع غزة، بعد نفاد مخزون المواد الغذائية، ووقود الطهي.
وأكدت المنظمة أنها قدمت خلال الـ18 شهرًا الماضية أكثر من 130 مليون وجبة، ووزعت نحو 26 مليون رغيف خبز، لكنها لم تعد قادرة على مواصلة هذا الدعم الحيوي في ظل الوضع الراهن.
وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن هناك مساع لإقناع الأمم المتحدة بالمشاركة في توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، وهو ما رفضه مسؤولون أمميون، حيث أكدوا أن النظام المقترح لتوزيع المساعدات لا يحترم مبادئ الاستقلال والنزاهة والحياد.
ومن ناحية أخرى، قالت وسائل إعلام أمريكية إن الشرطة دخلت جامعة كولومبيا لتفريق مظاهرات طلابية منادية بوقف الحرب على غزة.
ومن جانبه، قال عمدة نيويورك إن شرطة المدينة دخلت الحرم الجامعي في جامعة كولومبيا لإبعاد من وصفهم بالمعتدين، داعيا إياهم إلى الخروج من الجامعة وإلا سيكون مصيرهم الاعتقال
وأضاف "لن نتسامح مع الكراهية أو العنف بأي شكل من الأشكال في مدينتنا".
وفي الضفة الغربية، بدأ جيش الاحتلال تنفيذ مخطط هدم لأكثر من 100 مبنى سكني في مخيمي طولكرم ونور شمس.
وبدورها، حذرت الأونروا من أن الخطوة تعمق عمليات التهجير القسري بالضفة.