الخميس، 16 مايو 2024 04:09 م

تجويع أهل غزة فى عيد الفطر كأداة حرب.. استخدام إسرائيل للتجويع أبشع سلاح حرب ضد الأطفال.. وعلى العدل الدولية إنقاذهم من مجاعة وشيكة.. نتنياهو يرتكب جريمة لإبادة أجيال فلسطين.. وعلى المجتمع الدولى التحرك فورا

تجويع أهل غزة فى عيد الفطر كأداة حرب.. استخدام إسرائيل للتجويع أبشع سلاح حرب ضد الأطفال.. وعلى العدل الدولية إنقاذهم من مجاعة وشيكة.. نتنياهو يرتكب جريمة لإبادة أجيال فلسطين.. وعلى المجتمع الدولى التحرك فورا تجويع سكان قطاع غزة - أرشيفية
الأربعاء، 10 أبريل 2024 08:00 م
كتب علاء رضوان

يستقبل المواطنون في قطاع غزة عيد الفطر السعيد على وقع الانفجارات وعمليات القصف المتتالية من الطيران الحربي الإسرائيلي، وهم يودعون كوكبة جديدة من الشهداء، الذين ارتقوا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع غزة، فقد حوّلت 6 أشهر من القصف الإسرائيلي جواً وبراً وبحراً والحصار المطبق على قطاع غزة أمنيات سكانه لعيد الفطر، من الحصول على ملابس جديدة والبحث عن مكان جيد للتنزه، إلى مجرد البقاء على قيد الحياة، فغزة المنهك أهلها بعد 6 أشهر من الحرب التي تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي، لا يظهر فيها سوى الدمار والخراب، بدلا من أن تحل عليها مظاهر للاحتفال أو ربما السعادة بمناسبة عيد الفطر.

 

وذلك بعد أن قُتل أكثر من 34 ألفاً من أبنائها، وأصيب ما يزيد على 75 ألفاً في 6 أشهر من القتال، لم يتخللها إلا 7 أيام فقط التزم فيها طرفا القتال، إسرائيل وحركة "حماس"، بهدنة إنسانية، حيث يعيش سكان القطاع في ظل مجاعةٍ حقيقية طاحنة بسبب نقص المواد الغذائية، ولم يحدث أي تقدّمٍ على صعيد توفير المواد الإغاثية لمئات الآلاف من الناس في مدينة غزة وشمالها، بعد أن كانت هناك وعود لتشغيل المخابز لتوفير الخبز للجميع ولم يتحقّق ذلك، كما لم تتحقّق الوعود بإدخال مواد أساسية أخرى يمكن أن تعين الناس لتعويض النقص الهائل لضرورات البقاء أحياء، وبالنسبة للمفاوضات، فهي تجري منذ مدة طويلة للوصول إلى اتفاقٍ لإنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وهى أيضًا لم تُسفر عن ذلك، ما يجعل الأمر يزاد صعوبة على سكان القطاع.

 

1

 

تجويع غزة كأداة حرب في شهر الصيام

 

في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على كارثة تجويع سكان قطاع غزة في شهر رمضان الفضيل، وذلك مع استمرار استخدام إسرائيل للتجويع أبشع سلاح حرب ضد الأطفال، وعلى العدل الدولية إنقاذهم من مجاعة وشيكة، خاصة وأن نتنياهو يرتكب جريمة حرب بتجويع الأطفال ويهدد الاستقرار العالمي وتقاعس العدل الدولية عن إنقاذهم يبيد أجيال فلسطين، كلا البروتوكولين الإضافيين لاتفاقيات جنيف يدين قادة إسرائيل وعليهم تسهيل الإغاثة الإنسانية لوقف المجاعة، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك ليس كمراقب بل مشارك فعال لإغاثة غزة وخلق مستقبل عادل للفلسطينيين -  بحسب الدراسة التي اعدها القاضى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة.

في البداية - فقد سبق وأن طلبت جنوب أفريقيا من محكمة العدل الدولية - أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة - إصدار أوامر طوارئ لإسرائيل لوقف "تجويع الإبادة الجماعية" للشعب الفلسطيني الذى يواجه مستويات كارثية من الجوع والمجاعة، مستشهدة بتحذيرات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية من أن غزة معرضة لخطر المجاعة الوشيكة، حيث يتضرر الأطفال الفلسطينيون جوعاً، ولا يزال الغذاء والإمدادات الحيوية شحيحة، بسبب عرقلة  السلطات الإسرائيلية التي تطوق حدود غزة عمليات تسليم المساعدات الإنسانية، ويثور التساؤل حول مدى اعتبار قيام إسرائيل باستخدام "التجويع كسلاح حرب" بالمخالفة للقانون الدولى الإنسانى ودور العدل الدولية فى إنقاذ أطفال غزة من الهلاك – وفقا لـ"خفاجى". 
 

جججثثث

 

أولاً: إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح حرب في غزة وتهدد الاستقرار العالمي "تنشئ أكبر مقبرتين إحداها مفتوحة لأطفالها وأخرى مغلقة للقانون الإنساني"

 

خرجت علينا الخارجية الأمريكية، خلال شهر رمضان، لتؤكد إن واشنطن لم تر حتى الآن أدلة قاطعة تشير إلى أن إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح في حرب غزة، وأن مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وموظفيها، يجب أن يكونوا قادرين على زيارة مناطق عمليات الوكالة ومنها غزة، وذلك بعد منع إسرائيل مفوض الأونروا فيليب لازاريني من دخول غزة – ولكن الحقيقة التي لا تقبل الشك - إن إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح حرب في غزة وتهدد الاستقرار العالمي حيث تنشئ أكبر مقبرتين إحداها مفتوحة لأطفالها، وأخرى مغلقة لمبادئ القانون الدولى الإنساني، إذ ترفض السلطات الإسرائيلية السماح بدخول ما يكفي من الغذاء إلى غزة للحفاظ على الحياة – الكلام لـ"خفاجى".   

ويعتبر الجوع سلاحاً للحرب عندما يتم تدمير وسائل الانتاج ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المدنيين كوسيلة لإخضاع السكان وإذلالهم ثم إبادتهم، وهو ما يهدد الاستقرار العالمي، في مواجهة سلبية وتهاون المجتمع الدولى خاصة الدول الكبرى الفاعلة فى منظمة الأمم المتحدة، وإدانة إسرائيل فى استخدامها للجوع كسلاح حرب في قطاع غزة أكده  السياسي الإسباني والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي - جوزيب بوريل - الذى ذكر أن عدد الأطفال الذين قُتلوا في غزة في هذه الأشهر أكثر من عدد الأطفال الذين قُتلوا في العالم بأكمله خلال السنوات الأربع الماضية، واعترف بأن هناك عدة أشهر من المواد الغذائية المخزنة فى مئات الشاحنات التى تنتظر الدخول عبر الحدود، ولكن إسرايئل ترفض تصاريح الوصول إلى القطاع، ودعا بوريل حكومة بنيامين نتنياهو إلى السماح لسكان غزة بالحصول على المساعدات الإنسانية – هكذا يقول نائب رئيس مجلس الدولة.

 

ججج

 

ثانياً: إسرائيل تتعمد حجب الطعام عن أطفال غزة بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية والتجويع سلاح حرب محظور دولياً 

 

وأن القانون الدولي الإنساني يحظر استخدام التجويع كوسيلة للحرب، وتعد المجاعة واحدة من العواقب الإنسانية العديدة التي تعقب النزاعات المسلحة نتيجة لعرقلة سلسلة الإنتاج والتوزيع، والوضع يصبح خطيراً عندما تستخدم أطراف النزاع التجويع كوسيلة من وسائل الحرب، وهو ما تفعله إسرائيل بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين بقطاع غزة الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، وأن الهجمات المتعمدة ضد الأعيان التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة؛ وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين هي أبشع الطرق الاَثمة التي يتم من خلالها تجويع المدنيين في حالات الصراعات المسلحة، وإسرائيل لا تفرق ولا تميز بين الأهداف المدنية والأهداف العسكرية؛ وتعرقل مرور مواد الإغاثة وتتعمد حجب الطعام  وتفرض الحصار، وباتت إسرائيل تخالف المبادئ الدولية للقانون الإنساني فيما يتعلق بحظر المجاعة – هكذا يقول "خفاجى".  

 

ثالثاً: نتنياهو يرتكب جريمة حرب بتجويع أطفال غزة بعرقلة الإمدادات الغذائية ويهين حقوق الإنسان الأساسية

 

أن نتنياهو يرتكب جريمة حرب بتجويع أطفال غزة بعرقلة الإمدادات الغذائية، ويهين حقوق الإنسان الأساسية، وقواعد القانون الدولي الإنساني تحظر التجويع بمجرد نشوب نزاع مسلح، ومن ثم فإن مثل هذا الأسلوب من الحرب يتصف بالخسة والنذالة لاستهدافه سلامة المدنيين، وهى جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية بحرمان المدنيين عمداً الأشياء التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة، لإكراههم على التهجير القسري للسكان المدنيين. 

 

10

 

ويؤكد إن عرقة الإمدادات الغذائية عن غزة يشكل إهانة لحقوق الإنسان الأساسية ومجاعة وشيكة وتعتبر عملاً  قبيحاً غير قانونى بموجب القانون الدولي، يجب أن يتوقف لأنه يشمل الحرمان المتعمد ليس فقط من الغذاء أو الماء، بل أيضًا من السلع الأخرى التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، ويجب على المجتمع الدولي التمسك بمبادئ القانون الإنساني الدولي ودعوة جميع أطراف النزاع إلى تسهيل وصول العمليات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة.

 

رابعاً: تقاعس العدل الدولية عن إنقاذ غزة من مجاعة وشيكة سيؤدي إلى إبادة أجيال أطفال فلسطين 

 

ويذكر الدكتور محمد خفاجى، أن تقاعس العدل الدولية عن إنقاذ غزة من مجاعة وشيكة سيؤدي إلى إبادة أجيال أطفال فلسطين بحجة أنها أصدرت تدابير مؤقتة سيؤدى إلى انتظار تأكيد حدوث مجاعة أو أنها حدثت بالفعل قبل اتخاذ إجراء جذري هو أمر لا يمكن دفعه أو الدفاع عنه فيما بعد، ولبيان خطورة الأمر فإن تقرير لجنة الأمن الدولي بشأن المجاعة الوشيكة في غزة يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولى وللمحكمة الدولية التى ناط بها القانون الدولى تحقيق العدالة الدولية ومنع الجنس البشرى من الإبادة، وهذه المجاعة الوشيكة التي صنعتها إسرائيل  تمثل أزمة إنسانية عاجلة لا يمكن تجاهلها خاصة زيادة وفيات الأطفال. 

 

ظظظظي

 

ويمكن لمحكمة العدل الدولية التخفيف من حدة المجاعة، من خلال اتخاذ إجراءات فورية بوقف الحرب وإجبار إسرائيل بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، ولحكومات دول العالم الكبرى - التى ما زال موقفها مماطلاً – دور فاعل باستخدام كل وسيلة دبلوماسية متاحة بما في ذلك تعليق تراخيص الأسلحة وصادراتها إلى إسرائيل وضمان الامتثال للقانون الدولي.  

 

خامساً: البروتوكولان الإضافيان الأول والثانى لاتفاقيات جنيف يدينان قادة إسرائيل وعليهم واجب تسهيل أعمال الإغاثة الإنسانية لوقف المجاعة 

 

ويذكر أن كلا البروتوكولين الإضافيين الأول والثانى لاتفاقيات جنيف يدين قادة إسرائيل وعليهم واجب تسهيل أعمال الإغاثة الإنسانية لوقف المجاعة، كما أن أي عمل يهدف إلى التسبب في المجاعة يشكل أيضًا استخدامًا للتجويع كوسيلة الحرب بالمعنى المقصود في المادة 54  من البروتوكول الأول الإضافي لاتفاقيات جنيف تنص على أن: "حماية الأعيان والمواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين: 1- يحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب 2- حظر مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل الأعيان والمواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين ومثالها المواد الغذائية والمناطق الزراعية التي تنتجها والمحاصيل والماشية ومرافق مياه الشرب وشبكاتها وأشغال الري، إذا تحدد القصد من ذلك في منعها عن السكان المدنيين أو الخصم لقيمتها الحيوية مهما كان الباعث سواء كان بقصد تجويع المدنيين أم لحملهم على النزوح أم لأي باعث آخر.

 

8

 

والمادة 14 من البروتوكول الإضافي الثاني لاتفاقيات جنيف تنص على أن "حماية الأعيان التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، ويحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب القتال، ومن ثم يحظر توصلاً لذلك، مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل الأعيان والمواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة ومثالها المواد الغذائية والمناطق الزراعية التي تنتجها والمحاصيل والماشية ومرافق مياه الشرب وشبكاتها وأشغال الري.

 

 

ويؤكد أن ما تقوم به إسرائيل من عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في حاجة إلى الغذاء من خلال الحصار أو وسائل أخرى؛ تعد جريمة حرب يجب أن يحاكم عليها قادة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية، فما يفعله قادة إسرائيل يتعارض مع روح القانون الإنساني الدولي الذي يفرض واجبا إيجابيا على أطراف النزاع لمنع تجويع السكان المدنيين، ومن ثم تتسبب إسرائيل فى مجاعة غزة الوشيكة نتيجة لعدم الوفاء بالالتزام الذي يفرضه عليها القانون الدولي الإنسانى.

 

7

 

سادساً: على المجتمع الدولي أن يتحرك في غزة ليس كمراقب بل مشارك فعال لإغاثة غزة وخلق مستقبل عادل للفلسطينيين

 

ويوضح إن ما يفعله نتنياهو فى حق أطفال فلسطين يحد بشكل خطير من قدرة الشعب الفلسطيني على الوصول إلى الضروريات الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية، مما يستنهض همة محكمة العدل الدولية لممارسة سلطاتها فى إرساء قيم العدالة الدولية من خلال منع إبادة شعب أعزل ووقف الحرب وإنهاء الحصار والاحتلال، والاعتراف بكرامة وحقوق الشعب الفلسطيني.

 

ويختتم: بأنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتحرك في غزة لأنه من واجبه أن يتحرك في جميع الأزمات الإنسانية العالمية، وله دور حاسم في تسهيل التغيير، ليس كمراقب فقط ولكن كمشارك فاعل في خلق مستقبل عادل للفلسطينيين، ويجب على العالم أن يتحرك بسرعة لوقف كارثة المجاعة، لذا فإن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإيصال الغذاء إلى جميع من هم في أمس الحاجة إليه الآن بل لعله السبيل الوحيد لإنقاذ أطفال غزة من الهلاك. 

 

2
 

 

4
 

 

ظظظظظه
 
القاضى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة

موضوعات متعلقة :

الرئيس السيسى يشارك فى احتفالية عيد الفطر مع أسر الشهداء.. يكرم عددا من أسر وأبناء الشهداء.. يتوسط الأطفال أثناء فقرات الألعاب وتوزيع الهدايا.. أبطال غزة يحضرون الاحتفالية.. ويؤكد: لن ننسى التضحيات.. فيديو

انتقاد لاذع.. جو بايدن: ما يفعله نتنياهو فى غزة خطأ

عمرو القماطي: تحذيرات السيسي بخطورة حدوث مجاعة في غزة جرس إنذار للمجتمع الدولي

مقال مشترك للرئيس السيسى وعاهل الأردن ورئيس فرنسا يطالب بوقف إطلاق النار في غزة فوراً

جهود القاهرة لا تتوقف من أجل وقف إطلاق النار فى غزة.. دراسة ترصد المسارات المتخذة

مصر لم ولن تترك أشقاءها فى غزة.. دراسة لـ"المصرى للفكر" ترصد الجهود المستمرة لإنهاء الحرب.. و3 مسارات تحكم تحركات القاهرة لفرض التهدئة.. احتضنت جولات للمفاوضات.. والعريش مستودع إنسانى مستدام لإنفاذ المساعدات

أصدقاء السوء.. العدل الدولية تحاكم ألمانيا بتهمة "تسهيل ارتكاب إبادة" فى غزة.. نيكاراجوا تتهم برلين بتقديم مساعدات عسكرية لصديقتها تل أبيب لقتل الفلسطينيين.. وتطالب المحكمة بإلزام داعمى إسرائيل بوقف تسليحها


الأكثر قراءة



print