الخميس، 16 مايو 2024 03:13 ص

حرب دينية تهدد إسرائيل.. خسائر جيش الاحتلال فى غزة تدفع الحكومة لفرض التجنيد الإجباري على الجماعات المتدينة.. "الحريديم" تنتفض ضد إلزامية التجنيد وتهدد بمغادرة اسرائيل..وتؤكد: الموت أفضل من التجنيد

حرب دينية تهدد إسرائيل.. خسائر جيش الاحتلال فى غزة تدفع الحكومة لفرض التجنيد الإجباري على الجماعات المتدينة.. "الحريديم" تنتفض ضد إلزامية التجنيد وتهدد بمغادرة اسرائيل..وتؤكد: الموت أفضل من التجنيد الجيش الإسرائيلى
الأربعاء، 13 مارس 2024 10:00 م
كتبت آمال رسلان
 والصحف العبرية تهاجمهم: عبء على المجتمع الإسرائيلي 
 
تفجرت أزمة داخلية فى إسرائيل قد تؤدى إلى اشعال حرائق الحرب الدينية، فى وقت تعانى فيه دولة الاحتلال من اضطراب كبير فى ظل فشلها بتحقيق أهدافها من حرب غزة التى امتدت ل5 شهور، فضلا عن وضع اقتصادي صعب ووضع دولى حرج.
ففى ظل خسائر الجيش المتلاحقة فى قطاع غزة لجأت الحكومة الإسرائيلية للبحث عن طرق ترفع بها عدد المجندين بقواتها، إلا أن مشروع القانون الذى يقضى بتجنيد فئة "الحريديم" أثار فتنه كبرى فى الشارع الإسرائيلي. 
 
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن "هيئة أركان الجيش الإسرائيلي في حاجة ماسة إلى إضافة 7500 ضابط وضابط صف آخرين"، نصفهم تقريباً سيخدم في مواقع قتالية، في وقت توافق وزارة المالية على 2500 فقط.
 
ويُضاف هذا العدد المطلوب إلى الجنود المقرر لهم الالتحاق بالدورات القادمة -وفق الصحيفة- التي قالت إن تلك الأرقام "غير مسبوقة" وتشير إلى "الصدمة التي أصابت الجيش بعد 150 يوماً من القتال، الذي بدأ بخسائر كبيرة في هجوم 7 أكتوبر 2023".
الصحيفة العبرية أبرزت أسباباً وراء طلب التجنيد الفوري، من بينها مقتل وإصابة آلاف جسديّاً ونفسيّاً، وسقوط عديد من القادة في المعارك وضرورة تعيين بدلاء لهم.
 
وحسب آخر الأرقام المعلنة، فقد وصلت خسائر جيش الاحتلال إلى 590 قتيلاً منذ هجوم "طوفان الأقصى"، وأكثر من 249 قتيلاً منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر.
 
 
ورغم حاجة الجيش الإسرائيلي إلى التجنيد الفورى إلا أن مسألة إجبار اليهود المتدينين "الحريديم" على الخدمة العسكرية في الجيش، من القضايا محل خلاف قديم جديد بين التيارين الديني والعلماني في دولة الاحتلال.
ومعروف أن هذه الطائفة من المجتمع الإسرائيلي، ترفض التجنيد والعلمانية، وغالبا ما تنظر إلى الاندماج في العالم العلماني باعتباره تهديدا لهويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم "ما دفع بعضهم إلى النزول إلى الشوارع الأسبوع الماضي للإعلان عن أنهم يفضلون الموت بدلا من التجنيد، في الجيش الإسرائيلي"، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
 
وتسعى أوساط حزبية إسرائيلية إلى تعديل قانون التجنيد، ليشمل اليهودَ المتدينين، المعروفين بـ"الحريديم" على قاعدة أن جميع شرائح المجتمع يجب أن تخدم البلاد.
 
فما إن دعا وزير الحرب يواف غالانت؛ لسن قانون جديد يلغي إعفاءات التجنيد التي يحظى بها اليهود المتدينون للتعامل مع التهديدات التي تحيط بإسرائيل في غزة ولبنان والضفة، حتى هدد أحد كبار حاخامات اليهود "السفارديم"، يتسحاق يوسف، بالرحيل خارج دولة الاحتلال، حال تمرير القانون، وأنهم يفضلون الموت على الدخول للجيش.
 
وأضاف: "العلمانيون الذين لا يفهمون هذا، عليهم أن يفهموا أنه من دون التوراة، من دون تعلم التوراة، من دون المدارس الدينية، لن يكون هناك وجود (للإسرائيليين)، ولن يكون هناك نجاح للجيش... الجنود ينجحون بفضل أبناء التوراة. أيها السادة، يجب على الجميع أن يقولوا هذا بفخر. نعم، نحن ننشغل بالتوراة، والتوراة هي التي تحمينا".
وشهدت منطقة بني براك سلامة شرق تل أبيب في الأراضي المحتلة من فلسطين، في أول مارس مظاهرات حاشدة رافضة لتعديل القانون، وسحلت الشرطة الإسرائيلية عددا من الإسرائيليين في الشوارع.
ونشرت الإذاعة العبرية، فيديو مصور يظهر عددا من أفراد الشرطة الإسرائيلية تسحل وتعتقل عددا من الرافضين لقانون التجنيد في إسرائيل.
في المقابل، أثارت تصريحات الحاخام يوسف ردود فعل متباينة داخل الحكومة الإسرائيلية ومجلس الحرب، فمن جانبه، اعتبر الوزير في مجلس الحرب بالحكومة بيني غانتس أن تصريحات كبير حاخامات "السفارديم"، "تمثل ضرراً أخلاقياً على الدولة والمجتمع الإسرائيلي".
 
في حين، اتهم رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان الحاخام يوسف بتعريض أمن إسرائيل للخطر، بينما أشار زعيم المعارضة يائير لابيد إلى أن تجنيد 66 ألف شاب من "الحريديم" سيمنح الجيش 105 كتيبة جديدة ضرورية لأمن إسرائيل، على حد وصفه
 
وانتقدت الصحف الإسرائيلية موقف الحريديم، فانتقدت ليس فقط عدم مشاركة الحريديم في تحمل عبء الخدمة العسكرية، بل لتخلفهم أيضاً عن المشاركة في النشاط الاقتصادي - كون طلاب العلوم الدينية الحريديم، لا يعملون، ويتقاضون أموالاً شهرية من الحكومة - بحيث أصبحت مشكلة المساواة في العبء، قضية اجتماعية.
 
 
 

print