الإثنين، 06 مايو 2024 07:34 ص

تل أبيب تبدأ مرحلة الاغتيالات السياسية.. رئيس "الشاباك" يكشف خطة الجهاز لتصفية قادة حماس فى الداخل والخارج.. قطر تحتل المركز الأول فى استضافة كبار القادة ثم لبنان وتركيا.. والحركة ترد: انتهاك لسيادة الدول

تل أبيب تبدأ مرحلة الاغتيالات السياسية.. رئيس "الشاباك" يكشف خطة الجهاز لتصفية قادة حماس فى الداخل والخارج.. قطر تحتل المركز الأول فى استضافة كبار القادة ثم لبنان وتركيا.. والحركة ترد: انتهاك لسيادة الدول بنيامين نتنياهو
الإثنين، 04 ديسمبر 2023 10:00 م
كتبت آمال رسلان

بدا بشكل واضح لا لبس فيه، أن إسرائيل عازمة على تنفيذ سلسة اغتيالات سياسية لقيادات حماس، ليس فقط في داخل قطاع غزة الذى يتعرض لحرب شرسة، بل أيضا من خلال مطاردة القادة المقيمين في الخارج، وهو ما كشف عنه تسجيل مسرب لرئيس الشاباك الإسرائيلي تحدث خلاله عن خطة لملاحقة قادة حماس في الخارج.

وكشفت قناة كان 11 التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، عن فيديو لرئيس جهاز الشاباك (جهاز الأمن الداخلي للاحتلال) "رونين بار"، حيث قال إن إسرائيل ستلاحق قادة حركة "حماس" في قطر وتركيا ولبنان، حتى لو استغرق الأمر سنوات.

وقال بار، في تسجيل أذاعته هيئة البث العامة الإسرائيلية يوم الأحد: "حدد لنا مجلس الوزراء هدفا.. وهو القضاء على "حماس". هذه ميونخ الخاصة بنا. سنفعل ذلك في كل مكان، في غزة، في الضفة الغربية، في لبنان، في تركيا، في قطر. (ربما) يستغرق الأمر بضع سنوات لكننا مصممون على تنفيذه".

وتابع "المسؤولية الأمنية على عاتقنا وواجبنا هو توفير الأمن والشعور بالأمان. لسوء الحظ، في 7 أكتوبر لم ننجح في القيام بذلك. أعتقد أننا نسير في مسار تصاعدي"، وحاول رئيس الشاباك التحفيف من حجم الإخفاق في صد هجوم حماس، قائلا إنه تم إفشال العديد من المخططات من جهات وقطاعات مختلفة السنة الماضية، مضيفا "هناك أشياء كثيرة تحدث تحت السطح".

وينقسم قادة حماس بين الداخل والخارج، حيث يوجد بعض القيادات داخل قطاع غزة، في حين تتوزع القيادات على بعض العواصم العربية والإقليمية، وتستضيف الدوحة العدد الأكبر والأهم سياسيا في قيادة الحركة، حيث رئيس الحركة إسماعيل هنية، وصلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، وسامي أبو زهري، الناطق الرسمي بلسان الحركة، وطاهر النونو، مساعد رئيس الحركة.

فيما استقر في لبنان نائب قائد حركة حماس صالح العاروري، وزاهر جبارين المسؤول عن ملف الأسرى والجرحى والشهداء، وخليل الحية المسؤول عن العلاقات العربية والإسلامية والذى يتحرك بين الدوحة وبيروت، فيما يستقر فتحي حماد، أحد قيادات حماس في تركيا.

وتعتبر هذه التصريحات المسربة "بجاحة سياسية" من إسرائيل وإعلان صراحة لاستعدادها اختراق أي من دول المنطقة وانتهاك سيادتها للقيام بعمليات اغتيالات سياسية لقادة حماس، وتعد عمليات القتل المستهدف في الخارج انتهاكا للقانون الدولي وتستلزم ردا من الدول التي سيتم التنفيذ فيها دون إذن السلطات المحلية.

ولم يكن هذا الفيديو بالمفاجئ حيث قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تقرير لها قبل يومين نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، أن إسرائيل أصدرت أوامر باغتيال قادة حركة حماس في جميع أنحاء العالم، وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تستعد لمطاردة وقتل قادة حركة "حماس".

وذكرت الصحيفة نقلا عن المسؤولين الإسرائيليين، أن نتنياهو طلب من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وضع خطة تستهدف اغتيال كبار القادة في حركة حماس في أي مكان في العالم، وألمحت الصحيفة إلى أن نتنياهو قد أشار إلى خطط إسرائيل لتنفيذ اغتيالات في الخارج في خطاب ألقاه في 22 نوفمبر، حين قال: "لقد أصدرت تعليماتي للموساد بالعمل ضد قادة حماس أينما كانوا".

وقال المسؤولون الإسرائيليون، إنه بأمر من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، تعمل الاستخبارات على تطوير خطط لملاحقة قادة "حماس"، وخاصة في لبنان وتركيا وقطر، وأكدت الصحيفة أنه من المحتمل أن تكون هذه بداية عقد من العمليات السرية الإسرائيلية حول العالم.

وتعرضت الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية لانتقادات واسعة من قبل الرأي العام وكذلك القيادة السياسية، التي حملت في بداية الهجوم المؤسسات الأمنية والعسكرية مسؤولية الإخفاق عن صد الهجمات، وكان الجيش الإسرائيلي أصدر بطاقات لقادة حماس وكتائب عز الدين القسام قام بتوزيع الآلاف منها على جنوده في قطاع غزة في محاولة لاعتقالهم أو تصفيتهم، وتشمل بالخصوص رئيس الحركة في القطاع يحيي السنوار والقياديين البارزين في كتائب عزالدين القسام محمد الصيف ومروان عيسى.

وردت حركة حماس، على التهديدات التي أطلقها جهاز الشاباك الإسرائيلي بملاحقة قادتها، معتبرة أن هذه التهديدات تعكس المأزق السياسي والميداني لإسرائيل وهى لا تخيف أحدا.

وقال طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن "تهديدات العدو باستهداف قادة الحركة في الداخل وبعض الدول الشقيقة تعكس المأزق السياسي والميداني الذي يعيشه العدو بفعل صمود شعبنا البطل ومقاومته الباسلة"، مضيفا أن "هذه التهديدات لا تخيف أحدا من قادة الحركة الذين امتزجت دماؤهم ودماء عوائلهم بدماء أبناء شعبنا الصابر المحتسب".

وتابع النونو بالقول: "تمثل هذه التهديدات انتهاكا صارخا لسيادة الدول الشقيقة التي ذكرها قادة العدو ومساسا مباشرا بأمنها ما يستدعي ملاحقة العدو ومحاسبته على تطاوله وغروره".


print