الأربعاء، 01 مايو 2024 03:25 ص

روشتة برلمانية للوصول إلى 30 مليون سائح سنويًا.. تكثيف رحلات الطيران.. مضاعفة طاقة الفنادق.. والارتقاء بالخدمات المقدمة.. محسب: الإمكانات المُتاحة تتيح استقبال نصف المستهدف.. و"العسال" يطالب بخلق برامج متكاملة

روشتة برلمانية للوصول إلى 30 مليون سائح سنويًا.. تكثيف رحلات الطيران.. مضاعفة طاقة الفنادق.. والارتقاء بالخدمات المقدمة.. محسب: الإمكانات المُتاحة تتيح استقبال نصف المستهدف.. و"العسال" يطالب بخلق برامج متكاملة
الإثنين، 27 مارس 2023 12:00 ص
سمر سلامة

يعتبر قطاع السياحة من الركائز الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية، وخلال الفترة الماضية شهد القطاع تطورًا كبيرًا، فى ظل استراتيجية الدولة المصرية للنهوض بالقطاع، من أجل زيادة أعداد السائحين الوافدين لمصر إلى 30 مليون سائح سنويًا، فى إطار تحقيق الاستغلال الأمثل لما تتمتع به مصر من تنوع كبير فى المقاصد السياحية، ونرصد فى هذا التقرير روشتة برلمانية للوصول إلى هذا الهدف خلال السنوات القليلة الماضية.

 

من جانبه أوضح الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، خلال طلب مناقشة عامة تقدم به لاستيضاح سياسة الحكومة لتعزيز الاستثمار السياحى وتعظيم قدراته للوصول إلى هدف 30 مليون سائح فى 2028، أن الدولة المصرية تبنت استراتيجية وطنية لتنمية قطاع السياحة، وزيادة حصة مصر من حركة السياحة العالمية، من خلال تحقيق معدلات نمو سنوى تترواح ما بين 25% إلى 30%.

 

وأشار محسب، إلى أن حصة مصر السوقية من حركة السياحة العالمية 1% فقط عام 2019، وبالتالى أقل بكثير من مقوماتها وما تمتلكه من مقاصد سياحية، حيث تقدر حجم السياحة العالمية بنحو 1500 مليون سائح، يأتى هذا فى الوقت الذى تمتلك فيه مصر ميزة تنافسية ضخمة فى 5 أنواع من السياحة، كما أثبتت الدراسة وجود 272 مليون سائح محتمل راغبين فى المنتج السياحى المصرى الحالى الأمر يتطلب فقط إجراء بعض التعديلات وتطوير يناسب المتغيرات العالمية.

 

وأوضح النائب أيمن محسب، فى المذكرة الإيضاحية، أن الاستراتيجية تقوم على 3 مرتكزات أساسية لتحقيق المستهدف يأتى على رأسها، زيادة عدد رحلات الطيران، ومضاعفة طاقة الفنادق والأنشطة الترفيهية 3 أضعاف الحالى، وذلك من خلال إعادة توجيه برامج الإنفاق العام ومضاعفاتها ورفع كفاءتها، وجذب استثمارات جديدة فى قطاع السياحة الفندقية، لافتًا إلى أن حركة السياحية الوافدة إلى القاهرة والأقصر وأسوان من العديد من دول أوربا وأمريكا اللاتينية ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الموسم السياحى الشتوى الحالى.

 

وتوقع عضو مجلس النواب، أن الحركة السياحية التى تستقبلها مصر خلال هذا العام ستكون أعلى من العام الماضى، والذى زار مصر خلاله نحو 11.7 مليون سائح، مؤكدًا أنه على الرغم مما حققه القطاع السياحى من ارتفاع فى معدلات النمو فى أول شهرين من العام الحالى بنسبة 34% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، ومن المتوقع أن تسجل نموا هذا العام بنسبة 30%، إلا أن ذلك لن يحقق لمصر هدف الـ30 مليون سائح.

 

وأضاف محسب، أن الإمكانات المتاحة حاليًا تتيح على أكثر تقدير استقبال نصف الرقم المستهدف، وذلك بسبب محدودية رحلات الطيران والمقاعد القادمة لمصر، وانخفاض نسب الطيران منخفض التكاليف مع انخفاض حجم الاستثمار السياحى، وعدم وجود توازن فى التوزيع الجغرافى ودرجات النجومية للفندق الموجود حاليًا يتناسب مع الشرائح السياحية المستهدفة وقيمة غير تنافسية للسائحين الفرادى من شريحة الانفاق المرتفع، وعدم الاعتماد على التكنولوجيا بصورة كبيرة.

 

وشدد النائب أيمن محسب، على ضرورة وجود تحرك حكومى جاد نحو إحداث تغييرات ملموسة فى القطاع السياحى، من خلال جذب استثمارات جديدة وتعظيم قدراته بما يمكنه من استقبال الرقم المستهدف من حجم السياحة العالمية، مشددا على ضرورة التوسع فى إنشاء الفنادق والمنتجات السياحية لتتماشى مع خطة الدولة فى الوصول إلى 30 مليون سائح سنويًا فى مصر خلال الفترة القادمة، خاصة أن أعداد الغرف الفندقية المتاحة حاليا لا تستوعب هذه الأعداد.

 

كما طالب محسب، بوضع خطة لجذب الاستثمار السياحى الذى يحظى بفرص مهمة فى ظل خطة الدولة لتنمية وتطوير القطاع الحيوى، الذى يمكنه أن يساهم فى زيادة حجم الناتج القومى، بالإضافة إلى أن مصر لديها أنماط سياحية متعددة وجاذبة لكل راغبى السياحة والسفر، كذلك زيادة عدد خطوط الطيران وإتاحة الطيران منخفض التكاليف.

 

وبدوره اعتبر المهندس هانى العسال، عضو لجنة الإسكان والإدارة المحلية والنقل بمجلس الشيوخ، أن النمو الملحوظ فى حركة السياحة الوافدة بزيارة 11.7 مليون سائح، يعكس ما اتخذته الدولة من جهود لتحسين التجربة من خلال خطة تطوير خدمات المتاحف والمواقع الأثرية، والوصول لبنية تحتية متميزة، وتنفيذ الاستراتيجية التسويقية لجذب مزيد من الحركة الوافدة، مؤكدا أن السنوات الأخيرة شهدت اهتمام غير مسبوق بالقطاع وهو ما أدى لإحراز شهادة عالمية بالنجاح فى تنظيم مؤتمر المناخ مع اعتزام افتتاح المتحف المصرى الكبير الجديد الذى سيحتوى على أكثر من 100ألف قطعة أثرية.

 

وأضاف، أنها تبعث بدلالات إيجابية حول نجاح مستهدف الحكومة فى استقبال 15 مليون سائح أجنبى على أرض مصر خلال عام 2023، حال استمرت معدلات الإقبال بالوتيرة الحالية، مشيرا إلى وجود مؤشرات مطمئنة فى ذلك من بينها اختيار مجلة التايم الأمريكية، أهرامات الجيزة على رأس قائمة أعظم الأماكن فى العالم فى مجال السياحة والسفر وإشادة الإعلام الإيطالى بالخطوات المصرية فى خطة تنشيط وتعافى السياحة، والتأكيد أن 2023 هو عام السياحة المصرية بالتزامن مع افتتاح المتحف المصرى الكبير واستمرار المشاركة فى المعارض الدولية للترويج للقطاع.

 

وأوضح، أن تمتع مصر بموقع جغرافى متفرد، يجعلها قادرة على توفير أنواع مختلفة من السياحة؛ أبرزها: السياحة الثقافية والعلاجية، ساعد على احتلالها مركز الصدارة بين اختيارات المسافرين فى استطلاع التايم لترشيحات الأماكن المفضلة وأيضا الإيطاليين وفق صحيفة "المساجيرو"، مشددا أنها تتماشى مع توقعات فيتش سوليوشنز الأخيرة حول مستقبل السياحة فى مصر خلال الفترة المقبلة حتى 2026؛ إذ تتوقع زيادة أعداد السائحين فى مصر خلال المدى المتوسط؛ ليتوافد عليها 52 مليون سائح حتى 2026.

 

وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن وضع برامج جاذبة تشمل تنويع التجارب السياحية خلال فترة الإقامة، وخلق منتج سياحى متكامل يجمع بين الأنماط السياحية المختلفة مثل دمج منتج السياحة الشاطئية والترفيهية بمنتج السياحة الثقافية والعلاجية مع تنميتها وإبراز المقصد المصرى بصورة عصرية شابة، تشكل أهمية لزيادة إقبال السياح على مصر ويزيد من الدخل القومى، مؤكدا أهمية الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة، وتمكين المنشآت السياحية من صيانة أبنيتها، بالإحلال والتجديد، ببحث تدايير تشغيل المشروعات المتعثرة، بما يرفع من تصنيف الطاقة الفندقية التى تمتلكها مصر.

 

كما تقدم النائب عربى فؤاد، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة للمستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، موجه لرئيس مجلس الوزراء، ووزير السياحة والآثار، بشأن خطة الترويج للمعالم الأثرية والسياحية لتعزيز الدخل وزيادة الموارد المرتقبة من القطاع السياحى.

 

وطالب النائب عربى فؤاد، تعديل الشكل المؤسسى وإصلاح البنية السياحية لمنظومة الترويج والتنشيط للسياحة من خلال مضاعفة أنشطة الترويج السياحى، مؤكدا أن القطاع السياحى من أبرز وأهم القطاعات التى من الممكن أن تدر عملة صعبة للدولة ومن ثم تدعم الخزانة العامة فى ظل الأوضاع الاقتصادية الحرجة التى يمر بها العالم.

 

وشدد عضو مجلس النواب على ضرورة رفع كفاءة المكاتب السياحية الخارجية والاستفادة من السفارت المصرية فى الترويج السياحى لجذب مزيد من السائحين، خاصة خطط اجتذاب حركة سياحية من الأسواق الناشئة مثل أذربيجان ودول وسط آسيا وبلغاريا والمجر ودول وسط أوروبا بالتنسيق مع الأطراف المعنية مثل قطاع الطيران، مشددا على أهمية للترويج غير التقليدى للسياحة سواء من خلال الإنترنت أو التواجد فى أماكن ترويج غير تقليدية بدول العالم كالمتاحف المتخصصة، خاصة بالدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية لزيادة الدخل من هذا القطاع الحيوى.

 


print