"الإنسانية تجمع الخصوم".. زلزال مُدمر يُخلف آلاف القتلى والجرحى بسوريا وتركيا.. "بايدن" يمد يد العون لدمشق.. واليونان تُرسل مساعدات لأنقرة.. أردوغان: أعنف كارثة منذ 1939.. والأسد: خطة تحرك طارئة

استيقظ العالم على وقع كارثة طبيعية راح ضحيتها الآلاف فى غضون دقائق محدودة، حيث ضرب زلزال مدمر كل من تركيا وسوريا، تلك الكارثة اهتزت له دول العالم أجمع بعد المشاهد المروعة التى خلفها، فما بين قتيل ومصاب وآخرون راقدون تحت التراب ينتظرون طوق النجاة، نحى العالم خلافاته السياسية جانبا واتحد باسم الإنسانية لتقديم يد العون للمحتاجين.

 

وبلغ عدد ضحايا الكارثة فى تركيا إلى أكثر من 912 قتيلا على الأقل وإصابة 5385 آخرين وانهيار 2818 مبنى خلال الهزة الأرضية، وكذلك أعلنت وزارة الصحة السورية عن ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال إلى 403 وفاة، و1284 إصابة فى اللاذقية وحلب وحماة وطرطوس فى حصيلة غير نهائية.

 

 

وذكر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن نحو 9000 فرد يواصلون أعمال البحث والإنقاذ بمنطقة الزلزال، مشيرا إلى استمرار أعمال البحث والإنقاذ عن المواطنين العالقين أسفل الأنقاض دون توقف، وأعلن أردوغان أن زلزال قهرمان مرعش هو أعنف كارثة تشهدها تركيا منذ زلزال أرزينجان فى عام 1939.

 

ويعد زلزال 1939 هو الأقوى على الإطلاق فى تاريخ تركيا والذى بلغت قوته 7.8 أيضا، وراح ضحيته نحو 30 ألف شخص فى ديسمبر 1939 فى شمال شرق تركيا، فى حين لم تشهد تركيا زلزالا مدمرا منذ غسطس 1999، والذى وقع بقوة 7.4 ريختر فى مدينة أزمير الواقعة غرب تركيا وقتل أكثر من 17 ألف شخص.

 

 

وعلى الجانب الآخر ترأس الرئيس السورى بشار الأسد اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء وتم وضع خطة تحرك طارئة على المستوى الوطنى تقودها غرفة عمليات مركزية تعمل على مدار الساعة، إضافة إلى فرق ميدانية على الأرض، واستنفار كافة الفرق والإمكانات لدى الدفاع المدنى والإطفاء والصحة وشركات الإنشاءات العامة وفروعها بالمحافظات وكافة المؤسسات الخدمية ومديريات الخدمات العامة للقيام بعمليات إنقاذ الأرواح وإزالة الأنقاض.

 

 

وفور المشاهد المأساوية التى اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعى ونشرات الأخبار العالمية لضحايا الزلزال المدمر، استنفرت دول العالم اجمع جهودها لتقديم المساعدات العاجلة، بالرغم من المواقف السياسية، حيث وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، نداءا للمجتمع الدولى إلى تنحية السياسة جانبا وتقدم الاغاثة الطارئة للمناطق المنكوبة فى الشمال السورى جراء الزلزال المدمر الذى ضرب تركيا وسوريا، وتأثر به عدد من دول المنطقة.

 

 

وأوضح المتحدث الرسمى باسم الأمين العام جمال رشدى، أن أبو الغيط ناشد منظمات الإغاثة الدولية والمنظمات الإنسانية بالتحرك الفورى لتقديم جهود الإغاثة والمساعدات الانسانية اللازمة لمواجهة تداعيات هذه الكارثة من منظور إنسانى بعيدا عن أى تسييس.

 

وفى الوقت الذى طلبت فيه تركيا المساعدة من المؤسسات الدولية مدت أغلب العواصم العربية والغربية يد العون، وتعهد المستشار الألمانى أولاف شولتس، ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بتقديم مساعدات لتركيا وسوريا بعد الزلزال العنيف الذى ضرب منطقة الحدود التركية-السورية.

 

وغرد شولتس عبر موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعى، اليوم الاثنين: "بالطبع سترسل ألمانيا مساعدات"، معربا عن صدمته من الأخبار الواردة من المناطق المتضررة، وأضاف: "عدد القتلى آخذ فى الارتفاع. نشعر بالحزن مع الاقارب والقلق على من ردموا تحت الأنقاض".

 

وغردت بيربوك عبر "تويتر" أيضا: "سنرسل على وجه السرعة مساعدات بالتعاون مع شركائنا، استيقظنا صباح اليوم الاثنين على أخبار مفزعة من تركيا وسوريا، قلبى مع أقارب ضحايا هذه الزلازل الرهيبة وكل الذين يخشون على عائلاتهم وأصدقائهم وجيرانهم".

 

 

وقال ماكرون عبر حسابه الرسمى بتويتر: "تأتى الصور الرهيبة من تركيا وسوريا بعد زلزال بقوة غير مسبوقة، وفرنسا على استعداد لتقديم المساعدة الطارئة إلى الشعب هناك، أفكارنا مع العائلات الثكلى".

 

 

 

ووجه الرئيس الأمريكى جو بايدن، وكالات الإغاثة الأمريكية بتقديم المساعدات الممكنة لإغاثة المنكوبين فى سوريا وتركيا، قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تشعر بحزن عميق بشأن الزلزال المدمر الذى وقع اليوم فى تركيا وسوريا.

 

 

وأفادت وسائل إعلام محلية تركية، بتلقى تركيا مساعدات وإرسال فرق بحث و إنقاذ من عدة دول، فى مقدمتها دول الاتحاد الأوروبى، كما ترسل اليونان وروسيا وأذربيجان مساعدات إلى تركيا بسبب الزلزال الذى ضرب 10 مقاطعات.

 

فيما أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف أن روسيا أبدت استعدادها لمساعدة سوريا فى مواجهة آثار الزلزال المدمر الذى ضربها فجر اليوم، وهى تنتظر أى طلب سورى بهذا الخصوص.

 

 

وأشار بيسكوف فى تصريح صحفى اليوم إلى أن المعدات والتقنيات الروسية لتحديد جدوى المبانى بعد الزلازل والمساعدات الأخرى بعد الكارثة الطبيعية التى أودت بحياة العديد من الضحايا يمكن تقديمها لسوريا إذا طلبت دمشق ذلك.

 

وأعلن نائب الرئيس التركى أقطاى أن تركيا تلقت اتصالات من دول كثيرة لتقديم المساعدات وستعمل وزارة الخارجية على تنسيق الأمر"، مضيفًا "أولويتنا حاليا التدخل السريع وتأمين الإيواء والغذاء للمتضررين"، وأشار إلى الإجراءات الطارئة التى تم اتخاذها منها إغلاق مطار هاتاى أمام الرحلات الجوية. كذلك إغلاق رحلات مرعش وغازى عنتب أمام الرحلات المدنية. حتى الآن، وتم إرسال 102 محطة قاعدية متنقلة إلى مناطق الزلزال وتم تشغيلها، كما تم تعطيل الدراسة لمدة أسبوع فى المناطق المتضررة من الزلزال، مشيرًا أيضًا إلى إغلاق مطار هطاى وتوقيف حركة الطيران المدنى فى ولايتى قهرمان مرعش وعنتاب.

 

 

وكشف رئيس مرصد الزلازل فى تركيا، غسان سويدان، اليوم الاثنين، إن بلاده حذرت 14 دولة من موجات تسونامى، عقب الزلزال الذى ضرب تركيا وسوريا صباح اليوم الأثنين، بقوّة 7.8 درجة.

 

وحتى المناطق الأثرية لم تسلم من الزال المدمر حيث تعرضت قلعة غازى عنتاب التاريخية التى تم بناؤها منذ أكثر من 2200 عام إلى الانهيار خلال الزلزال الذى وقع فى تركيا صباح اليوم الاثنين، وهى القلعة التاريخية المدرجة فى قائمة اليونيسكو للمدن الإبداعية.

 

ووفقا لصحيفة "ينى شفق" التركية، فإن "القلعة التاريخية بغازى عنتاب انهارت". وبحسب الصحيفة التركية، لم يتم بعد تحديد الأضرار التى لحقت بالحصن.

 

 

ولم يختلف الوضع كثيرا فى سوريا حيث أفادت التقارير الأولية الواردة للمديرية العامة للآثار والمتاحف السورية من بعض المحافظات بأضرار طالت بعض المواقع الأثرية نتيجة الهزة الأرضية صباح اليوم.

 

ففى حلب تعرضت القلعة لأضرار طفيفة ومتوسطة، منها سقوط أجزاء من الطاحونة، وحدوث تشقق وتصدع وسقوط أجزاء من الأسوار الدفاعية الشمالية الشرقية، كما سقطت أجزاء كبيرة من قبة منارة الجامع الأيوبى، وتضررت مداخل القلعة، وسقطت أجزاء من الحجارة، ومنها مدخل البرج الدفاعى المملوكى، وتعرضت واجهة التكية العثمانية لأضرار.

 

 

ووفقا لوكالة الأنباء السورية، تضررت بعض القطع الأثرية المتحفية داخل خزن العرض، وظهرت تصدعات وتشققات على واجهة المتحف الوطنى فى حلب.

 

ويقوم الفنيون فى مديرية آثار حلب بمعاينة المدينة القديمة التى تعرضت لأضرار وانهيارات وتصدعات فى الكثير من المبانى السكنية الخاصة، حيث تعرض حى العقبة التاريخى المتاخم لسور المدينة الغربى لأضرار وانهيارات، وهو غير بعيد عن باب أنطاكيا، كذلك الأمر فى حى الجلوم التاريخى، حدثت أضرار إنشائية بالغة منها سقوط أسقف غمس وجدران وأجزاء من واجهات.

 

وفى حماة، تأثرت مبان تاريخية فى المحافظة، ما أدى إلى سقوط أجزاء من بعض الواجهات التاريخية لهذه المبانى، وفى طرطوس، وردت معلومات للمديرية عن تضرر بعض المبانى داخل قلعة المرقب، وأضرار طفيفة ومتوسطة منها سقوط أجزاء من حجارة بعض الجدران أو واجهات المبانى، ومنها سقوط كتلة من برج دائرى فى الجهة الشمالية، حيث الأبراج الدائرة الشمالية.

 

كما أدت الهزة إلى سقوط الجرف الصخرى فى محيط قلعة القدموس وانهيار بعض المبانى السكنية المتوضعة فى حرم القلعة.