الجمعة، 26 أبريل 2024 08:58 م

"الستات وقت الأزمات".. أوروبا تتخلى عن رجالها وتضع المرأة على رأس السلطة.. سيدات يقدن السلطتين التنفيذية والتشريعية فى لندن وباريس

"الستات وقت الأزمات".. أوروبا تتخلى عن رجالها وتضع المرأة على رأس السلطة.. سيدات يقدن السلطتين التنفيذية والتشريعية فى لندن وباريس ليز تراس رئيسة وزراء بريطانيا
الأربعاء، 07 سبتمبر 2022 09:00 م
كتبت آمال رسلان

فى الوقت الذى تعانى فيه أوروبا من أزمات متلاحقة حيث ارتفاع التضخم وأزمة الطاقة والحرب الروسية الأوكرانية، كان لافتا أن تتخلص شعوب القارة العجوز من قياداتها السياسية التى أثبتت عجز فى مواجهة تلك الأزمات، ولكن الأمر الأكثر إثاره هو لجوئها إلى اختيار سيدات على رأس السلطتين التنفيذية والتشريعية لتقودن سفينة البلاد وسط أمواج الأزمات المتلاحقة، وكأنها شهادة عدم ثقة فى قيادة الرجل بعد الأن.

 

وخلال الساعات الماضية شهدت بريطانيا تغييرا كبيرا فى قيادتها حيث أطاح غضب الشعب برئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، لتحل محله ليز تراس فى المنصب وتكون بذلك ثالث امرأة تتولى المنصب فى تاريخ المملكة بعد مارجريت تاتشر وتريزا ماى.

 

وبعد ساعات من اختيار تراس فى هذا المنصب الرفيع، أعلن حزب المحافظين البريطانى اختيار بينى موردونت رئيسة لمجلس العموم البريطانى خلفا للسير ليندسى هويل.

 

وعمدت رئيسة الوزراء البريطانية لتنظيم البيت الداخلى عقب ساعات من توليها المنصب رسميا بتعيين وزراء جدد فى حكومتها، كما اختارت موردونت لقيادة مجلس العموم.

 

ورغم اختيار امرأة لقيادة المملكة وسط تلك التحديات الصعبة أمر مثير، إلا أنها لم تكن الأولى، حيث سبقتها لذلك فرنسا والتى أفرزت انتخاباتها فى يوليو عن تولى المرأة 3 مواقع رئيسية فى فرنسا.

 

حيث إن واحدة تتربع لأول مرة على رأس السلطة التشريعية (يائيل براون بيفيه) والثانية (إليزابيت بورن) على رأس السلطة التنفيذية المكلفة، تحت قيادة رئيس الجمهورية، أما الثالثة (أورور بيرجيه) رئيسة المجموعة البرلمانية لحزب "النهضة" الرئاسى.

 

ويعتبر تولى امرأة رئاسة الجمعية الوطنية الفرنسية سابقة فى تاريخ فرنسا، حيث حصلت برون-بيفيه العضو فى حزب النهضة (الجمهورية إلى الأمام سابقا) الرئاسى، على 242 صوتا أى الغالبية المطلقة للأصوات خلال الدورة الثانية من التصويت.

 

ويائيل برون بيفيه تبلغ من العمر 51 عاما وكانت حتى السبت وزيرة شؤون أقاليم ما وراء البحار، وهى الرئيسة السابقة للجنة القوانين فى الجمعية، ورشحتها الغالبية الحاكمة الأربعاء الماضي.

 

وقبل ذلك بأشهر قليلة قادت سيدة البرلمان الأوروبى والمسئول عن وضع التشريعات داخل دول الاتحاد، حيث حلت المالطية روبرتا ميتسولا على رئاسة البرلمان الأوروبى خلفا لدافيد ساسولى لتصبح ثالث امرأة تترأّس البرلمان الأوروبى بعد الفرنسيتين سيمون فيل ونيكول فونتين.

 

وبذلك انضمت سيدات جدد لقائمة النساء اللائى يحكمن أوروبا، حيث أصبحت زعيمة الحزب الديمقراطى الاجتماعى، ميت فريدريكسن، أصغر رئيسة وزراء فى الدنمارك، فى يونيو 2019، بعد انتخابها عن عمر يناهز 41 عاما.

 

وكانت هيلى ثورنينج شميدت، أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء فى الدنمارك، وهى أيضا من الحزب الاشتراكى الديمقراطى، والتى بقيت فى المنصب بين عامى 2011 و2015.

 

كذلك تولت الديمقراطية الاشتراكية، سانا مارين، رئاسة الوزراء فى فنلندا، فى ديسمبر 2019، بعمر 34 عاما لتصبح أصغر رئيسة وزراء فى العالم.

 

وكان تعيين شابة لقيادة فنلندا محط اهتمام وسائل الإعلام حول العالم، واعتبر عديديون رئيسة الوزراء الجديدة "مثلا أعلى" لمن يعيشون فى مجتمعات يهيمن فيها رجال كبار فى السن على العمل السياسى منذ زمن.

 

ورغم أن تولى المرأة لتلك المناصب الرفيعة فى لندن وباريس أعرق عواصم أوروبا ليس جديدا على القارة العجوز، إلا أن توقيت اختيارها يعبر عن مزيد من الثقة فى حنكة المرأة وتمكنها من القيادة وقت الأزمات.


print