السبت، 27 أبريل 2024 10:29 ص

"مثلت دور تاتشر فى عمر الـ7.. وحصدت منصبها بعد 40 عاما".. "ليز تراس" رئيسا لوزراء بريطانيا.. والمرأة الثالثة فى تولى المنصب بالمملكة

"مثلت دور تاتشر فى عمر الـ7.. وحصدت منصبها بعد 40 عاما".. "ليز تراس" رئيسا لوزراء بريطانيا.. والمرأة الثالثة فى تولى المنصب بالمملكة ليز تراس - رئيس وزراء بريطانيا
الإثنين، 05 سبتمبر 2022 09:00 م
كتبت آمال رسلان

بدأت بلعبة وهى فى سن السابعة من عمرها، وانتهت بحقيقة على أرض الواقع فى 2022، حيث قامت ليز تراس بتمثيل دور رئيس وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر فى مسرحية مدرسية، وبعد 40 عاما استطاعت تراس الجلوس على مقعدها، بعد أن أعلن حزب المحافظون اختيارها رئيس لوزراء بريطانيا خلفا لبوريس جونسون.

 

وبذلك، أصبحت تراس ذات الـ47 عاما رئيسا لوزراء بريطانيا، وهى رئيس الوزراء الرابعة فى بريطانيا منذ الاستفتاء على بريكست فى 2016، والمرأة الثالثة التى تتولى هذا المنصب فى تاريخ المملكة المتحدة بعد مارغريت تاتشر وتيريزا ماى.

 

وخلال حملتها للوصول لمنصب رئيس الوزراء ارتبط أسم تراس بالمرأة الحديدية لبريطانيا مارجريت تاتشر، ففى جميع الجولات الخمس للتصويت من قبل نواب حزب المحافظين، ارتدت تراس قميصا أبيضا شبيه بذلك الذى كانت ترتديه تاتشر.

 

وقالت تراس لـمحطة جى بى نيوز التلفزيونية: "إنه أمر محبط للغاية أن تقارن السياسيات دائما بمارجريت تاتشر بينما لا يقارن السياسيون الذكور بتيد هيث، ولكن مثل هذه المقارنات ربما لا تمثل نقيصة أو نقطة سلبية عندما يتعلق الأمر بمحاولة كسب تأييد حوالى 160 ألف عضو فى حزب المحافظين".

 

وقبل شهرين من إعلان تراس رئيس لوزراء بريطانيا برز اسمها على قائمة المرشحين واستطاعت الوصول إلى المرحلة النهائية مع منافسها وزير المال السابق ريشى سوناك، إلا أن صورة واسم تراس ظل متصدرا الصفحات الأولى لوسائل الإعلام بعد تصريحاتها الجريئة التى أعلنت عنها من خلال حملتها الانتخابية.

 

ووجهت رئيس الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس، الشكر لسلفها المنتهية ولايته بوريس جونسون، على قيادته حزب المحافظين والحكومة فى ظل ظروف صعبة، وحسب صحيفة “جارديان” البريطانية، قالت تراس فى كلمتها عقب فوزها برئاسة حزب المحافظين والحكومة البريطانية "صديقى بوريس جونسون شكرا، لقد انهيت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وسحقت جيريمى كوربين، وطردت اللقاح. ووقفت فى وجه فلاديمير بوتين. لقد حزت على الإعجاب من كييف إلى كارلايل".

 

أوصاف عديدة اكتسبتها ليز تراس خلال الفترة الماضية، حيث قالت عنها صحيفة الجارديان، أنها "مفاوضة رهيبة واستراتيجية باردة" تقوم بتغيير رأيها "بكل سهولة" عندما لا يعود الأمر مربحا. على سبيل المثال، فى عام 2016 كانت تراس تعارض خروج بلادها من الاتحاد الأوروبى، ولكن بعد تعزيز موقف بوريس جونسون، انتقلت إلى معسكر مؤيدى مغادرة الاتحاد الأوروبى.

 

وقالت المقالة: "لذلك من المحتمل جدا إذا انتقلت إلى داونينغ ستريت (مقر إقامة رئيس الوزراء)، قد تقوم بتغيير كل شيء، دون أدنى حرج، وتتراجع عن القرارات غير الشعبية، كما فعلت أكثر من مرة. ولكن الآن لن يكون لديها مجال كبير للمناورة".

 

وخلال السباق لخلافة رئيس الوزراء، أشارت تراس إلى أنها ستتحدى التقاليد بإلغاء الزيادات الضريبية وخفض الرسوم الأخرى التى يقول بعض الاقتصاديين إنها ستغذى التضخم، كما تعهدت بالتحرك سريعا لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة فى بريطانيا، قائلة إنها ستضع من الأسبوع الأول خطة لمعالجة ارتفاع فواتير الطاقة وتأمين إمدادات الوقود فى المستقبل.

 

ووعدت ليز تراس بأن أول شخص ستتصل به بعد فوزها سيكون الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى، فى حال أصبحت رئيس للحكومة فى بلادها.

 

وأضافت تراس، فى مقالة نشرتها صحيفة The Daily Telegraph: "أول شخص سأتصل به بعد أن أدخل إلى المبنى فى شارع داوننج ستريت 10، سيكون الرئيس زيلينسكى. ستكون رسالتى له واضحة للغاية: ستبذل بريطانيا كل ما فى وسعها لمساعدة أوكرانيا على الفوز فى المعركة من أجل مستقبلها".

 

وأمام تراس قائمة طويلة صعبة التنفيذ، حيث وصف النائب المخضرم من حزب المحافظين ديفيد ديفيس التحديات التى ستواجهها تراس بأنها ربما تكون ثانى أصعب المهام لرؤساء الوزراء فيما بعد الحرب“، بعد مارجريت ثاتشر فى عام 1979.

 

يأتى ذلك وسط ظروف اقتصادية واجتماعية متدهورة، مع نسبة تضخم تجاوزت 10% ومرشحة للازدياد، وارتفاع غير مسبوق فى فواتير الطاقة التى تثقل كاهل العائلات والشركات والخدمات العامة.

 

وأيا كانت التحديات التى واجه ليز تراس أو الألقاب التى تطاردها، فإن الأكيد أن بريطانيا بدأت صفحة جديدة بعد فوز تراس برئاسة وزرائها، على أمل أن تكون مرحلة مستقرة قادرة على الثبات فى وجه التحديات، خاصة أنها تأتى بعد شهور من الأزمات عاشتها المملكة بسبب سياسيات بوريس جونسون رئيس الوزراء السابق، والذى أدت سياساته المضطربة لحملة قادها حزبه أجبرته على الاستقالة.


print