الإثنين، 29 أبريل 2024 03:56 م

السياحة البيئية تستحوذ على 20% من الحركة العالمية.. ونواب يطالبون بخطة حكومية لتطويرها ..ويؤكدون: نمتلك جميع المقومات ويمكن استخدامها للترويج لجهود مصر في مجال المناخ

السياحة البيئية تستحوذ على 20% من الحركة العالمية.. ونواب يطالبون بخطة حكومية لتطويرها ..ويؤكدون: نمتلك جميع المقومات ويمكن استخدامها للترويج لجهود مصر في مجال المناخ مجلس النواب
السبت، 03 سبتمبر 2022 09:00 ص
سمر سلامة

تعتبر السياحة البيئية من المصطلحات الحديثة نسبيا، فقد ظهر مع مطلع ثمانينيات القرن العشرين، وهو مصطلح حديث نسبياً، جاء ليعبّر عن نوع جديد من النشاط السياحي الصديق للبيئة، الذي يمارسه الإنسان، من خلال زيارة المناطق الطبيعية التي تحافظ على خصائصها رغم التطور الحضاري والتكنولوجي الموجود في العالم، ولم يؤثر بها الضجيج والتلوث الناتج عن البشر ويكون الهدف من هذه النشاطات الاستمتاع بجمال المناظر الطبيعية والتعرف على أنواع النباتات والحيوانات البرية الموجودة بها بحيث لا تؤثر هذه النشاطات على التوازن البيئي الموجود في هذه المناطق بأي شكل كان.

كما يندرج تحت مسمى السياحة البيئية دراسة البيئات المهددة بالانقراض بهدف دعم البحوث البيئية التي ترمي إلى الحفاظ على النباتات والحيوانات والمناظر الطبيعية الموجودة في هذه المناطق، ويهدف هذا النوع من السياحة إلى تحسين اقتصادات الدول،  فالدول التي تمتلك مواقع طبيعية متنوعة فيها تستقبل الكثير من السياح،  وتقدم لمواطنيها الكثير من فرص العمل، كما تقدم للسياح والباحثين في مجال البيئة الفرصة لمعرفة المزيد عن الأنظمة البيئية والجيولوجية في منطقة جغرافية معينة،  مما يساهم بشكل رئيسي في دعم الدراسات البيئية والتعرف على الأنواع المختلفة للأحياء الموجودة في المنطقة.

كما تساهم السياحة البيئية في تطوير عقلية المعنيين بعملية إدارة الموارد الطبيعية على استخراج موارد منطقة ما بطرق أكثر فعالية وبتكاليف أقل بكثير، بالإضافة إلى الحفاظ على العادات والممارسات القديمة في المنطقة، ودعم المنتجات الغذائية والسلعية المصنعة يدويا ومن ثم تحسين التواصل الثقافي بين سكان المنطقة والسائحين الوافدين للاستمتاع بجمال المناظر الطبيعية في هذه المنطقة.

كما تساهم في زيادة إيرادات المجتمعات المحلية، حيث تجلب هذه السياحة الكثير من الأموال لسكان هذه المناطق،  وهذه الأموال تساعدهم على إنشاء اقتصاد مستدام وبناء الكثير من المشاريع التي ستساهم في تطوير المجتمع، وتعتبر تكلفة السياحة البيئية أقل بكثير من تكلفة الأنواع الأخرى من السياحة.

والحقيقة أن مصر تمتلك مقومات متنوعة يمكن أن تساهم في تحقيق الجذب للسائحين البيئيين حول العالم، فقد ارتفعت استحوذت السياحة البيئية على 20% من حجم السياحة العالمية الذي تقدر بـ 1.4 مليار سائح حول العالم ، عوامل الجذب الطبيعية المنتشرة عبر ثلاث صحاري مصر وبحريها ومنطقة الدلتا، وهو ما يجعل مصر مليئة بوجهات سياحية أكثر استدامة، مؤكدا على ضرورة وجود تحرك حكومي جاد للاستفادة من الميزات التي تمتلكها مصر في هذا القطاع.

وفي هذا السياق أكد الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، على أهمية وجود خطة حكومية لتطوير وتنمية السياحة البيئية والترويج لها عالميا، لافتا إلى أن مصر تتمتع بالعديد من عوامل الجذب السياحي، ومن بينها عوامل الجذب الطبيعية المنتشرة عبر ثلاث صحاري مصر وبحريها ومنطقة الدلتا، وهو ما يجعل مصر مليئة بوجهات سياحية أكثر استدامة، مؤكدا على ضرورة وجود تحرك حكومي جاد للاستفادة من الميزات التي تمتلكها مصر في هذا القطاع.

وشدد "محسب"، على ضرورة أن تتضمن الخطة تحديد وسائل للحد من التأثير البيئي الضار على مناطق السياحة البيئية في مصر، وآليات الحفاظ على المناطق الطبيعية، وحماية الثقافة الأصلية لهذه الأماكن، في مصر، لافتا إلى أن السياحة البيئية يمكن أن تصبح نواه للترويج لجهود مصر أيضا في مجال المناخ لأنها تعكس مفهوم الإقامة منخفضة الكربون.

وطالب "محسب"، الحكومة بتبني خطة متكاملة لتنمية السياحة البيئية، مشددا على أهمية وضع قواعد واضحة تحكم على وجه التحديد أنشطة الشركات التي تعمل في مجال السياحة البيئية، ومنها المواد التي يجب استخدامها وكيفية تنظيم الرحلات للزائرين، وغيرها من التفاصيل التي تضمن للسائح أن يعيش تجربة مثيرة ومختلفة.

كما اعتبر النائب السيد جمعة، عضو لجنة الإدارة المحلية والاسكان والنقل بمجلس الشيوخ، أن الاستعدادات الجارية  لاستضافة مصر للدورة الـ 27 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27، بمدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل والوقوف على جاهزية الفنادق لاستقبال المحفل العالمي، لها أهمية بالغة في تكريس الدور الرائد لمصر في ملف العمل المناخي ونقل صوت الشعوب الأكثر تأثرا بالقارة السمراء، وتوضيح حقيقة صورتها أمام العالم فيما ما وصلنا له من رقي وتقدم في مسيرة التنمية خاصة وأن مصر بوجه عام وشرم الشيخ بوجه خاص ستكون محط أنظار العالم في هذا التوقيت.

ولفت عضو مجلس الشيوخ، إلى أن نجاح هذا المؤتمر سيكون له أثر مهم على زيادة الحركة السياحية الوافدة لمصر، وإظهار الجهود التي تقوم بها الدولة لتعزيز السياحة الخضراء والمستدامة، موضحا أن تجربة التحول إلى "Green sharm" سيجعلها أيقونة للمدن السياحية العالمية ووجهة للاستثمار بتطبيق معايير الاستدامة البيئية والمتكاملة وإقامة 27 مشروعا قوميا خلال هذه الفترة بمدينة شرم الشيخ

وأشار "جمعة" إلى أن المنظومة الجديدة لإدارة المخلفات بجنوب سيناء يستهدف أن تكون على أعلى مستوي من الكفاءة والجودة ولا تقل عن الخدمة المقدمة فى المدن العالمية لكى تظهر شرم الشيخ كأول مدينة خضراء صديقة للبيئة، مضيقا أن مؤتمر المناخ سيكون فرصة قوية للترويج لها ولتعظيم فرص السياحة البيئية لاستقطاب 280 مليون سائح بيئي حول العالم وذلك بما تمتلكه مصر من موارد طبيعية ساحلية، وصحراوية، والوديان.

 

 


الأكثر قراءة



print