البرلمان ينقذ مكتبة البلدية بالإسكندرية.. النائبة منى عمر تنجح فى تنفيذ طلبها برقمنة 200 ألف كتاب.. وتؤكد: خطوات فعالة لرقمنة مكتبتى المتحف المصرى واليونانى الرومانى

مكتبة البلدية من أهم الكنوز الثقافية والتاريخية التي تحوى بين جدرانها موسوعات ذات قيمة ثقافية، حيث ظلت على مدار 130 عاما منذ إنشاءها مصدرا هاما للباحثين للوصول إلى أمهات الكتب الفريدة، فهي ثرية أيضا بالعديد من المخطوطات الأصلية التي حولتها لأهم خزانة خطية بالمدينة، لكن خلال السنوات الأخيرة باتت هذه الكنوز التي تحتويها جدران المكتبة مهددة بالفناء والدمار نتيجة العديد من العوامل التي تتعلق بآليات حفظ وتخزين الكتب، التي تهدد صلاحيتها وتخفض من عمرها الافتراضي بمضي الوقت.

وبعد محاولة إنقاذ استمرت لمدة عام كامل، أعلنت النائبة منى عمر، عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، أنها تقدمت بطلب للدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، لإنقاذ قرابة 200 ألف كتاب داخل مكتبة البلدية بمحافظة الإسكندرية، مشيرة إلى أن هذه المكتبة تعد من أعرق المكتبات لأنها تضم موسوعات وكتبا ذات قيمة تاريخية كبرى، مثل كتاب وصف مصر وموسوعة الأمير عمر طوسون.

وأوضحت عضو لجنة الثقافة والإعلام، في تصريحات خاصة لموقع برلماني، أنه تم الاتفاق مع وزير الاتصالات على إنقاذ الكتب والبدء في عملية الرقمنة بحيث تصبح تلك المجلدات في متناول أيدي الباحثين، دون الاعتماد على العنصر البشري.

وأشارت إلى أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قامت بالتعاقد مع شركة فرنسية للاستعانة بأجهزة حديثة في هذا المجال.

وأكدت أيضا أن الرقمنة يعقبها ضم هذه المكتبات إلى مشروع بوابة مصر للتراث الثقافي الرقمي التي وجه بإنشائها الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وأكدت النائبة منى عمر أنه تم أيضا التنسيق مع وزير السياحة الدكتور خالد العناني، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات، لبدء رقمنة مكتبة المتحف المصري بميدان التحرير الذي يضم نحو 70 ألف كتاب، بجانب البدء في تنفيذ رقمنة مكتبة اليوناني الروماني في الإسكندرية للحفاظ على ما بها من كتب ووثائق قيمة ولضمها أيضا لبوابة مصر للتراث الثقافي.

ومن جانبه، قال محمد الكومى، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن الرقمنة أصبحت في كل القطاعات والخدمات ولم يكن هذا الأمر يتحقق سوى من خلال النهوض بالبنية التحتية وخدمات الإنترنت وخلال السنوات الأخيرة هناك طفرة كبيرة في هذا الملف على وجه التحديد، موضحا أن الاهتمام بهذه الخدمة يتيح الفرصة أمام الباحثين بطريقة بسيطة وسريعة للغاية، خاصة في المجالات الثقافية الهامة، لتحقيق نقلة نوعية في الخدمات المقدمة  للمواطنين.

وأوضح عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، في تصريحات صحفية، أن المنصة الرقمية بشكل عام تضع الدولة المصرية في مصاف الدول الكبرى في هذا الملف على وجه التحديد، وتساعد المواطنين في الحصول على الخدمات المختلفة دون عناء، مشيرًا إلى أن مصر أصبحت تقدم العديد من الخدمات المميكنة وتطبيق النظم الإلكترونية في مختلف المجالات.

وأكد أيضا أهمية أرشفة أملاك الدولة لأنها من أهم وأبرز الملفات التي تحظى باهتمام كبير، ومن ثم وجب أن يكون هناك حصر لأملاك الدولة في المحافظات وأرشفة هذه الأملاك بطريقة إلكترونية رقمية.

الجدير بالذكر أن مكتبة البلدية بالإسكندرية تضم أكثر من 6 آلاف مخطوطة أصلية ما جعلها أكبر خزانة خطية في الإسكندرية، بجانب احتوائها على قرابة 200 ألف كتاب بخلاف نسخة أصلية من كتاب وصف مصر ودواوين للشعر الجاهلي والإسلامي.