الأحد، 28 أبريل 2024 11:50 ص

معاناة أصحاب "الأمراض النفسية".. مطالبات برلمانية بإدراجهم ضمن خدمات "التأمين الصحي" وزيادة عدد المستشفيات النفسية.. ونواب: يستحقون الدعم.. وتجاهلهم أحد أسباب ارتفاع معدلات الجريمة

 معاناة أصحاب "الأمراض النفسية".. مطالبات برلمانية بإدراجهم ضمن خدمات "التأمين الصحي" وزيادة عدد المستشفيات النفسية.. ونواب: يستحقون الدعم.. وتجاهلهم أحد أسباب ارتفاع معدلات الجريمة المريض النفسي
الأحد، 17 يوليو 2022 12:00 ص
سمر سلامة

المرض النفسي من أخطر أنواع الأمراض التي يعاني منها الإنسان، والتي يكون لها تداعيات ومضاعفات خطيرة على المجتمع، حيث تتسبب في زيادة معدلات الجريمة والانتحار، وفي هذا السياق تقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس المجلس، باقتراح برغبة بشأن إدراج علاج الأمراض النفسية ضمن خدمات التأمين الصحي والعلاج على نفقة الدولة.

تحرك برلماني

وقال "محسب" في اقتراحه، " أولت الدولة المصرية اهتماما كبيرا ببناء شخصية المواطن المصري ورعايتها من جميع الجوانب، وذلك بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تبنى عدد من المبادرات لتحسين صحة المصريين فكانت مبادرة 100 مليون صحة، ومبادرة دعم صحة المرأة، والمسح القومي المبكر لأمراض الانيميا والسمنة والتقزم بين طلاب المدارس."

وأضاف "محسب"، قائلا:" لكن يبدو أن هذا غير كافي، فالكثير من المصريين في حاجة إلى الحصول على الرعاية النفسية أيضا، خاصة مع إعلان الإحصائيات الصادرة عن الأمانة العامة للصحة النفسية أن 25% من المصريين يعانون من بعض الإضطرابات النفسية، وأبرزها الاكتئاب، والذي أكدت أنه يؤثر بنسبة 43% في زيادة معدلات إدمان المخدرات، في زيادة معدلات إدمان المخدرات بنسبة 30%، فيمًا أحتلت اضطرابات القلق العام والخوف المرتبة الثالثة بنسبة 25% ، وهى مشاكل مجتمعية يدفع الجميع فاتورة انتشارها."

وأشار النائب، إلى أن المرض النفسي يُطلَق عليه أيضًا اضطرابات الصحة العقلية، ويشمل مجموعة كبيرة من أمراض الصحة النفسية، وهي اضطرابات تؤثر على المزاج والتفكير والسلوك، ومن أمثلتها الاكتئاب واضطرابات القلق، والفصام، واضطراب الشهية والسلوكيات التي تسبِّب الإدمان.

وأوضح أن الكثير من الأشخاص يتعرضون لمشكلات تَتعلق بالصحة العقلية من وقت لآخر، ولكن يصبح القلق المتعلق بالصحة العقلية مرضًا نفسيًّا عندما تسبب العلامات والأعراض المستمرة إجهادًا متكررًا، يؤثر على القدرة على  العمل، فالمرض النفسي يمكن أن يجعل الشخص بائس ، ويمكن أن يسبب مشكلات في حياته اليومية، وهو ما يتسبب في تمزق المجتمع وزيادة معدلات العنف والجريمة، والصراعات، لذلك يتطلب وجود خطة متكاملة لتوفير الرعاية النفسية للمواطنين

وأكد عضو مجلس النواب ، أنه رغم خطورة المرض النفسي إلا أنه لا يحظى بالاهتمام المطلوب من قبل الدولة ، لافتا إلى أن الصحة النفسية في مصر تواجه عدد من التحديات أهمها أنه يتم تخصيص أغلب الموارد لعدد قليل من مستشفيات الطب النفسي المركزية الكبيرة، والتى تحتوى على عدد أسرة غير كافي لتقديم الرعاية النفسية داخل المستشفى،  لأن 60% من الأسرة يشغلها مرضى لمدد طويلة، أما عدد الساعات التي تقدم للتدريب في الصحة النفسية في كليات الطب ومعاهد التدريب الصحي فمحدود، ولا يعكس أهمية هذا المجال كمسبب للمراضة.

وتابع ، " كما تعانى مصر من قلة عدد الأطباء النفسيين، إذ يبلغ عدد الأطباء بصفة عامة 250 ألفًا، والأطباء النفسيين يمثلون نحو 1% منهم، أي أنه لن يتجاوز 1000 طبيب."

وشدد "محسب" ، على ضرورة إدراج علاج الأمراض النفسية ضمن خدمات التأمين الصحي والعلاج على نفقة الدولة، لأن التحديات التى تواجه هذا المجال ، سببا رئيسيا في ارتفاع تكلفة العلاج النفسي في مصر، وهو ما يفوق طاقة الأسر التى لديها مريض نفسي.

زيادة عدد المستشفيات النفسية

ومن جانبها أكدت النائبة شيماء محمود نبيه، عضو مجلس النواب، على أهمية زيادة عدد المستشفيات النفسية، موضحة أنه لابد من تقديم كافة سبل الرعاية لدعم المرضى النفسيين والتصدي لظاهرة التنمر التي يتعرضون اليها، مما يضاعف آلامهم بجانب آلم المرض النفسي.

 وطالبت عضو مجلس النواب، بضرورة زيادة التوعية بأهمية المرض النفسي، بجانب التوسع أيضا في عدد المستشفيات التي تسهم في مساندة المرضى وتقديم الاستشارات النفسية للمرضى، الذين يحتاجون للدعم والمساندة للمرور باي أزمة نفسية، مؤكدة أن هناك تراجع في أعداد المستشفيات التي تقدم الخدمة النفسية للمرضى بالمحافظات.

وبدورها شددت النائبة آيات الحداد، عضو مجلس النواب، بطلب مناقشة عامة للمستشار حنفى جبالى، على أهمية التوعية بالمرض النفسي وتقديم الدعم للمرضى الذي يعانون من أمراض نفسية.

وأوضحت "الحداد"، أنه يجب على الحكومة ووزارة الصحة إطلاق حملات توعوية لرفع الوعي تجاه المرض النفسي وكيفية تعامل المجتمع مع المرضى النفسيين، الذين يعانون من آلام المرض ومعاناته المستمرة بجانب المعاناة التي تلاحقهم من المجتمع وتسبب في مضاعفة آلامهم، مؤكدة  على أهمية وعى المجتمع بأنواع المرض النفسي وكيفية تعامل المريض يساهم فى تقديم الدعم والمساندة لشريحة كبيرة تعانى فى صمت خوفا من تداعيات ذلك على مظهرهم الاجتماعي.

 

 

 

 


print