الأربعاء، 24 أبريل 2024 10:48 ص

"طبول الحرب تدق أبواب أوكرانيا".. حشود عسكرية روسية وأمريكية على الحدود.. والخلاف ينتقل للغرف التشريعية.. الكونجرس ينتقد إرسال بايدن قوات لشرق أوروبا

"طبول الحرب تدق أبواب أوكرانيا".. حشود عسكرية روسية وأمريكية على الحدود.. والخلاف ينتقل للغرف التشريعية.. الكونجرس ينتقد إرسال بايدن قوات لشرق أوروبا قوات روسية على حدود أوكرانيا
السبت، 05 فبراير 2022 12:00 ص
كتبت آمال رسلان

حشد للقوات .. وتهديدات متصاعدة.. أجواء ضبابية تسود الأجواء بين روسيا والغرب في الخلاف الممتد بينهما على مساحة 600 ألف كيلو متر حيث دولة أوكرانيا، تلك البقعة الواقعة في شرق أوروبا ينظر لها العالم بحذر منتقسمين بين فريقين، أحدهما يدعوا إلى التهدئة خوفا من اندلاع حرب تضر جميع الأطراف، وآخر يرى أن هذا الصراع يجب أن يتم حسمه بأى شكل من الأشكال.

والخلاف بين روسيا والغرب حول أوكرانيا يعود لسبع سنوات ماضية، عندما دعمت موسكو الانفصاليين في بعض مناطق أوكرانيا، وتهدف من ذلك منع الدولة الواقعة في شرق أوروبا  من الانضمام الى المؤسسات الاوروبية وخصوصاً حلف شمال الاطلسي الناتو.

وتشترك أوكرانيا في الحدود مع دول في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى روسيا، وباعتبارها جمهورية سوفيتية سابقة، فإنها تتمتع بعلاقات اجتماعية وثقافية عميقة مع روسيا وينتشر فيها التحدث باللغة الروسية على نطاق واسع، وعندما عزل الأوكرانيون رئيسهم الموالي لروسيا في عام 2014، استولت روسيا على شبه جزيرة القرم الجنوبية وضمتها إلى روسيا، واستولى الانفصاليون المدعومون من روسيا على مساحات شاسعة من الأراضي الشرقية لأوكرانيا.

ومؤخرا حشدت روسيا نحو 100 الف جندي على حدودها مما زاد الأزمة تعقيدا على الرغم من نفيها المتكرر عن وجود نيه لغزو أوكرانيا، وتقول أوكرانيا إن روسيا أرسلت دبابات ومدفعية وقناصة إلى الجبهة في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.

وتصاعدت لهجة التصريحات المتبادلة بين روسيا وأمريكا خلال الأسبوع الماضى، حيث قالت الولايات المتحدة إنها على اطلاع على خطط روسية لتعزيز قواتها قرب الحدود مع اوكرانيا خلال فترة قصيرة، وأعلنت الولايات المتحدة في عن نشر قوات إضافية في رومانيا وبولندا وألمانيا، كما أوضح "البنتاغون"، أنه سيتم إرسال حوالي 1000 جندي إلى رومانيا من ألمانيا، ونقل حوالي 2000 جندي إضافي إلى أوروبا من الولايات المتحدة.

تلك الخطوات المتسارعة أثارت جدلا كبيرا داخل كل من روسيا وأمريكا انتقلت بدورها للمجالس التشريعية بكلا الدولتين، حيث انتقد الكونجرس قرارات بايدن بشده خاصة بعد إرسال تعزيزات عسكرية لشرق أوروبا، في حين ساند الدوما الروسى تحركات الرئيس فلاديمير بوتين.

وانتقد السناتور الجمهوري مايكل براون عن ولاية إنديانا قرار الرئيس جو بايدن إرسال قوات أمريكية إضافية إلى أوروبا، قائلا "أعارض بشدة قرار الرئيس بايدن إرسال قوات أمريكية إلى شرق أوروبا لحماية الدول التي عليها أن تدافع عن نفسها بنفسها".

وأشار وفقا لموقع RT إلى أن "هذه الخطوة من قبل الإدارة يمكن أن تشمل الولايات المتحدة في صراع آخر، عندما تنتهي الحرب التي استمرت 20 عاما للتو في أفغانستان"، مضيفا "ضعف الرئيس بايدن على المسرح العالمي سيعرض للخطر المزيد من الجيش الأمريكي، كما حدث أثناء الانسحاب الكارثي للقوات الأمريكية من أفغانستان".

وفى السياق ذاته أكد السيناتور الديموقراطي عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس الأمريكي كريس كونز إنه لا يؤيد نشر القوات الأمريكية في أوكرانيا في حالة غزو روسيا للدولة السوفيتية السابقة قائلاً "سنضحي بهم ببساطة".

 وأضاف وفقا لما أوردته صحيفة ذا هيل الأمريكية "أعتقد أن الروس سيصعدون بشكل كبير في حال إرسال قوات أمريكية"، وأوضح "أعتقد أنه يجب علينا تقديم أكبر قدر ممكن من الدعم من قبل حلفائنا في الناتو المتاخمين لأوكرانيا مباشرة."

 

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إن ثمّة انقسام داخل الكونجرس حول أزمة أوكرانيا، وأوضحت أن بعض قادة الحزب الجمهورى المُتبنين وجهات النظر التقليدية للحزب، حثّوا الرئيس جو بايدن على فرض عقوبات وتعزيز القدرة العسكرية الأوكرانية لمواجهة الحشد الروسي على طول حدودهم المشتركة في الأسابيع الأخيرة بعد غزو موسكو سابقًا لشبه جزيرة القرم في عام 2014.

 ومقابل رفض الكونجرس لخطوات بايدن، حظت تحركات بوتين بدعم كامل من الدوما – البرلمان الروسى – حيث ذكر ​مجلس النواب​ الروسي أن "نقل قوات أميركية إلى شرقي ​أوروبا​، خطوة غير بناءة"، مؤكدًا أن "نقل قوات أمريكية إلى أوروبا، يقوّض مفاوضات الضمانات الأمنية، وقد يدفع ​موسكو​ لاتخاذ رد صارم".

وشدد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أن روسيا وأوكرانيا بحاجة إلى السلام، منوهًا إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا لا تحتاجان إلى حرب نووية، وقال في تغريدة له عبر صفحته الرسمية على موقع "تويتر"، إنه "لن تكون روسيا في حالة حرب أبدا مع أوكرانيا، فكلا البلدين بحاجة إلى السلام، وهو أمر ممكن فقط من خلال الحوار".

ولفت فياتشيسلاف فولودين، إلى إن واشنطن بعد أن أعلنت استعدادها لفرض عقوبات جديدة على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين كشفت بوضوح أنها تسعى لرئيس روسي مخلص لها ومسيطرا عليه، وأضاف أنه حسب فهم الروس، فإن هذه العقوبات ليست ضد بوتين، بل ضد اختيار شعب البلاد، ولفت إلى أن الولايات المتحدة ليست سعيدة بأن الاتحاد الروسي أصبح في عهد الرئيس فلاديمير بوتين قويا ومستقلا.

 

 


print