"رؤى سياسية" و"مشروعات تنموية" و"إنجازات حكومية".. ملفات بالغة الأهمية احتلت صدارة أجندة وفد الكونجرس الأمريكى خلال زيارته للقاهرة، والتى شهدت اجتماعات مكثفة بين مسئولين حكوميين وبرلمانيين وجولات ميدانية لرؤية الأوضاع على أرض الواقع.
وفد مساعدى أعضاء الكونجرس ضم 12 من مساعدي أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، المنتمين لأهم لجان الكونجرس ذات الصلة بملفات التعاون مع مصر.
وتأتى أهمية تلك الزيارة انطلاقا من تدعيم العلاقات بين القاهرة وواشنطن، للتنسيق السياسى فى عدد من القضايا السياسية فى مقدمتها سد النهضة ومكافحة الارهاب، وكذلك الاطلاع بشكل دقيق على ما تقوم به الحكومة المصرية من انجازات تلمس المواطن، ودحض أى ادعاءات او مغالطات تمس صورة مصر الخارجية.
وجاء الملف الاقتصادى وجهود الحكومة المصرية التنموية فى مقدمة الملفات التى تم بحثها، حيث استضاف مقر مجلس الوزراء، اجتماعًا لوفد مساعدي أعضاء الكونجرس، لاطلاعهم على أهم ملامح المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصري «حياة كريمة»، كما استمع لتطورات الوضع الاقتصادى خلال لقاؤه بوزيرة التعاون الدولى الدكتورة رانيا المشاط.
وآثارت مبادرة حياة كريمة اهتمام الوفد الذى أشاد بما تتضمنه من جهد تنموي واضح وكبير، معربين عن تقديرهم لاهتمام الدولة المصرية بمثل هذه المشروعات التنموية الضخمة التي تستهدف تحسين جودة الحياة للمواطنين المصريين.
جاء ذلك بعد تقديم شرح مفصل عن تفاصيل المبادرة، حيث استعرض السفير نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، أهم عناصر مبادرة حياة كريمة، مشيراً إلى أنها مبادرة متفردة وغير مسبوقة، سواء من ناحية المواطنين المشمولين بالمبادرة، والذين يقترب عددهم من 60 مليون مواطن، أو من ناحية حجم التدخلات التي يجرى تنفيذها، والتي يتجاوز إجمالي تكلفتها 700 مليار جنيه.
وأضاف أن المبادرة تتضمن أيضاً جانباً يتعلق بخلق فرص عمل في المجتمعات المحلية، وفقاً للميزات النسبية التي يتمتع بها كل تجمع ريفي، من أجل ضمان استدامة التنمية. وأوضح أن من ضمن العناصر المهمة للمبادرة توفير خدمة الصرف الصحى لـ100% من قرى مصر، في نهاية السنوات الثلاث التي سيجرى تنفيذ المبادرة خلالها، بعد أن كانت نسبة التغطية عندما تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم في 2014 لا تتجاوز 12% فقط، وارتفعت إلى نحو 40٪ خلال السنوات السبع الماضية.
ورداً على سؤال لأحد أعضاء الوفد بشأن كيفية تدبير التمويل اللازم لهذه المبادرة، أوضح السفير نادر سعد أن الحكومة وضعت خطة لتدبير التمويل من خلال الموازنة العامة للدولة على مدار السنوات المقبلة، مؤكداً في هذا الصدد أن مبادرة بهذا الحجم ما كان يمكن أن تتم، لولا نجاح خطة الإصلاح الاقتصادي التي تبناها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وهى الخطة التي أعادت هيكلة منظومة دعم الطاقة، ووجهت ما توافر نتيجة هذه الهيكلة إلى المشروعات الخدمية والتنموية المختلفة، وفى مقدمتها مشروعات بناء الإنسان المصرى في مجالى الصحة والتعليم.
وفى نفس الاطار نوهت "المشاط" بأن وزارة التعاون الدولي تعمل، من خلال مبادئ "الدبلوماسية الاقتصادية"، على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع شركاء التنمية الثنائيين ومتعددي الأطراف، لدعم رؤية الدولة التنموية وسعيها نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر2030.
وأشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى أن محفظة الشراكة بين مصر وأمريكا منذ عام 1978 تبلغ نحو 30 مليار دولار أمريكي، كما أن محفظة التعاون الإنمائى مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تسجل نحو 900 مليون دولار أمريكي منذ عام 2014، يتم من خلالها دعم العديد من المشروعات في عدة قطاعات منها التعليم الأساسي، والتعليم العالي، والصحة، والحوكمة، والقطاع الخاص، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وميدانيا قام وفد الكونجرس بجولة بحرية في قناة السويس الجديدة، ثم زيارة موقع الأنفاق للتعرف على حجم الإنجاز على أرض الواقع، بعد أن استمع لشرح مفصل حول الفرص الاستثمارية التي تحظى بها منطقة قناة السويس في ظل اكتمال منظومة تطوير شبكة الطرق و إنشاء سلسلة الأنفاق العملاقة بمدن القناة الثلاث لتعزيز جهود تحويلها إلى مركز لوجيستي وصناعي عالمي في المستقبل القريب.
للمدينة الشبابية الرياضية بالأسمرات بصحبة وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، والتى شهدت إعجاب شديد من الزائرين للامكانيات البنية التحتية والملاعب وحمامات السباحة والجو الذي ظهرت عليه المدينة الشبابية الرياضية بالأسمرات.
وأشاد وفد المساعدين وأعضاء الكونجرس الأمريكي بالمدينة الشبابية الرياضية بالأسمرات وطريقة انشائها والملاعب الرياضية التي تم بناءها على أعلى مستوى طبقا للمواصفات الحديثة.
وكانت الملفات السياسية جزء بارز من الزيارة حيث اجتمع الوفد بالمسئولين بوزارة الخارجية، حيث شهد عرض جهود مصر في محيطها العربي، بالإضافة إلى التحرك المصري النشط مع دول القارة الأفريقية وفي إطار الاتحاد الأفريقي.
كما جرى استعراض الرؤية المصرية الشاملة في مجال حقوق الإنسان، وقضايا البيئة والتغير المناخي، واستضافة مصر المرتقبة لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 العام المقبل، كما جرى استعراض تطورات قضية سد النهضة، وجهود مصر في مكافحة الإرهاب، وقضايا منع الانتشار النووي.
وأبدى الوفد الأمريكي اهتمامه بالتعرف على الرؤية المصرية تجاه القضايا المختلفة، معربًا عن تقديره للدور الفاعل الذي تقوم به مصر لتحقيق الاستقرار بالمنطقة العربية والأفريقية، وتطلعهم للتعاون مع مصر على جميع المستويات الثنائية وفي المحافل الدولية لدعم جهود الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.
كذلك احتلت قضية سد النهضة ورؤية مصر لها الصدارة فى لقاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، برئاسة النائب كريم درويش، وفد من مساعدى أعضاء الكونجرس الأمريكى من الحزبين الديمقراطى والجمهورى بغرفتي الكونجرس، بحضور اللواء أحمد العوضي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، والدكتور فخرى الفقى، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، وعدد من أعضاء اللجنة.
وفد الكونجرس
