الجمعة، 29 مارس 2024 04:16 ص

كيف تحولت بحيرة مريوط من مكان لمخلفات المصانع والصرف لأكبر مصدر للثروة السمكية بالإسكندرية والمحافظات المجاورة.. تطهير البحيرة وزيادة العمق لأول مرة فى تاريخها.. والقضاء على مشكلة جفاف الأطراف بالشتاء

كيف تحولت بحيرة مريوط من مكان لمخلفات المصانع والصرف لأكبر مصدر للثروة السمكية بالإسكندرية والمحافظات المجاورة.. تطهير البحيرة وزيادة العمق لأول مرة فى تاريخها.. والقضاء على مشكلة جفاف الأطراف بالشتاء بحيرة مريوط
الإثنين، 28 سبتمبر 2020 11:26 م
يعد مشروع تطوير بحيرة مريوط غرب الإسكندرية، أحد المشروعات التنموية المتكاملة التى شهدتها محافظة الإسكندرية مؤخرا، فالمشروع لم يستهدف تطهير المجرى المائى للبحيرة وزيادة حجم الثروة السمكية بها فحسب، بل استهدف أيضا تنمية منطقة غرب الإسكندرية ككل. فبعد معاناة دامت سنوات تم تنفيذ خطة تطوير وتنمية بحيرة مريوط، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى ضمن استراتيجية الدولة فى تنمية البحيرات الشمالية، حيث تعد تلك هى المرة الاولى فى تاريخها، والتى تشهد فيها بحيرة مريوط أعمالا تطويرية لتعميق ورفع منسوب المياه بالبحيرة منذ عدة سنوات ولأول مرة تصل الكراكات الى البحيرة للعمل تعميق ورفع المنسوب إلى 3 أمتار، خاصة بعد أن شهدت فيها البحيرة إهمال شديد وأدت الإجراءات الاحترازية من الرى لمنع تكرار حادثة الغرق إلى خفض منسوب المياه وجفاف الأطراف، بما أصبح يهدد الثروة السمكية بها. ويتضمن مشروع تنمية وتطوير البحيرة عدة محاور، فى مقدمتها تعميق البحيرة باستخدام معدات كراكات وحفارات حديثة لأول مرة، مما أدى إلى تعميق البحيرة ورفع منسوب المياه بها من 30 سنتيمتر إلى نحو 3 أمتار، وبالتالى الحفاظ على رفع منسوب المياه طوال أيام السنة والحفاظ على المياه القادمة من مصرف القلعة داخل البحيرة، بالإضافة الى أعمال إزالة الرواسب القاعية والتطهير. كما أدت أعمال التنمية وتعميق البحيرة أيضا إلى اختفاء ظاهرة جفاف الاطراف التى ظهرت منذ عام 2015 بسبب تجنب حادثة الغرق بمياه الأمطار، وكذلك حماية البحيرة من التعدى على تلك الأطراف الجافة والاستيلاء عليها، حيث أدى رفع منسوب المياه إلى عودة تلك الأطراف الجافة إلى عمق البحيرة، فيما تم التنسيق بين كافة الأجهزة المعنية لإزالة كافة التعديات على أطراف البحيرة. كما أن أعمال التطهير شملت خفض نسب انتشار البوص والهيش لتصل إلى المواصفات العالمية، حيث تم إزالة معظمها، لتعود بحيرة مريوط كسابق عهدها متميزة خالية من التلوث، كما أنها تؤدى إلى رفع إنتاج الثروة السمكية بما يساهم فى الاقتصاد القومى، لتصبح البحيرة مصدر رئيسى للثروة السمكية لمحافظة الإسكندرية والمحافظات المجاورة، بالإضافة إلى تحويل البحيرة لمنطقة جذب سياحى، بعد تطوير منطقة بشاير الخير 3 فى الجهة المقابلة للبحيرة . ويمثل مشروع "بشاير الخير 3" بمنطقة القبارى فى الجهة المقابلة لبحيرة مريوط نقلة حضارية نوعية بالمنطقة بالكامل، وليس وحدات سكنية فقط، بل منطقة تنموية واستثمارية متكاملة، أنقذت سكان منطقة "مأوى الصيادين" والذين يبلغ عددهم نحو 6 آلاف أسرة، لتنقلهم من منطقة مليئة بالأمراض والأوبئة إلى منطقة سكنية حضارية. فى حين حوّل قطاع المنطقة الاستثمارية بمشروع "بشاير الخير 3"، المنطقة إلى "داون تاون " جديدة بمنطقة تجارية واستثمارية كبرى، حيث تقع المنطقة على مساحة 30 فدانا؛ تضم مجمع سينمات ومجمع بنوك؛ وعددا من قاعات متعددة الأغراض وعددا من الكافيهات ومحلات تجارية على طابقين وروف بإجمالى مساحات 39 ألف م2 ومبنى مطاعم على طابقين، وروف بإجمالى 5.654 م2 ومحطة وقود على مساحة 3767 م2، بالإضافة إلى مبنيين مطاعم وكافيهات على 3 أدوار وروف بمسطح 14386 م2 للمبنى بإجمالى مسطح المبنيين 28 ألفا و772 مترا. كما أن المنطقة الاستثمارية تضم 16 بلوك استثماريا، يشمل البلوك الواحد دورين تجارى أرضى محلات والأول مول بإجمالى مساحة 28 ألف متر مربع و12 دورا سكنيا بإجمالى 1536 وحدة سكنية تبلغ مساحة الوحدة السكنية 90 مترا، كما يضم 11 قاعة متعددة الأغراض من بينهم 8 قاعات بمسطح نحو 1000 متر مربع و3 مسطحات نحو 2000 متر مربع، بالإضافة إلى 39 مسطحا تجاريا مختلف المساحات بمتوسط 175 مترا مربعا بالواجهة الأمامية أسفل قاعات الأفراح، و64 مسطحا تجاريا مختلف المساحات بمتوسط 30 مترا مربعا بالواجهة الخلفية أسفل قاعات الأفراح، وألف باكية جراج انتظار سيارات. بحيرة مريوط عانت منذ سنوات عديدة من عدة مشاكل، دون حلول حاسمة من الدولة، حتى أصبحت البحيرة تحتضر فى صمت، وكان فى مقدمة تلك المشكلات هى التلوث الشديد سواء التلوث بالصرف الصحى أو التلوث الصناعى نتيجة صرف مخلفات المصانع المحيطة بها، على البحيرة حتى أصبحت البحيرة مستنقع تلوث أدى الى انخفاض إنتاج الثروة السمكية بها. أما المشكلة الأخرى التى كانت تطغى على أزمة بحيرة مريوط، هى التعديات عليها واستقطاع أجزاء من الأرض المحيطة بها، وازداد هذا الأمر خاصة بعد واقعة الغرق فى 2015، والقرارات التى اتخذتها وزارة الرى لتقليل منسوب المياه بالبحيرة، وذلك لتجنب تكرار ظاهرة الغرق، مما أدى جفاف الاطراف وجعلها عرضة للتعديات عليها. وعانى أيضا الصيادين بالبحيرة من أزمة التلوث وانخفاض إنتاج البحيرة من الثروة السمكية، وطالب الصيادين لعدة سنوات، بتطهير الحوض الأساسى 6 آلاف فدان، والذى أهدر 2000 فدان منه بسبب انتشار البوص، مطالبين بأعمال لتطهير البوص والهيش. يذكر أن بحيرة مريوط أحد البحيرات الشمالية، وهى تقع جنوب الإسكندرية وقد كانت البحيرة قديما تتصل بنهر النيل جنوبا وبالبحر المتوسط شمالا وكانت تمتد على طول 200 كم متر مربع بداية القرن العشرين، ثم تقلص حاليا حجم البحيرة إلى 50 كم متر بسبب كثرة التعديات.






















print