الإثنين، 29 أبريل 2024 12:02 ص
محمود سعد الدين

محمود سعد الدين

لا للتخوين

5/8/2016 11:23:24 AM
يوم بعد يوم يتزايد الاهتمام بقضية تيران وصنافير، وتتصاعد المناقشات بشأنها وتتباين الاختلافات فى الرأى، لدرجة تدفع البعض للتخوين، وهو أمر يجب الوقوف عنده.. أعيد نشر مقالى قبل أسبوعين عن بعض الثوابت الخاصة بتيران وصنافير، لكى أضع نفسى على قدر من المسؤولية مع باقى الزملاء.. وإلى نص المقال: تليفونات ورسائل كثيرة من أصدقاء يسألوننى عن موقفى من مظاهرات جمعة الأرض، وبما أن تلك الفترة نتعرض فيها جميعا للقص واللزق، والتحريف من سياق الكلام، فكان لابد من التأكيد على عدة ثوابت.
1 - أنا ضد أى شخص يقول أى كلمة عن المتظاهرين بجمعة الأرض.. قناعتى أنهم وطنيون وغيورون على بلدهم وغيورون على تراب بلدهم.
2 - المظاهرات دليل على حراك حقيقى موجود فى الشارع، لمجرد أن المواطن شعر أن هناك خطرا على الدولة الوطنية وتاريخها وهذا شعور يحترم.. لكن من يستغل تلك المظاهرات فى أى أغراض سياسية، فهو شخص حقير.
3 - أنا ضد القنوات التى لم تنقل المظاهرات بجمعة الأرض، واتخذت مسبقا موقفا سلبيا.. لأنه من جديد من نزل للمظاهرات ليس شخصا خائنا أو نزل ليدمر البلاد، إنما نزل لأنه غيور على بلده ويخاف على كل حبة رمل.
4 - أنا ضد حالات القبض على المشاركين بجمعة الأرض.. وحمدت ربنا أن جميعهم خرجوا بالسلامة.. لأن القبض ينقل القضية لمنطقة أخرى.
5 - المظاهرات كانت رسالة قوية للدولة بأن هناك قطاعا رافضا وغاضبا من الاتفاقية، وأعتقد أن الرسالة وصلت، لكن الكرة الآن ليست فى ملعب الرئاسة، إنما هى فى ملعب البرلمان.
6 - لماذا أقول ذلك الآن؟.. لكى أوضح لك أنى متفق معك فى مناطق كثيرة رغم أنى ضدك فى موقف تيران وصنافير.. أنا قناعتى أن الجزيرتين ملكية سعودية.. وبنيت موقفى بعد اطلاع واستفسار من أهل العلم والخبرة. مفيد شهاب نموذج.. أنا لست متخصص حدود بحرية.. وللعلم لى ملاحظات على الاتفاقية بالأساس.. كتبتها فى مقال طويل قبل ذلك.. وموجود فى أرشيف «اليوم السابع».
7 - أخيرا.. لا تخوّنى ولا أخوّنك.. أنت وطنى وأنا أيضا أخاف على البلد.. أنت ترى أن سلم النقابة هو الحل، وأنا أرى أن بناء الدولة هو الحل.. أنت تقتنع بأن الرئيس أخطأ وباع وخان، وأنا مقتنع أنه لا الرئيس ولا الجيش باعوا ذرة رمل واحدة ولا هيفرطوا.
8 - لو سمحت.. دعنا نختلف باحترام.. أتمنى أن تكون مناقشتنا بالورق وبالتاريخ وبالمنطق.. مرة أخرى طابا لم ترجع لأننا احتشدنا بالآلاف على الحدود، أو رفعنا عليها أعلامنا، أو حتى سالت عليها دماء شهدائنا، الله يرحمهم.. طابا رجعت بالورق.. للأسف الورق هو الحاسم لأى خلاف، وبمناسبة الورق ليس كل من يقدم لك خريطة لتيران وصنافير، تسلم بها وتستند إليها.. أنا حكيت هذه القصة قبل ذلك، وأسردها مرة أخرى.. مفيد شهاب عندما كان فى لجنة استرداد طابا، الجانب الإسرائيلى قدم للمحكمة الدولية خريطة من هيئة المساحة المصرية، تضم حدود مصر، ليس من بينها طابا.. فكان الفريق المصرى فى المفاوضات فى حيرة، ماذا نفعل؟ خريطة من مصلحة رسمية مصرية تقول إن طابا «مش مصرية».. الفريق بحث ودوّر، وأثبت أن الخريطة خطأ، وقدم مستندات وحقائق تاريخية لإلغاء الاعتماد على الخريطة الخطأ.. هذا معناه أنه ليس كل خريطة تخرج للنور تكون صح.. أنا ذكرت مثالا من المفاوضات على طابا، وتخيلوا لو نتكلم على طابا الآن ماذا كان سيجرى؟!.. «والنبى ما نستسلمش لأى حاجة.. نركز ونفهم ونسأل، ونسيب اللى يقرر أهل الاختصاص».
9 - أرجوك.. لا تخونى ولا أخونك.
10 - أى قرار ستتخذه مع أو ضد.. فكر فى بلدك.. واقرأ قليلا.. اسأل.. السؤال ليس عيبا، لكى يكون موقفك عن دراسة مع أو ضد.

print