الجمعة، 17 مايو 2024 09:13 ص

مرصد الإفتاء يقترح استراتيجية متكاملة لمواجهة التطرُّف الفكرى

مرصد الإفتاء يقترح استراتيجية متكاملة لمواجهة التطرُّف الفكرى دار الافتاء
الأحد، 09 يوليو 2017 09:48 ص
كتب لؤى على

أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن العمليات الإرهابية المدعومة من تيارات متطرفة تلتحف بعباءة الدين، تستوجب تنفيذ استراتيجية مواجهة تجمع بين الهجوم السريع العاجل الهادف لمحاصرة وتفكيك خطر الإرهاب والتطرف، وبين جانب دفاعى ممتد دائم يستبق العمليات الإرهابية للوقاية من مخاطرها.

 

وقال المرصد فى بيان له: إن استقراء التجارب الدولية والإقليمية فى مواجهة الإرهاب تنقسم إلى: استراتيجيات سريعة وعاجلة تستهدف العناصر المتطرفة، فى طور تنفيذ العمل الإرهابى، واستراتيجات طويلة المدى تستهدف تجفيف منابع التطرف ومحاصرته ومنعه من الانتشار من خلال برامج تربوية وتنموية وإجراءات قانونية واجتماعية.

 

وتناول البيان عدة آليات فى إطار مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف وهى: استشعار الإرهاب، وتوفير الشريك المجتمعى، والحواضن المجتمعية، والمحتوى البديل على الإنترنت.

 

واقترح المرصد إنشاء كيان رسمى يتولى استشعار التطرف والتحذير منه، وذلك على مستويات متعددة (الأفراد – المنظمات والهيئات – المطبوعات والإصدارات – الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي)، وتضم تلك الهيئة ممثلين عن المؤسسات الدينية ووزارات (الداخلية – التعليم – التعليم العالى – التضامن الاجتماعي) وتكون مهمته متابعة ورصد السلوكيات والتصرفات والكتابات التى تميل للتطرف وتدعو إليه، سواء على مستوى الأفراد أو الهيئات أو على الإنترنتومواقع التواصل الاجتماعى، إضافة إلى المطبوعات والكتيبات التى يتم توزيعها، هذا بجانب متابعة خطابات الدعاة والوعاظ بالأزهر والإفتاء والأوقاف لرصد ملامح الخطاب الدينى المعتمَد لدى القيادات الدينية.

 

وأكد المرصد ضرورة العمل على وجود شريك مجتمعى فعلى محدد فى مواجهة الإرهاب والتطرف من خلال تأهيل وتدريب عدد من الأئمة والشباب والمفكرين وقادة الرأى ليشكلوا فريقًا يمكن أن يطلق عليه "الشريك المجتمعي" يقوم بأدوارالنصح والمراجعة للأفراد المحتمل تطرفهم، ولعب دور تنويرى وتوعوى، وفى حالة فشله فى إقناع الفرد بترك التطرف والعنف، يمكن مراجعة الجهات الأمنية لاتخاذ التدابير اللازمة لمنعه من ممارسة العنف وحماية المجتمع من احتمالاتتعرضه لأعمال تخريبية، وقد طبقت المغرب هذا البرنامج وحققت معدلات نجاح كبيرة.

 

ولفت المرصد إلى أهمية توفير حواضن اجتماعية مضادة للإرهاب والتطرف فى مواجهة تلك الحواضن الداعمة له، لأن عملية فك الارتباط بين الفرد المحتمل تطرفه والفكر المتطرف تمثل خطوة فى الاتجاه الصحيح، إلا أنه لا بد أن تتبع بخطوة خلق حاضنة بديلة لهذا الفرد حتى لا يصاب بالانتكاسة ويعود من حيث بدأ، ومن هنا تنبع أهمية الحاضنة البديلة، وهى تلك البيئة الاجتماعية والدينية التى يتم دمج الفرد المحتمل فيها بديلًا عن البيئة المتطرفة التى جذبته فى السابق، وتتطلب هذه الاستراتيجية:

 

١- تأهيل القيادات الدينية ودعمها لإقامة أنشطة وكسب عقول الشباب حول المساجد.

٢- تكوين تجمعات شبابية قريبة من إمام المسجد على أن يتم تأهيلها لتكون نواة للاعتدال والقيم السمحة، بحيث تمثل تلك التجمعات الحواضن البديلة للشباب العائد من التطرف.

٣-تشجيع ممارسة أنشطة دينية فى مراكز الشباب والمدارس والجامعات، لتستوعب الطاقات الدينية للشباب من خلال ندوات ومسابقات دينية وثقافية تحت رعاية الجهات المختصة.

 كذلك دعا المرصد فى تقريره إلى التنسيق مع شركات محركات البحث على شبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى لجعل المحتوى المعتدل أسهل وأيسر فى الظهور بديلًا عن المحتويات المتطرفة التى تنتشر على شبكات الإنترنت، وقد نجحت فى هذا المجال العديد من دول الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بالتنسيق والتعاون مع شركات التكنولوجيا العملاقة.


print