ماذا قال النواب عن خطاب أوباما؟

أثارت دعوة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، للتسامح بين المسلمين وغير المسلمين، وسعيه لدحض الخطاب المعادى للمسلمين، خلال خطابه بإحدى مساجد مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند الأمريكية الأربعاء الماضى، ردود أفعال واسعة بين أعضاء مجلس النواب المصرى، ما بين مؤيد ومعارض، حيث طالبه البعض بترجمة خطابه لسياسات واضحة فى التعامل مع العالم الإسلامى.



فى البداية رحب أسامة العبد عضو مجلس النواب بدمياط، بزيارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، لمسجد بمدينة بالتيمور بولاية ماريلاند الأمريكية، مؤكدا أن هذه الزيارة تعد محاولة من الرئيس الأمريكى لتلطيف الأجواء بين المسلمين وغير المسلمين، وهذا ما نتمناه.



وأكد العبد فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، خطوة إيجابية كنا نتمناها من قبل حتى لا تضيع الحقوق بين الناس، ويقال دائما فى أعقاب أى حوادث إرهابية، إنها من المسلمين والإسلام برئ من أى إرهاب وأى خصومة وأى تطرف تجاه الإنسانية بأكملها سواء كان مسلما أو غير مسلم.

وأوضح العبد، أننا إذا كنا نطالب بتطوير الخطاب الدينى، وإظهار حقيقة الدين الإسلامى من الرحمة والمودة والعدل، فينبغى عليهم أيضا أن يكونوا على نفس المستوى الذى نقصده، لأنه بلا شك إذا كان لدى المسلمين من يستخدم الدين استخداما غير صحيح، فلاشك أن لديهم من المتطرفين من يسئ إلى المسلمين.

وتابع نائب دمياط: ديننا الحنيف يدعونا إلى الرحمة والمودة مع من ليسوا على حرب معنا، حيث قال المولى عز وجل: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، مؤكدا أننا كمسلمين نسعى لتطليف الجو بيننا وبين غير المسلمين.

دعاية انتخابية

فيما قالت آمنة نصير، أستاذ الفلسفة الإسلامية والعقيدة بجامعة الأزهر، عضو مجلس النواب فى ائتلاف دعم مصر: إن خطاب الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، وزيارته لمسجد بمدينة بالتيمور بولاية ماريلاند الأمريكية ودعوته للتسامح مع المسلمين، ماهى إلا دعاية ونكاية انتخابية ضد المرشح المتعصب دونالد ترامب، وليس بها إخلاص ومودة، قائلة: "لماذا ظهر الخطاب فى الفترة الأخيرة لحكمه؟".
وأكدت آمنة نصير فى تصريحات لـ "برلمانى"، أنه لا يجب أن نعول على ما يقولون فى فترة الانتخابات، فهم يلعبون بكل الأوراق وليس بها لا إخلاص ولا صدق ولا مودة بل هى نكايات انتخابية.

وأوضحت عضو "دعم مصر"، أن المسلمين فى أوروبا وأمريكا خاصة، لديهم ثقة بأنفسهم ويعلمون دورهم جيدا، وأنهم بناة حضارة فى البلاد التى حلوا بها، حتى وإن كان لبعضهم بعض الأخطاء، والتى تتحدث نتيجة ظروف خاصة تدفعهم لذلك.

اعتذار أولا

فيما قال مصطفى بكرى عضو مجلس النواب، يجب أن يعتذر أوباما، قبل أن يتحدث عن تسامح المسلمين، عن جرائم الحرب التى ارتكبها ضد عدد من البلدان الإسلامية والتى أساء فيها لكل القيم الإنسانية، وتسبب فيها فى قتل وتشريد ملايين المسلمين فى أفغانستان والعراق وفلسطين وغيرها.



وأكد بكرى فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أن ما تعرض له المسلمين داخل أمريكا من إجراءات تعسفية وإساءات متعمدة، كفيل بالرد على ادعاءات أوباما، بالتسامح مع المسلمين، قائلا: "لا أظن أن مسلم أو عربى سيتسامح فى حقه بعد كل ما جرى، وإذا كان أوباما، يزايد على آخرين فى الصف الأمريكيى أظن أن عليه أن ينظر لوجهه ويده فى المرآة، فسيجد أن يديه ملوثة بدماء المسلمين والعرب".

ترجمة الخطاب لسياسات واضحة

فيما طالب محمد العرابى، عضو مجلس النواب فى ائتلاف دعم مصر، الرئيس الأمريكى باراك أوباما، بأن يترجم خطاباته المؤيدة للإسلام والمسلمين إلى سياسات واضحة فى التعامل مع المسلمين والدول الإسلامية، مؤكدا فى الوقت نفسه أن الخطاب فى ظاهره جيد.

وأوضح العرابى فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أنه يجب على الرئيس الأمريكى، أن يعزز سبل التبادل الثقافى بين دولته وبين دول العالم الإسلامى، وأن يكون هناك انفتاح أكثر على العالم الإسلامى، وأن يشجع البعثات الطلابية للدراسة فى أمريكا وغيرها من السياسات التى تظهر صدق نيته فى التعامل مع الإسلام والمسلمين.
المسلمون تعرضوا لانتهاكات كثيرة



يؤيده فى ذلك عبد الهادى القصبى، عضو المكتب السياسى بائتلاف دعم مصر، حيث أكد أنه يشكر الرئيس الأمريكى باراك أوباما، على خطابه فى إحدى مساجد أمريكا ودعوته للتسامح مع المسلمين، لكن أدعوه لأن يترجم هذا الخطاب إلى سياسات واضحة فى التعامل مع المسلمين حول العالم.

وأوضح القصبى، فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أن المسلمين حول العالم تعرضوا لمواقف معادية كثيرة من الغرب، وتم اتهامهم بتهم كثيرة، لذا يجب أن يتم إصلاح ما حدث وأن يتم تصحيح الأوضاع فى المنطقة بالكامل، وأن تقوم أمريكا كقوى عظمى لها دور فى تدعيم السلام فى العالم من جديد.



كان الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أجرى زيارة الأربعاء الماضى لمسجد فى مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند الأمريكية، سعيا منه لدحض "الخطاب المعادى للمسلمين"، حيث تحدث أمام آلاف الحضور مشيدا بمساهمات المسلمين الأمريكيين فى المجتمع ومنتقدا أسلوب المرشحين الجمهوريين فى التعامل مع قضايا المسلمين.