الأربعاء، 08 مايو 2024 11:04 م

12 مليون مريض.. 1.3مليون فقط يعلمون بإصابتهم.. ولجنة الصحة ترفض مشروع قانون لإنشاء صندوق لعلاج مرضى الفيروس.. والطحاوى: أنسحب من اللجنة وسأخبر الصحافة برفضكم وأنكم لاتعملون لصالح الناس

"صحة البرلمان" تفتح ملف "فيروس سى"

"صحة البرلمان" تفتح ملف "فيروس سى" "صحة البرلمان" تفتح ملف "فيروس سى"
الأحد، 12 يونيو 2016 06:53 م
كتب محمود حسين
ناقشت لجنة الصحة بمجلس النواب برئاسة النائب الدكتور مجدى مرشد، مشروع القانون المقدم من النائب أحمد عبد اللطيف الطحاوى بشأن إنشاء صندوق لعلاج مرضى فيروس سى، بحضور ممثلين عن وزارتى المالية والصحة.

نائب يطالب الدولة برصد 10 مليارات جنيه لعلاج مرضى فيروس سى


وقال الدكتور أحمد عبد اللطيف الطحاوى، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن مرض فيروس سى مشكلة قومية، والمرضى يعانون أشد المعاناة منه، وتكاد لا تخلو أسرة من الإصابة بهذا المرض اللعين.

لجنة الصحة (1)

وأضاف "الطحاوى" أن الحكومة خلال السنتين الماضيتين زادت مراكز علاج مرضى فيروس سى ولكن عددها مازال ليس كافيا والمرضى يعانون وينتظروا بالشهور للحصول على العلاج.

وأشار الطحاوى إلى أن الحكومة رصدت فى الموازنة الجديدة 2 مليار جنيه لعلاج 600 ألف مريض بفيروس سى، قائلا: "هناك 5 ملايين مريض بينهم من تلقى العلاج وبينهم من لم يعالج، والحكومة متقاعسة فى علاج هؤلاء المرضى، ويجب أن تزود الوحدات ومراكز العلاج".

وتابع الطحاوى: "مجلس النواب يجب أن يضغط على الحكومة لتزيد النفقات الخاصة بعلاج مرضى فيروس سى إلى 10 مليارات جنيه، وفتح وحدة لعلاج مرضى فيروس سى بكل مستشفى مركزى"، لافتا إلى أنه اقترح أن يبادر مجلس النواب بإنشاء صندوق لعلاج مرض فيروس سى".

وأوضح أن مشروع القانون ينص على أن ينشأ صندوق خاص لعلاج مرضى فيروس سى وموارده تعتمد على أن يتبرع كل موظف بـ1% من راتبه الأساسى طواعية وليس جبرا، وأن يتبرع النواب بنسبة 10% من المكافأة الشهرية بقيمة 500 جنيه، وفرض ضريبة بقيمة قرش على كل دقيقة محمول، وأن تزداد الضرائب على السجائر والمشروبات المحرمة والسلع الغذائية وتذهب أموالها للصندوق، ومناشدة رجال.

الأعمال والجمعيات الخيرية والمجتمع المدنى للتبرع لهذا الصندوق وانضمام مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى برصد 1 مليار جنيه لعلاج مرضى فيروس سى للصندوق.

ولفت إلى أنه يرشح الدكتور جمال شيحة رئيس جمعية الكبد ورئيس لجنة التعليم بالبرلمان ليكون رئيس مجلس إدارة الصندوق باعتباره الأقدر على علاج أكبر قدر من علاج مرضى فيروس سى؛ لأنه استطاع أن يجعل 10 قرى خالية من مرض فيروس سى، متسائلا: "ليه إحنا كنواب ما نخليهمش 600 قرية".

وأكد أن مشروع القانون يهدف لإنشاء الصندوق لمساعدة الحكومة فى علاج مرضى فيروس سى، وأنه يهدف أن يكون رأس مال الصندوق 8 مليارات جنيه.

وعلق الدكتور مجدى مرشد – رئيس لجنة الصحة بالبرلمان: إن مرض فيروس يقلق الجميع ولجنة الشئون الصحية تهتم بالقضاء على هذه المرض، ولكن مشروع القانون لا يجب أن يقتصر على شخص أو أشخاص فهو مهم جدا وستتبناه اللجنة ويتبناه البرلمان، ولكن تسمية شخص معين لرئاسة مجلس إدارة الصندوق تحذف تماما من المضبطة حتى لا تحسب علينا فى اللجنة أننا نذكى أحدا ولا نذكى على الله أحدا، لا يجب أن يفصل القانون أو يعرض مشروع قانون وتحدد شخص رئيس مجلس الإدارة معه".

"مكافحة الفيروسات الكبدية": لن يتواجد مرضى بفيروس سى على قوائم الانتظار فى أول أغسطس المقبل


وقال الدكتور يحيى الشاذلى، أستاذ و رئيس قسم الكبد بجامعة عين شمس ونائب رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ومنسق عام بين وزارة الصحة وصندوق تحيا مصر، إن عدد المصابين بفيروس سى فى مصر 6 ملايين بحد أدنى و12 مليون مريض بحد أقصى.

وأضاف "الشاذلى" فى كلمته خلال الاجتماع، أن معظم المصابين لا يعرفون أنهم مصابون بفيروس سى، وحوالى مليون و350 ألفا هم الذين يعرفون أنهم مرضى، وأرسلنا لهم ليتم فحصهم وعلاجهم ومن استجاب وجاء لتلقى العلاج لا يتجاوز 45%، ومن تقدموا للدولة للعلاج ويعلمون أنهم مرضى يصل عددهم إلى650 ألف مريض.

وتابع: "لست معترض على أى نقطة فى تفاصيل مشروع القانون، وهذا المشروع موجود بالفعل بشكل أو بآخر وهناك جهات تساعد للتخلص من مرض فيروس سى مثل رئاسة الجمهورية وصندوق تحيا مصر وغيرها، أما بالنسبة للدكتور جمال شيحة فهو لا يحتاج تزكية من أحد، ونحن نتحدث عن كيفية التخلص من فيروس سى، والكلام عن وجود قرية خالية من المرض خيال علمى، لا توجد قرية أو مدينة خالية".

وعن قوائم الانتظار للمرضى للحصول على علاج فيروس سى سواء السوفالدى أو غيره، قال "الشاذلى": "سبب قائمة الانتظار الطويلة لم يكن فى الفلوس أو سعر الدواء، لا توجد أى مشكلة لدينا فى الميزانية، وخفضنا سعر الدواء إلى حد كبير، وفى فى أول أعسطس 2016 لن يكون هناك مريض بفيروس سى على قائمة الانتظار"، موضحا أن سبب قوائم الانتظار هو أن المرضى لا يأتون للحصول على العلاج، ولفت إلى أن تكلفة علاج المريض حاليا هى 1527 جنيها، وهناك فحوص (vcr) لا يجريها سوى المريض الذى يتبين إصابته بهذا الفيروس.

واستطرد: عالجنا فى آخر 6 شهور ١٥٠ ألف مريض مصاب بفيروس C ببروتوكول العلاج الذى يحتوى على "سوفوسبوفير، وداكلاتاسفير والريبافيرين"، حسب حالة المريض، "ومفيش عيان دفع فلوس كله على نفقة الدولة، وداخلين على مرحلة علاج نحو 600 ألف نستهدف علاجهم، ووزارة الصحة مش متأخرة عن شىء والتبرعات مش متأخرة، وستكون هناك شهادة بعلامة مائية بأن هذا الشخص تم علاجه تماما من فيروس سى ويمكن أن تستخدم كمسوغ للتعيين".

وقال "الشاذلى": "لا ننكر جميع الشكاوى وإحنا أول ناس بنشتكى منها ولكن كلها قديمة ومتراصة وبدأنا العمل على حلها، والناس اللى بطلت تيجى سنرسل لهم مرة أخرى علشان يجوا يتعالجوا، والوقاية مكلفة والجميع مسئول عنها، وهناك خطة مع منظمة الصحة العالمية للوقاية وسيتم إجراء مسح وفحص مع طلاب الجامعات الجدد وفى التجنيد بالجيش وأماكن التجمعات الطبية وغيرها".

نائب رئيس لحنة مكافحة الفيروسات الكبدية:"وزارة الصحة عايزة يتولع فيها"


وواصل نائب رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، حديثه قائلا: "أنا لا أدافع عن وزارة الصحة والوزارة عايزة يتولع فيها كلها" .

لجنة الصحة (2)

واعترضت إحدى النائبات على هذه العبارة قائلة له: "وزارة الصحة مش عايزة يتولى فيها لأنها هى اللى شايلة كل حاجة"، وقرر رئيس اللجنة الدكتور مجدى مرشد حذف العبارة من المضبطة.

"مكافحة الفيروسات الكبدية": الدولة عالجت 190 ألف مريض بفيروس سى منذ 2007


وبدوره، قال الدكتور قدرى السعيد – المدير التنفيذى للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إن الدولة منذ 2007 وحتى 2014 عالجت 190 ألف مريض بفيروس سى.

وأضاف "السعيد": "منذ 2014 صدرت 377 ألف قرارات علاج لمرضى فيروس سى، وهناك فرق عمل يتم إرسالها للمحافظات منها فريق أرسل إلى سمالوط وصرف أكثر من 4 آلاف قرار علاج، ونجرى عمليات مسح وقائى".

نائبة لنائب رئيس "مكافحة الفيروسات الكبدية": "انت خليت الدنيا بامبى ووردى"


وقالت النائب ليلى أحمد أبو إسماعيل – عضو لجنة الصحة بالبرلمان، موجهة حديثها للدكتور يحيى الشاذلى ـ نائب رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية: "انت خليت الدنيا بامبى ووردى..ومفيش مشكلة يكون فيه أمل لكن نحتاج إجراءات حقيقية معلنة لمكافحة وعلاج فيروس سى".

ليلي احمد ابو اسماعيل

ومن جهتها علقت النائبة مرفت موسى: "هذا المشروع مبادرة طيبة ولكن الموضوع فى صندوق تحيا مصر، وأنا لست مع أن تضع ضريبة على شبكات المحمول قرش على كل دقيقة أو خصم من مرتبات الموظفين".

وقال النائب خالد هلالى موجها حديثه للدكتور يحيى الشاذلى: "فيروس سى زى بقية الأمراض وهناك أمراض اكتر منه، ولنا سنوات نتحدث عنه وحتى هذه اللحظة لم أر إنجازا حقيقيا على الأرض، ومستغرب إنك معندكش إحصاية سليمة ودايما محسسنا ان المواطن المصرى هو الجانى وليس المجنى عليه والدولة والحكومة هى المجنى عليها، فيروس سى موجود منذ 20 أو 30 سنة، وعندنا 13 مليون مريض فى مصر".

خالد هلالى

وتابع: "اللى مجاش ليك علشان حاجتين لإما مات أو مات.. وحضرتك مش بتمشى باستراتجية واضحة، وبعدين رئيس الجمهورية يفتح ملف ايه ولا ايه خلاص نقعد فى بيوتنا ونسيب الرئيس يشتغل ..وبالنسبة لاقتراح الدكتور أحمد الطحاوى مش كل حاجة تبرعات تبرعات ".

أيمن أبو العلا: الاحصائيات عن عدد المرضى غير دقيقة


فيما قال الدكتور أيمن أبو العلا: "إن الاحصائيات غير دقيقة وكان أولى نبتدى بمعايير علمية ولا نعتمد على عينات عشوائية ونفس الكلام يكرر منذ2010 ، وأطالب أن تقدم للجنة البرتوكولات الأخيرة التى تقدم لعلاج المريض المصرى ونسبة الشفاء، ولا نريد أن يكون المواطن المصرى حقل تجارب".

ايمن ابو العلا (2)

بينما طالب النائب عبد العزيز حمودة، بإجراء مسح شامل للفحوصات على مستوى الجمهورية، وطالب النائب عبد المنعم شهاب بأن يكون هناك مشروع قومى لمكافحة فيروس سى.

الطحاوى ينسحب من لجنة الصحة بسبب رفض مشروعه بـ"إنشاء صندوق لعلاج مرضى فيروس سى"


وفى ختام الاجتماع، انسحب النائب أحمد الطحاوى من اجتماع لجنة الصحة، بسبب رفض لجنة الصحة مشروع القانون المقدم منه بشأن إنشاء صندوق لعلاج مرضى فيروس سى.

لجنة الصحة (3)

وحدثت مشادة بين النائب "الطحاوى" وأعضاء اللجنة، نظرا لاعتراضه على رفضهم لمشروع القانون، قائلا: "ما الذى يضيركم إذا وافقتم على هذا المشروع الذى يصب فى صالح الناس، طالما هترفضوه يبقى أنا هنسحب من لجنة الصحة خالص وهاقول للصحافة أننى أنسحبت لأنكم لا تعملون فى صالح الناس"، ثم انسحب من الاجتماع.

وتحفظ رئيس اللجنة وأعضائها على حديث "الطحاوى" وتهديده بالانسحاب واتهام الأعضاء بأنهم لا يعملون لصالح الناس، ورد عليه بعض الأعضاء: "إننا نعمل ونؤيد كل ما يصب فى صالح الناس"، فيما قال له رئيس اللجنة: "مش كل اللى هيترفضله مشروع قانون ينسحب".

وسأل الدكتور مجدى مرشد – رئيس لجنة الصحة أعضاء اللجنة عن موقفهم من مشروع القانون فكانت نتيجة التصويت بالرفض من جميع الأعضاء باستثناء النائب صاحب المشروع هو الوحيد الذى وافق عليه.

وقال "مرشد": "المشروع بقانون له فلسفة وخروجه بهذا الشكل مش هيبقى كويس بالنسبة لنا"، فيما اعترض الدكتور أيمن أبو العلا – عضو اللجنة على أن يخرج هذا المشروع فى صيغة مشروع قانون من لجنة الصحة باعتبار أن مشروع القانون لم يتضمن مذكرة توضيحية ولم يستوف الإجراءات اللازمة ليكون مشروع قانون وانه كان يجب مناقشته داخل اللجنة قبل طرحه كمشروع، مضيفا أنه يقترح أن يقدم كاقتراح من اللجنة وليس كمشروع قانون.

وأوصت اللجنة الحكومة بإنشاء وحدات مكافحة فيروس سى بكافة المستشفيات المركزية على مستوى الجمهورية، وتقديم جميع الاحصائيات الرسمية عن عدد المرضى ونسب الشفاء وإجراءات الوقاية وحصر جميع البروتوكولات الخاص بعلاج مرضى فيروس سى، وإجراء مسح شامل وفحوصات فى كل الأماكن والجامعات وغيرها للكشف عن الإصابة من عدمها.


print