الأحد، 05 مايو 2024 04:12 م

بعد واقعة نيرة صلاح.. هل القانون يجرم الانتحار فى حالة فشله، وهل يعاقب المحرض عليه؟

بعد واقعة نيرة صلاح.. هل القانون يجرم الانتحار فى حالة فشله، وهل يعاقب المحرض عليه؟ نيرة صلاح
الأحد، 03 مارس 2024 11:00 ص

انتحار "نيرة صلاح " الطالبة بكلية الطب البيطري - جامعة العريش شمال سيناء، لواقعة ابتزاز وتشهير والتي تخلصت علي إثرها من حياتها، متأثرة بنشر زميلتها صورًا خاصة منسوبة لها بموقع للتواصل الاجتماعي حيث قامت زميلتها بتصويرها خلسة أثناء استحمامها لإذلالها نتيجة المشادة التي وقعت بينهما، واستخرج الطب الشرعى، صباح اليوم، جثمان نيرة صلاح طالبة العريش، لأخذ عينات وتحليلها لمعرفة أسباب وفاتها بعد أن فجر والدها والمحامي الخاص به، مفاجأة أن الطالبة ماتت مسمومة من أحد زميلاتها.

 

وتوجه الطب الشرعي لمقابر قرية ميت طريف التابعة لمركز دكرنس، بالدقهلية، مسقط رأس المتوفاة وتم أخذ العينات اللازمة، وذلك وسط حراسة أمنية مشددة، حيث أن محامي أسرة طالبة العريش، فجر مفاجأة فى تصريحات سابقة به أن قطة احتست من الكوب الذي تناولت منه نيرة العصير، ونفقت في الحال، واكتشف أسرة الطالبة محادثات على تطبيق "واتساب"، تؤكد تعرض نيرة لعملية ابتزاز إلكتروني من صديقاتها وتهديدهم لها بصور خادشة، وأمرت النيابة العامة بتشريح جثمان طالبة العريش نيرة الزغبي للوقوف على أسباب الوفاة. 

 

بعد واقعة نيرة صلاح.. هل القانون يجرم الانتحار فى حالة فشله، وهل يعاقب المحرض عليه؟

  

إلا أن الحديث هنا لازال يدور حول حدوث واقعة انتحار ما يثير معه العديد من التساؤلات بين الناس، ما هي أسباب الانتحار، هل القانون يجرم الانتحار فى حالة فشله، هل يتم معاقبة الشخص الذي اقدم علي الانتحار؟ هل هناك عقوبة لمن حرض أو كان السبب فى ذلك؟ وكيفية علاج الأفكار الانتحارية وأسئلة كثيرة تدور فى أذهان الكثيرين، وهناك العديد من الأسباب التي تدفع الإنسان للانتحار.

 

 

وفى هذا الإطار – يقول الخبير القانوني والمحامى بالنقض هانى صبرى - من أبرز أسباب الانتحار المحتملة هي الاتية:

 

- مشاكل نفسية حيث يعد المرض النفسي أشد ألما من المرض العضوي ، وأن الأشخاص الذين يحاولون الانتحار يعانون من مشكلة نفسية أو أكثر ، ومن أكثر هذه المشاكل النفسية التي تسبب الانتحار منها هي أ-  الاكتئاب الحاد ، و الفصام وهو عبارة عن حالة نفسية طويلة المدى، تسبب الشعور ورؤية أمور غير موجودة بالواقع والهذيان وحتى ظهور تغير في تصرفات المصاب ، وغيرها من الأمراض النفسية التي تسبب الانتحار.

- الجينات

قد تلعب الجينات دورًا في ميول بعض الأفراد إلى الانتحار، حيث أن هذه الجينات قد تؤثر على الحالة النفسية للشخص وتجعله أكثر عرضة للانتحار.

وهناك أسباب غير مرضية تؤدي للانتحار:-

-التعرض لصدمة نفسية شديدة.- وفاة الاقرباء، الصدمات العاطفية وخصوصا عند المراهقين.

 - ضغوط الحياة اليومية مثل الضائقة المالية وغيرها.

- الميول الجنسية يعاني الأشخاص ذوي الميول الجنسية المختلفة والمثليين الجنسيين من حالات انتحار متعددة نظرًا لعدم تقبل المجتمعات لميولهم وقد تساهم في دفعهم للانتحار.

- تناول بعض الأدوية توجد بعض أنواع من الأدوية مثل مضادات الاكتئاب، فبعض الأشخاص تراودهم أفكار انتحارية عند البدء في تناول مثل هذه الأدوية.

- التسلط يعاني معظم الأشخاص من التسلط في مرحلة عمرية ما من حياتهم، مما يترك ذلك تأثيرات سلبية تبقى معهم وقد تكبر مع الزمن مؤدية إلى ميل فكرهم للانتحار.

 - الإدمان هنا نقصد الإدمان على الكحول أو المخدرات لفترة طويلة من الزمن، فالمدنين عادة يدخلون في مرحلة من الاكتئاب ويفكرون بالانتحار.

- البطالة كثير من العاطلين عن العمل تنتابهم مشاعر سلبية جدًا، بالإضافة إلى انعزالهم عن المجتمع وعدم رغبتهم بالتحدث مع أي شخص، فيشعرون عندها بأنهم أقل كفاءة من غيرهم وتنتابهم أفكار للانتحار.

- العزلة الاجتماعية والوحدة إن الشخص المنعزل اجتماعيًا عادة ما يكون سلبي وبمزاج سيء معظم الوقت، قد تدفعه للانتحار لاحقًا.

وهناك أسباب أخري للانتحار فمن الصعب تحديد جميع الأسباب الكامنة وراءه أو الكشف عنها.

 

وبحسب "صبرى" في تصريح لـ"برلماني": تجد الإشارة أن القانون المصري لا يجرم الانتحار حالة تمام الجريمة لان الجاني والمجني عليه يكون شخصاً واحداً، حيث إن القانون لم يجرم فعل الشروع في الانتحار، فإن من هانت عليه نفسه فلا وسيلة لعقابه ، فالأعراف القضائية فسرت إزهاق الروح على أنها إزهاق روح شخص لشخص آخر، إذن فلا عقاب على الشروع في الانتحار وهذا لأمرين:  

 

 1- أن العقوبات لحفظ حق المجتمع وحمايته، والذي شرع في الانتحار لا يشكل فعله خطراً أو جناية على المجتمع.

 2-انعدام القصد الجنائي وهو الركن المعنوي للجريمة من ناحية الإدراك الكامل والتام لخطورة الانتحار.

 

 

ووفقا لـ"صبرى": في تقديري هذا الأمر يحتاج لتعديل تشريعي لوضع من يحاول الانتحار وفشل تحت الملاحظة والعلاج النفسي لمنعه من تكرار محاولة الانتحار، حيث أن القانون جرم جريمة التحريض علي الانتحار لانها تبث روح الاحباط  والانهزام في نفوس المواطنين، لأن ما يفعله المحرض جريمة يعرض فيها اسمي شئ وهو جسد الانسان للخطر فازهاق الروح بقتل الجسد سواء بالانتحار أو غيره يعد سلوك إجرامي معاقب عليه قانونا طبقا لنص المادة 177 من قانون العقوبات "يعاقب بنفس العقوبات كل من حرض غيره على عدم الانقياد للقوانين، وذلك لقيام المحرض بتحسين امر يعد جناية في القانون وهو التحريض علي الانتحار، كما يجب محاسبة كل من يبث أخبار كاذبة أو إشاعات من شأنها بث روح الاحباط لدى المواطنين، حتى نحد بقدر الإمكان من الانتحار.

 

ويتساءل الكثيرين عن كيفية علاج الأفكار الانتحارية

 

ويضيف "صبرى": يعتمد علاج الأفكار الانتحارية أساسا على تحديد السبب أو المرض الذي أدى إليها، وغالبا ما يتنوع العلاج بين الدوائي والنفسي، بحسب حالة المريض، وأشهر أنواع العلاج النفسي للأفكار الانتحارية هو العلاج المعرفي السلوكي، الذي يعتمد على تغيير أفكار المريض وسلوكياته تجاه المشاكل التي أدت إلى الاضطرابات النفسية أو الأفكار الانتحارية، سواء أكانت صدمات نفسية أو فشل لعلاقات عاطفية، أو غيرها ، فمعظم الحالات التي تهدد بالانتحار، قد تُنفذ فعلا إذا لم تتلقَ العلاج المناسب ، لذلك يجب زيارة الطيب النفسي.  

 

هناك جزء كبير من العلاج يعتمد على الشخص نفسه، منها:

 

- الاندماج في المجتمع الأشخاص الذين تراودهم الأفكار الانتحارية يجب ألا يستجيبوا لرغبتهم في الانعزال عن المجتمع؛ فالاندماج مع الآخرين أو في العمل هو جزء أساسي من العلاج مع الانتظام في زيارة الطبيب.

- الحصول علي الدعم النفسي في حالات معينة يساعد الدعم النفسي من الأصدقاء والعائلة على علاج بعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب الخفيف.

- الاهتمام بالجانب الروحاني، "أحيانا يأتي المريض للعيادة ويقول أفكر في الانتحار ولكن أخاف بسبب الحُرمانية"، فالاهتمام بالجانب الروحاني يُعد وقاية من الإقدام على خطوة الانتحار.

 

وفى الأخير وجه "صبرى" رسالة للأهالى بقوله: يا سادة ندق ناقوس الخطر أن التفكك الأُسَري وتداعياته الخطيرة يؤثر علي سلامة الفرد والمجتمع اكسروا حواجز الصمت والجفاء بينكم اهتموا بأسركم وبالمحطين بكم، واكترثوا لشؤونهم واحتياجاتهم النفسية والمعنوية قبل المادية، واحترموا الاختلاف بينكم، وترفقوا بالضعفاء أسندوا بعضكم البعض، احتووا المخطئ و قوموه ولا تتمادوا في عقابه فتقتلوه، ولا تتركوا أنفسكم للانهيار ادعموها بشئ من الحب والرحمة والراحة وقسطا من التخلي عن كل الضغوط، ولا تبخلوا علي بعضكم بالكلمة الطيبة والتشجيع والاهتمام لعلها تخفف من ضغوط وإعياء الحياة.  

 

 

 


الأكثر قراءة



print