مواصفات رئيس مجلس النواب

"من يشغل منصب رئيس مجلس النواب المقبل؟"، هو السؤال الأكثر إلحاحا على أذهان جموع المصريين سواء كانوا متابعين ومتعمقين فى الحياة السياسية أو المواطن العادى، فالكل فى انتظار رفع الستار عن الشخص الذى سيتقدم لتحمل مسؤولية رئيس أهم وأخطر المجالس النيابية فى تاريخ مصر؛ إذ يأتى بعد ثورتين شعبيتين ودستورين للبلاد وثلاث رؤساء جمهورية، وضعوا جميعا مصر فى لحظات فارقة من عمرها.

ورغم اقتراب انتهاء المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية التى يتشكل على أثرها مجلس النواب المقبل، إلا أن تحليلات ورؤى السياسيين تؤكد أنه لم يبرز حتى الآن اسم واحد من بين المرشحين على المقاعد الفردية أو القوائم ليتناسب مع هذا الموقع الهام داخل المجلس، إلا أنه مع وجود تكهنات وترشيحات لبعض الأسماء لتولى رئاسة البرلمان القادم مثل المستشار عدلى منصور، رئيس المحكمة الدستورية، ورئيس الجمهورية السابق، والمستشار أحمد الزند، وزير العدل الحالى، وجبت الإشارة إلى ما تفرضه المرحلة الحالية التى تمر بها البلاد من صفات وملكات يجب أن تتوافر فى رئيس المجلس المقبل.

السجينى: البرلمان القادم يحتاج رئيس قانونى ذا خبرة سياسية لاستيعاب كافة الفصائل

فى البداية، يقول المهندس أحمد السجينى، النائب الفائز بعضوية مجلس النواب عن قائمة "فى حب مصر" بقطاع غرب الدلتا: إن البرلمان المقبل يحتاج إلى رئيس يتمتع بشخصية قيادية تستطيع استيعاب كافة الفصائل السياسية بمختلف توجهاتها وأفكارها، مضيفاً أن مجلس النواب القادم تشريعى فى المقام الأول، بما يجعله يحتاج إلى رئيس ذى خلفية قانونية وخبرة سياسية.

وأضاف النائب الفائز بعضوية مجلس النواب عن قائمة "فى حب مصر" بقطاع غرب الدلتا، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن المؤشرات تؤكد أن البرلمان المقبل سيضم أكثر من 60% من النواب المستقلين ذوى الأفكار والتوجهات المختلفة، ونواب أحزاب بأيدلوجيات متعددة، مما يفرض ضرورة وجود رئيس للمجلس سياسى ومرن وحازم، ويكون بعيد عن الفكر التصادمى ليتمكن من السيطرة على أداء النواب داخل المجلس.

مرشح بـ"مصر الجديدة": المرحلة الدقيقة للبلاد تحتاج رجل قضاء لرئاسة البرلمان المقبل

ومن جانبه، قال المستشار عمرو عبد الرازق، رئيس محكمة أمن الدولة العليا الأسبق، والمرشح للبرلمان عن دائرة مصر الجديدة والنزهة، إذا اعتبرنا أننا وبعد ثورتين نؤسس لدولة جديدة كلياً يكون فيها الكلمة الفصل للقانون، فسيكون الاختيار الأمثل لرجل قضاء يتوافق عليه أعضاء البرلمان القادم ويكون محل ترحيب من أغلب القوى السياسية والتيارات الشعبية، مؤكدا على ضرورة أن يتمتع رئيس البرلمان المقبل بالنزاهة والمصداقية والشفافية فى التعاطى مع قضايا الوطن.

وأشار رئيس محكمة أمن الدولة العليا الأسبق، فى تصريحات لـ"برلمانى"، إلى ضرورة امتلاك رئيس البرلمان المقبل، أيضاً قدرة عالية من ضبط النفس، خاصة إذا أخذنا فى الاعتبار أن العديد من النواب فى الأغلب لم يتمكنوا من ممارسة أى دور سياسى أو لهم خبرة فى العمل البرلمانى وقواعده، مضيفاً "أن ما يمكن وصفه بأنه بورصة حرق الشخصيات والأسماء التى تنتشر حالياً سواء على بعض المواقع أو صفحات التواصل الاجتماعى، هو أمر سابق لأوانه".

وأضاف المرشح للبرلمان عن دائرة مصر الجديدة والنزهة، أن البرلمان المقبل هو بالفعل برلمان القرارات والقوانين الحاسمة التى ستؤسس لمرحلة جديدة ومختلفة تماماً فى تاريخ الوطن، وذلك فى ظل وجود الكثير من القوانين السابقة التى تم إقرارها فى برلمان 2012 ، بالإضافة إلى قوانين أخرى تم إصدارها فى فترة رئاسة المستشار عدلى منصور، والتى يجب إعادة النظر فيها وإقرار أو تعديل ما نحتاج منها بعد طرحها للمناقشة، مستطردا: "فهذا البرلمان من المفترض أن يشرع لمستقبل هذا البلد على الأقل للسنوات الخمس المقبلة".

حفيد الشاذلى: نحتاج رئيس للبرلمان ذا "هيبة" وحنكة سياسية لتنفيذ مهامه الجسيمة

بدوره، قال هشام أكرم، المرشح المستقل بدائرة النزهة ومصر الجديدة -حفيد الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس الأركان الأسبق: إننا فى حاجة إلى رئيس للبرلمان يتمتع بالحنكة السياسية، وأن يكون "ذا هيبة" للسيطرة على مجريات الأمور والفصائل والتيارات المختلفة داخل المجلس، مؤكداً على ضرورة أن يكون أيضاً صاحب رؤية إصلاحية وصاحب قدرات إدارية ورؤية منفتحة على برلمانات العالم، وألا يكون بالضرورة رجل قانون.

وأضاف المرشح المستقل بدائرة النزهة ومصر الجديدة، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن "رئيس البرلمان" يجب أن يتمكن من جمع قيادات الكتل البرلمانية المختلفة لمساعدته على القيام بالمهام الجسيمة المطلوبة من المجلس القادم، بما يحقق الطموحات والصلاحيات التى أعطاها الدستور لمجلس النواب.