الجمعة، 19 أبريل 2024 12:46 م

كاتب بواشنطن بوست: مايك بومبيو زاد وضع الخارجية سوءا فى عهد ترامب.. تعثر فى إدارة الملف الإيرانى وعرقل المباحثات مع كوريا الشمالية.. وفشل فى تعيين سفراء بدول مهمة مثل مصر وتركيا

الدبلوماسية الأمريكية فى خطر

الدبلوماسية الأمريكية فى خطر الدبلوماسية الأمريكية فى خطر
الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018 11:00 ص
كتبت رباب فتحى
انتقد الكاتب الأمريكى الشهير جاكسون ديل، مايك بومبيو وزير خارجية أمريكا فى مقال له بصحيفة "واشنطن بوست" وقال إنه فاقم وضع وزارة الخارجية السيئ بالأساس بموقفة من كبرى القضايا التى كان من المفترض أن تتخذ فيها الولايات المتحدة قرارات مختلفة تماما عن تلك التى تبنيها. 
 
 
وأوضح الكاتب أن بومبيو فشل فى إدارة ملفات مهمة تسببت فى غضب حلفاء رئيسيين ووسائل الإعلام ومسئولين أمريكيين مهنيين، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب ربما يكون الوحيد الراضى عن أدائه ومع ذلك لديه الكثير من التحفظات عليه. 
 
واعتبر ديل إن بومبيو كان من المفترض أن ينقذ وزارة الخارجية من بدايتها الكارثية في رئاسة ترامب. ورغم تعهداته بإصلاح بيروقراطية الوزارة والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة وإعادة تنشيط الدبلوماسية الأمريكية بعد عام من الخلل الوظيفي، لاستعادة "ثقتنا"، إلا أن ذلك لم يحدث، بل ربما حدث العكس، فألقى مثلا خطابا فى بروكسل الأسبوع الماضى هاجم فيه الأمم المتحدة ، والاتحاد الأوروبي ، والبنك الدولي ، وصندوق النقد الدولي ، والمحكمة الجنائية الدولية والاتحاد الإفريقى، بحسب الكاتب.
 
وكنتيجة لذلك، يضيف الكاتب، قالت مديرة صندوق النقد الدولى كريستين لاجارد بهدوء إن  بومبيو لا يعرف ما يتحدث عنه، بينما مضى الاتحاد الأوروبى قدما فى خطط استبدال اليورو بالدولار فى صفقات الطاقة، مما سهل على التكتل التحايل على العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران.
 
وخلص الكاتب إلى أن الملف الإيرانى يعد أحد أبرز القضايا المتعثرة  التى فشل فيها بومبيو، فبعد أيام من توليه السلطة ، أعلنت الإدارة أنها ستلغى الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع إدارة أوباما والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين. وأعلن ترامب أنه "مستعد وراغب وقادر" على التفاوض على صفقة جديدة. ولكنه تحول من المواجهة إلى التفاوض مع كوريا الشمالية والصين.
 
ثم ناقضه بومبيو بعد أسبوعين من ذلك،  يضيف ديل، وفي أول خطاب كبير له ، وضعت الوزير الجديد  12 شرطًا لإيران  لا تغطي برنامجها النووي فقط ، وإنما دعمها كذلك للميليشيات في سوريا ولبنان واليمن ، وقمعها الداخلي. واعتبر الكاتب إن هذه لم تكن أسبابًا للتفاوض ، بل كانت دعوة متنكرة لتغيير النظام. 
أما الملف الكورى الشمالى، فلم يختلف كثيرا، حيث كان من المفترض أن يبنى بومبيو على نتائج قمة ترامب - كيم جونج أون، ولكن كانت زيارته الأولى إلى بيونج يانج كارثية، حيث أدانت الأخيرة "مطالبه أحادية الجانب، والمشابهة لمطالب العصابات بنزع السلاح النووى"، وتراجعت المباحثات لعدة أشهر إثر ذلك. 
ولم تسفر زيارة ثانية له في أكتوبر إلا عن اتفاق حول فكرة عقد قمة أخرى بين الرئيسين الأمريكى والكورى شمالى، حيث أصبح من الواضح أن حاكم كوريا الشمالية قرر أنه لا يستطيع التعامل مع بومبيو. ربما يكون ذلك لأن وزير الخارجية رفض الاستجابة لمطالب كيم بتخفيف العقوبات وإعلان السلام. 
 
وما يزيد وضع الدبلوماسية الأمريكية سوءا، ليس فقط الموقف العام من أبرز القضايا وإنما خلو مناصب هامة فى دول استراتيجية من السفراء الأمريكيين، وليس ذلك فحسب،  فبعد سبعة أشهر من تولى بومبيو لمنصبه ، لا يزال ما يقرب من نصف الوظائف الرئيسية في البلاد فارغة، فمثلا لم يعين بومبيو حتى الآن وظائف كبير المسئولين الماليين وأربعة من ستة وكلاء وزراء  بالإضافة إلى سفراء لمصر والأردن وباكستان وتركيا وغيرها. فيما منحت مناصب أخرى إلى مبعوثين خاصين لديهم اتصالات مع الحزب الجمهورى  تم تعيينهم من خارج المبنى. 
 
 
وختم جاكسون ديل مقاله قائلا إن بومبيو يستقبل معظم الأسئلة المتعلقة بأدائه بابتسامة وبضع الكلمات القليلة، الأمر الذى اعتبره الكاتب مهينا، حيث لم يكسبه سوى عدد قليل من الأصدقاء والحلفاء، ليبدو وأنه يقدم عرضا لجمهور واحد وهو ترامب.
 
 

الأكثر قراءة



print