الجمعة، 03 مايو 2024 10:38 ص

يتحدث عن دعم دول له والحقيقة أنها إيران فقط.. يحاول جذب السودان لصفه إلا أن الخرطوم لن تغامر بعلاقاتها من واشنطن لنصرته.. والدعم القطرى يعيد ملف دعمها للإرهاب إلى الواجهة

الليرة التركية تنهار وأردوغان يكابر

الليرة التركية تنهار وأردوغان يكابر الليرة التركية تنهار وأردوغان يكابر
الثلاثاء، 21 أغسطس 2018 08:30 م
كتب مصطفى عنبر

لا يزال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، يكابر فى تعامله مع الأزمة الدبلوماسية بين واشنطن وأنقرة، والتى أدت لانهيار الليرة والتأثير سلبا على الاقتصاد التركى بعد تشديد واشنطن العقوبات على تركيا.

 

فالحكومة التركية تتحدث عن أكثر من خيار فى مواجهة الأزمة مع الولايات المتحدة، إلا أن واقع الأمر يشير إلى أن خياراتها محدودة، حيث من المستبعد أن تجد بدائل لدى عدد من حلفائها لدعم استقرار الليرة التى انهارت إلى أدنى مستوياتها منذ بداية العام وفقدت حتى الآن أكثر من خمسى قيمتها.

 

وتقول تقارير صحفية إن كل المؤشرات تجمع على محدودية الخيارات التركية فى الحد من تبعات انهيار الليرة من جهة ومواجهة الضغوط الأميركية من جهة أخرى.

 

وتعليقا على الأزمة مع الولايات المتحدة، قال وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو، إنه لا يوجد بلد فى العالم ليست لديه بدائل.

 

وأضاف فى مؤتمر صحفى عقده الأربعاء الماضى مع نظيره السودانى الدرديرى محمد أحمد، فى إطار مؤتمر السفراء الأتراك العاشر، بالعاصمة أنقرة، أن بلاده تلقت دعما كبيرا من العديد من البلدان الصديقة والشقيقة والمجاورة فى الفترة الأخيرة بالتزامن مع الأزمة التى تشهدها مع الولايات المتحدة.

 

إلا أن تصريحات الوزير التركى تأتى مناقضة للواقع، حيث سارعت إيران فقط لدعم تركيا فى أزمتها مع الولايات المتحدة، إلا أن طهران بدورها تواجه ضغوطا أمريكية شديدة على خلفية الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى، واتخاذ واشنطن حزمة عقوبات مشددة يصعب معها على النظام الإيرانى مد يد العون لتركيا.

 

ويوم الجمعة الماضى ضاعف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الرسوم الجمركية على واردات الألومنيوم والصلب التركية، حيث جاء قرار ترامب بعد أيام من فرض واشنطن عقوبات على وزيرى العدل والداخلية التركيين، بعد رفض تركيا الإفراج عن القس الأميركى أندرو برانسون الذى يحاكم فى تركيا بتهم تتعلق بـ"الإرهاب والتجسس".

 

وتراهن تركيا فى الوقت الحالى على دعم دول حليفة مثل قطر وإيران وأيضا السودان لمواجهة الضغوط الأمريكية، إلا أن حلفاءها يواجهون بدورهم مشاكل متفاقمة.

 

ولا يمكن أن تغامر قطر والسودان بتوتير علاقتهما بالولايات المتحدة نصرة لأردوغان فى أزمته الدبلوماسية مع واشنطن، فالخرطوم تبنى آمالا كبيرة على إنهاء العقوبات الأمريكية التى رفع جزء منها، فيما أبقت الإدارة الأميركية على جزء آخر منها كما لم ترفع نهائيا اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب.

 

ولا تملك السودان من حيث الثقل السياسى والاقتصادى ما تمنحه لتركيا لمساعدتها على تجاوز أزمة الليرة، فالخرطوم غارقة فى أزمة سيولة وتواجه نذر احتجاجات اجتماعية واسعة.

 

أما قطر فإن أى خطوة باتجاه دعم الحليف التركى من شأنها أن تعيد ملف دعمها للإرهاب إلى الواجهة فيما تئن تحت وطأة ضغوط دولية وإقليمية للتخلى عن سياسة دعم وتمويل الإرهاب، وقد يهدد أى دعم لأردوغان مصالح قطر مع الولايات المتحدة.

 

ويظهر العديد من المسئولين الأتراك وهم يتحدثون عن تحسن وضع الليرة التركية، إلا أن تلك التصريحات تجانب الصواب حيث إن أزمة الليرة ظهرت منذ إعلان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة وهى الانتخابات الأخيرة التى فاز فيها بولاية رئاسية جديدة وهيمن حزبه على البرلمان.

 

وتسببت تصريحات أردوغان حول سعر الفائدة فى إرباك وضع الليرة ودفعتها إلى انهيار كبير، ما يشير إلى أن أسباب الانهيار تعود لسياسات الرئيس التركى ولا تعود إلى إجراء أمريكى بمضاعفة الرسوم على واردات الصلب والألومنيوم من تركيا.

 


print