الخميس، 28 مارس 2024 06:06 م

وكيل "دفاع البرلمان" يدعو لوقفة جادة لمواجهة الشائعات.. باحث سودانى: الأخبار الكاذبة هدفها إحباط المصريين وتجاهلها ينصرنا على الأعداء.. ومفكر إماراتى يطالب بغلق الفيس بوك

التجاهل هو الحل لوقف قطار الشائعات

التجاهل هو الحل لوقف قطار الشائعات التجاهل هو الحل لوقف قطار الشائعات
الخميس، 19 يوليو 2018 12:00 ص
كتب كامل كامل – رامى سعيد

لا يمر أسبوع واحد إلا وأن تصدر الحكومة المصرية، بيانات لتكذيب سيل من الشائعات والأكاذيب تظهر فجأة بشكل ممنهج عبر مواقع التواصل الاجتماعى بكل أنواعها، فمن زيف وكذب عن وزارة التموين بأنها قررت إلغاء الدعم ووضع مادة معينة فى دقيق الخبز تتسبب فى العقم لدى "الرجال والنساء" من أجل مواجهة الزيادة السكانية والحد منها، إلى الشائعة اللامعقولة بأن البيض البلاستيك غزى السوق المصرى وانتشر لدى الباعة والتجار بشكل مكثف وبسعر منخفض، تتصاعد الأكاذيب والشائعات، وتسبب فى حالات ارتباك لدى البعض وإحباط لدى الكثير.

اللافت فى الأمر أن هناك شائعات لا يمكن تصورها أو تخيلها؛ لأنها ليست منطقية، ورغم ذلك تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى كما تنتشر النار فى الهشيم، مما يدفع الجهات المسئولة لإصدار بيانات رسمية لمواجهة مثل هذه الشائعات، فهل هذا الأمر كافٍ أما علينا نحن كمواطنين فعل شىء للتعاون مع الجهات المسئولة لوقف قطار هذه الأكاذيب؟

 

تحذيرات من التعامل مع الأخبار اللقيطة عبر "السوشيال ميديا"

اللواء يحيى الكدوانى وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن السوشيال ميديا أصبحت مرتع للأنشطة غير المشروعة، كالتخابر والإرهاب وغسيل الأموال والدعارة وتجارة العملة وبث الشائعات، داعيًا الدولة ومؤسسات لوقفه جادة تجاه مواقع التواصل الاجتماعى.

وأوضح كدوانى لـ"برلمانى"، أن شعوب العالم استشعرت خطورة وسائل الاعلام وترويجها للأفكار الارهابية والشائعات فاتخذت ضدها مواقف واضحة وحاسمة، كبريطانيا التى أرغمت شركة "فيس بوك" على حذف كل الصفحات التى تدعو للإرهاب، والصين التى ألغت تطبيق "فيس بوك"، واستبدلته بتطبيق آخر يسهل مراقبة نشاطه.

 

وأشار وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى إلى ضرورة توعية المواطنين بخطور الأعمال التى تدار على مواقع التواصل الاجتماعى، والشائعات التى تروجها الجماعات الإرهابية من أجل زعزعة الاستتقرار، وإحداث الفرقة بين المواطنين، والتشكيك فى الرموز الوطنية.

 

دعوات لغلق موقع "الفيس بوك" للحد من الشائعات

على محمد الشرفاء الحمادى، المفكر الإماراتى، انتقد مروجى الشائعات داخل مصر، واصفا إياهم بالمفسدين الذين يسعون فى أرض مصر الفساد، مطالبًا الدولة المصرية بمواجهتهم بيد من حديد.

 

وقال"الشرفاء" فى تصريحات لـ"برلمانى" عن مروجى الأكاذيب: "الشائعات تسبب الفتن وتخلق صراعا فى المجتمع يهدد أمنه واستقراره، ولذلك لابد من تغليظ العقوبة على من يثب فعله ذلك" مستشهدا بقول الله تعالى :" يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ".

 

ودعا لغلق موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" للحد من هذه الشائعات، قائلا: "ينبغى قفل الفيس بوك كما فعلت بعض الدول، وعلى الدولة المصرية أن تضرب بيد من حديد"، مضيفًا: "أن من يبث شائعات وأكاذيب هم من الطابور الخامس فى خدمة المخطط الصهيونى واقرأوا كلمات النشيد الوطنى الإسرائيلى عندها ستعلمون أن عدوكم الرئيسى أعداء السلام بنى صهيون".

 

تجاهل الأخبار الكاذبة هو الحل لمواجهة الشائعات

الباحث السودانى نادر البدوى المتخصص فى حركات الإسلام السياسى، انتقد مروجى الشائعات داخل مصر، مؤكدا أن هدفهم الوصول بالشعب المصرى لحالة إحباط مما يؤدى إلى الموت الصامت، - على حد قوله -

 

وأرجع "البدوى" فى تصريحات لـ"برلمانى" بث هذه الشائعات والأكاذيب المزيفة إلى الإعلام الإخوانى الذى ينفذ أجندة خفية لصالح الغرب وتركيا، مؤكدا أن التنظيم الدولى للإخوان أطلق العنان إلى فضائية الجزيرة لبث هذا الجيل الجديد من الحرب فشاعوا الربيع وغيره من المسميات وسعوا خرابا والآن جاء دور الشائعات فانتبهوا أيها السادة من الموت الصامت".

 

وضرب الباحث السودانى مثالا بدراسة تكشف تأثر الشائعات على الإنسان، قائلا :" بعد انتهاء حرب أمريكا مع كوريا قام الجنرال "وليام ماير" المحلل النفسى فى الجيش الأمريكى بدراسة واحدة من أعقد قضايا تاريخ الحروب فى العالم، فقد تم أسر وسجن حوالى 1000 جندى أميركى فى تلك الحرب فى كوريا وتم وضعهم داخل مخيم تتوفر فيه كل مزايا السجون من حيث المواصفات الدولية، وقد كان هذا السجن مطابقا للقوانين الدولية من حيث الخدمات المقدمة للسجين ومن حيث معاملته، كما أنه لم يكن محصورا بسور عال كبقية السجون بل كان يمكن للسجناء محاولة الهروب منه إلى حد ما.

 

وتابع: "لكن التقارير كانت تشير إلى عدد وفيات فى هذا السجن أكثر من غيره من السجون، وهذه الوفيات ناتجة عن موت طبيعى! الكثير منهم كانوا ينامون ليلا ويطلع الصباح وقد توفوا! مضيفًا :"لقد تمت دراسة هذه الظاهرة لعدة سنوات وقد استطاع الجنرال "وليام ماير" أن يحصل على بعض المعلومات والاستنتاجات من خلال هذه الدراسة، ممثلة فى أن الرسائل والأخبار السيئة فقط هى التى كان يتم إيصالها إلى مسامع السجناء أما الأخبار الجيدة فقد كان يتم اخفاؤها عنهم، كما كانوا يأمرون السجناء بأن يحكوا على الملأ إحدى ذكرياتهم السيئة حول خيانتهم او خذلانهم لأحد أصدقائهم أو معارفهم".

 

واستطرد: "لقد كشفت التحقيقات أن هذه التقنيات كانت السبب فى تحطم نفسيات هؤلاء الجنود إلى حد الوفاة"، مضيفا: "اليوم لا نسمع سوى الأخبار السيئة"، مضيفًا :" فى هذه الأيام يسعى العدو لاختيار أسوأ الأخبار لإيصالها إلى أسماعنا ونحن نتقبلها دون وعى، فالأسعار مرتفعة، والبطالة فى ازدياد، وأصبحنا نلاحق الأخبار السيئة بل أدمنّاها ونحن نلاحظ كيف أننا أحيانا بداع وبدون داع نشتم أنفسنا ونستمتع بذلك، فقد أشعلوا فينا حس المناطقية بحيث يسخر كل منا من الآخر وفى الواقع الجميع يسخر من بعض ومع هذا لم نلتفت إلى هذه المؤامرات التى تشعرنا بأننا صرنا كالسجناء بدون سجن".

 

ورصد الباحث السودانى نادر البدوى، مجموعة خطوات تجنبنا خطر الشائعات والأكاذيب، قائلا :" ينبغى علينا ألا نستمع إلى الأخبار السيئة فقط، ولا إلى إرجافات المرجفين وتهويلاتهم بل ينبغى أن نمنح أنفسنا ومن حولنا الأمل بالقادم الأفضل، كما يجب علينا أن نحترم من حولنا رغم اختلافنا ونتوحد ضد الأعداء، وأن نمتلك العزة والطاقة الإيجابية لا السلبية بالأمل بالله سبحانه والثقة به وبنصره".

 

وتابع: "هكذا سنحطم السجن الذى أراد الأعداء أن يصنعوه بواسطة إعلامهم داخلنا ويعذبوننا فيه والجزيرة وإعلام الإخوان ينفذون ذلك بمهنية عالية".


print