الجمعة، 17 مايو 2024 11:40 ص

خبراء يقترحون تطوير المناهج وتحسين حال المعلم للقضاء عليها.. وأولياء أمور: الثانوية العامة الجديدة سوف تشعل سوق الدروس.. ونطالب بالكشف عن آليات تطبيقها

"النظام التراكمى".. هل يزيد من الدروس الخصوصية؟

"النظام التراكمى".. هل يزيد من الدروس الخصوصية؟ "النظام التراكمى".. هل يزيد من الدروس الخصوصية؟
الإثنين، 30 أبريل 2018 05:00 م
كتب محمود طه حسين

حالة من الجدل والخوف والقلق سيطرت وانتابت أولياء الأمور بعد إعلان وزارة التربية والتعليم عن تطبيق الثانوية العامة التراكمية القائمة على اختبار الطالب 12 امتحان خلال الـ" 3 سنوات بالمرحلة الثانوية، على أن تعقد الامتحانات على مستوى المدرسة، إضافة إلى اعتبار المجموع الطريق الوحيد لدخول الجامعة، مؤكدين أن الثانوية التراكمية ستزيد من العبء على الأسر فى الدروس الخصوصية، فهل تخوف أولياء الأمور فى محله؟

 

خبراء يجيبون على السؤال الصعب: هل تزيد الثانوية التراكمية من الدروس الخصوصية؟

أجاب عدد من خبراء التربية وأولياء الأمور، على السؤال الأهم فى منظومة الثانوية التراكمية والمتعلق بزيادة نسبة الدروس الخصوصية، مؤكدين، أن نجاح الثانوية التراكمية وتحقيق الهدف منها مرهون بعدة ضوابط رئيسية على رأسها أن لا يشمل التطوير فقط نظم الامتحانات، بل يجب أن يتم تطوير نظام التقويم وأيضا البيئة المدرسية وطرق التدريس وعودة الطالب للمدرسة وتحسين مستوى المعلم المادى.

 

حيث أكد، الدكتور ماجد أبو العنيين، عميد كلية التربية بجامعة عين شمس، إن القضاء على الدروس الخصوصية صعب، ولكن النظام الجديد إذا تم تطبيقه بضوابط وشروط سوف يخفف من حدة الدروس الخصوصية.

 

وقال الدكتور ماجد أبو العنيين: مخاوف أولياء الأمور حول تسبب الثانوية التراكمية فى زيادة الأعباء والدورس الخصوصية فيه مبالغة، مؤكدا لا يوجد مهرب من التطوير "ولازم ناخد الجرأة للتطوير والتغيير ومش هينفع نستمر زى ما إحنا كده".

 

وتابع عميد كلية التربية بجامعة عين شمس، لا تجوز المقارنة بين النظام القائم حاليا وخطة التطوير؛ لأن هناك حزمة من الإجراءات والتطوير الشامل وبشكل متكامل تتم ولا يجب النظر إلى الجزء الخاص بالدورس الخصوصية فقط، لأن المجموع سيكون عملية روتينية بالنسبة للطالب، لأنه ستكون هناك امتحانات قدرات والطالب يعرف إمكانياته الحقيقة وقدراته وسوف يلتحق بالكلية التى يرغب فيها.

 

وتابع عميد كلية التربية، لو نظرنا إلى تجربة البوكليت كانت فى بداية تطبيقة يوجد تخوف لدى أولياء الأمور، ولكن بعد نجاحه فرض نفسه وأصبح شىء عادى بالنسبة لأولياء الأمور، مؤكدا أن نفس التجربة تنطبق على الثانوية التراكمية لو كان هناك نوع من التطبيق الأمين وشروط محددة سوف يحقق التطوير الهدف منه وسيكون هناك تخفيف وتقليل للدروس الخصوصية.

 

من جانبه قال الدكتور حازم راشد، استاذ المناهج ووكيل كلية التربية لشئون خدمة المجتمع بجامعة عين شمس ومدير مركز المناهج السابق، إن مجرد التفكير فى حل أزمة الثانوية العامة يعد موقف ايجابى يستحق الإشادة به.

 

وأضاف الدكتور حازم راشد، إن مشكلة الثانوية العامة جزرية ممتدة لعشرات السنوات السابقة وتستفحل من وقت الأخر، ولكن لا بد وأن يكون التغيير فى الجوهر وليس الشكل، لافتا إلى مشكلة الدروس الخصوصية يمكن القضاء عليه فى الثانوية التراكمية إذا شمل التطوير كافة عناصر المنظومة وليس التقويم فقط.

 

وأوضح مدير مركز المناهج السابق، أن نجاح الوزارة فى القضاء على الدروس الخصوصية يحتاج إلى أن يمس التطوير طرق التدريس وإمكانيات المدرسة والمعلم لأن تلك العناصر عبارة عن منظومة متكاملة فيجب أن تتم بشكل متوازى ومتكامل، موضحا حال قيام المنظومة الجديدة على تغير التقويم فقط لن تكون غير فعالة.

 

وشدد الدكتور حازم راشد على أن تحسين عناصر المنظومة التعليمية من معلم ومدرسة وطرق تدريس يحتاج إلى إمكانيات مادية عالية ومرتفعة، متسائلا لماذا التعليم فى المدارس الدولية يحقق نجاحا؟؛ لأن المنهج مختلف وأيضا الكثافات داخل الفصل الواحد منخفضة وكذلك صلة تلك المدارس بولى الأمر وفى النهاية تحمل تلك التكلفة على ولى الأمر.

 وتابع الدكتور حازم راشد: لا بد وأن يطبق النظام الجديد على عينة محددة على سبيل التجربة للاستفادة من الأخطاء قبل تعميمه وهذا الأمر يتفق مع الاتجاه العام للدولة، قائلا: مينفعش تصحى الناس الصبح تلاقى النظام موجود ومطبق، مؤكدا حال فشل تجربة أى تطوير لن يحدث تغيير قبل 20 سنة على الأٌقل لأن الجميع سيكون خائف من أن تلاقى تجربة التطوير نفس المصير.

 

طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، قال: نتفق على أنه من أسباب انتشار الدروس الخصوصية "الامتحانات والتقويم والمناهج وطرق التدريس"، فالمناهج سببا لانها تعتمد على الحفظ والاستذكار، وطرق التقويم تحتاج أيضا إلى الحفظ، كما أن اختفاء دور المدرسة والتعليم المتمركز حول البيئة المدرسة أدى لانتشار تلك الظاهرة، موضحا حال مقارنة النظام الجديد بأسباب الدروس الخصوصية نجد أن المناهج وطرق التدريس وافتقاد دور المدرسة ما زال قائما، حيث إنه لا بد وللمناهج أن تعتمد على نظام الأنشطة بنسبة 70% وعودة دور المدرسة سواء من معلمين وطالب ومتابعات، إضافة إلى تغيير نظام التقويم الذى يستهدف النقد والابداع مؤكدا حال عدم توافر وتغيير تلك الأسباب فى النظام الجديد الثانوية التراكمية سوف تزيد الدروس الخصوصية ومن ثم فإن تخوف أولياء الأمور فى محله.

 

وأضاف طارق نور الدين أن محاربة الدروس الخصوصية، تبدأ من إزالة أسبابها وتحقيق نتائج عكسية لهذه الأسباب، موضحا أن تعدد الامتحانات فى الثانوية التراكمية لتصل إلى 12 امتحان حسبما أعلنت الوزارة، هو شكلا ايجابيا أما مضمونا فيعتمد على وضع آلية تضمن تكافؤ الفرص بين الطلاب فى الاماكن المختلفة خاصة أن الوزير الدكتور طارق شوقى أكد أن الامتحان على مستوى المدرسة.

 

وطالب طارق نور الدين، بأن تحدد الوزارة حد أدنى من الدرجات لكل عام على حده خلال ال 3 سنوات التراكمية حتى نضمن أن يكتسب الطالب المهارات والمعارف المستهدفة لكل عام وخروجا من أزمة التحايل على تعدد الامتحانات.

 

 

أولياء الأمور: الثانوية التراكمية لن تقضى على الدروس الخصوصية

عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم وأحد أولياء الأمور، أوضحت أن نظام الثانوية التراكمية المقرر تطبيقه سبتمبر المقبل، سيحدث شكل الدروس الخصوصية ويطورها بما يتماشى مع النظام الجديد، ولن يقضى عليها.

 

وأضافت عبير، أن كتب ومناهج الصف الأول الثانوى سبتمبر المقبل، لن تلغى والمناهج القديمة ستبقى كما هي، مشيره إلى أن الجديد فى الأمر إضافة نظام التابلت وعليه نفس المناهج وفيديوهات وطرق حديثة للتدريس، والطالب والمعلم سيستعينوا بالتابلت، وبالتالى سيحدث المعلم شكل الدروس الخصوصية بما تتماشى مع نظام الثانوية التراكمية الجديد.

 

وأوضحت عبير، أن وجود عدة امتحانات للنظام الجديد فى العام الواحد سيشعل سوق الدروس الخصوصية بين الطلاب وأولياء أمورهم من أجل الحصول على أعلى الدرجات، مؤكده أن عدم وجود امتحان موحد على مستوى الجمهورية فى النظام الجديد وجعله على مستوى كل مدرسة سيؤدى إلى عدم وجود عدالة.

 

وقالت علياء الجميلى، مؤسس جروبات الثانوية العامة، إن الثانوية التراكمية ستخفف العبء عن الطالب وسوف يبعد الطالب عن الضغوط لأن لدية أكثر من امتحان على عكس الثانوية الموجودة حاليا فالطالب يحدد مصيره فى امتحان واحد فقط، موضحة أن الفرص الكتير تمنح راحة للطالب، مشددة على أن المشكلة هى آلية تطبيق الثانوية التراكمية فنحن كأولياء أمور غير مدركين للفكرة وشكلها وننتظر توضيح الفكرة كاملة من قبل وزارة التربية والتعليم لتحديد مصير الثانوية التراكمية.

 

وأضافت علياء، أنه بالنسبة لمشكلة الدروس الخصوضية، أوضحت أنه من المتوقع أن تستمر كما هى فى السنة الأولى لتطبيق التجربة بإعتبار أن المناهج كما هى دون تغيير ولكن هتقلل بشكل كبير ويعتمد الطالب على التحصيل التكنولوجى من خلال مصادر التعليم المختلفة.

 

وأشارت إلى أن الامتحانات فى الثانوية التراكمية لن تمثل أى عبء على الطالب وستكون خفيفة وتختلف عن نظام البوكليت الموجود حاليا.

 

وقال خالد صفوت، أحد أولياء الأمور وأدمن جروب ثورة أمهات مصر، إن حقيقة ما إذا كان النظام التراكمى سيقضى على الدروس الخصوصية من عدمه، فالتجربة وحدها فقط هى القادرة على إثبات ذلك مع التحفظ على مخاوفنا الطبيعية كأولياء أمور.

 

وأضاف خالد صفوت، إنه رغم تأكيد الوزير على أن طريقة عرض المحتوى على التابلت سوف يكون هدفها قياس الفهم وليس الحفظ لدى الطالب، ولكن نرى أن ما يقضى على الدروس الخصوصية هو المحتوى الدراسى من حيث الكم والكيف وطريقة التقويم وعرض المحتوى، على أن يتم تجريم ظاهرة الدروس الخصوصية بقوانين وقرارات صارمة

 

وشدد خالد صفوت لا يجب أبدأ أن نتجاهل معاناة المعلم والطالب مع المحتوى ومضمون المنهج و تكدثه دون تغيير، موضحا أنه إذا لم يحدث تغيير فى كافة عناصر العملية التعليمية فلن يتم السيطرة على ظاهرة الدروس أو القضاء عليها لانها أصبحت أساس التعليم فى مصر لغياب المدرسة، مطالبا بضرورة الكشف عن كافة تفاصيل النظام الجديد والحكم عليها من منطلق العلم والمعرفة

 

كان الدكتور طارق شوقى، أكد فى تصريحات سابقة له أن الدروس الخصوصية سوف تموت أكلينيكيا مع التطوير الذى يحدث بالمنظومة، قائلا: ليس من المعقول أن يتم وضع نظام جديد للتعليم يحمل الأسرة والمجتمع أعباء مالية متمثلة فى ظاهرة الدروس الخصوصية.


print