الأربعاء، 24 أبريل 2024 11:55 م

الصحة: نتصدى بقوة لهذه الظاهرة من خلال الندوات والقوافل الطبية وتحذير الأطباء.. و"القومى للمرأة": نحارب هذه العادة من خلال توعية الفتيات بخطورتها فى حملات طرق الأبواب

ختان الإناث بسوهاج آفة مستمرة

ختان الإناث بسوهاج آفة مستمرة ختان الإناث
الثلاثاء، 06 فبراير 2018 05:00 م
سوهاج – عمرو خلف
أصبحت قضية ختان الإناث فى محافظة سوهاج، مشكلة حقيقية، لما تمثله هذه العادة من خطورة على الفتيات فى القرى والمراكز حتى الآن، وذلك لاقتناع العديد من الأسر بهذه العادة، ولكن مع الوقت بدأت تنحدر تماما بعد قيام مديرية الصحة والمجلس القومى للمرأة بالمحافظة بتوعية الفتيات، من خلال إقامة الندوات فى القرى والمراكز بخطورة هذه العادة، وتأثيرها على الفتيات بعد الزواج.

"برلمانى فتح ملف ختان الإناث، وقالت فى البداية الدكتورة منى حنا المشرف الطبى لتنظيم الأسرة بمديرية الصحة بسوهاج، أن قضية ختان الإناث موجودة بالفعل فى محافظة سوهاج، فى عدد من المراكز، منها جرجا ودار السلام وأخميم، ولكنها بأعداد قليلة، وتقوم مديرية الصحة بعقد الندوات والمؤتمرات فى القرى والمراكز من خلال القوافل الطبية، بالإضافة إلى التنبيه على الأطباء و"الدايات" بتجريم ومنع إجراء ختان الإناث.

 

وأضاف الدكتورة منى، أن القوافل الطبية تقوم بتوعية الأسر والسيدات والفتيات بخطورة هذه العادة بصفة مستمرة، ومعاقبة القانون عليها بالحبس فى حالة إجرائها، مشيرة إلى أن الصحة لم تضبط أو تحرر محاضر للفتيات أو الأطباء حتى الآن، مؤكدة أن اجرائها يتم فى الخفاء وبدون معرفة أحد.

 

أما الدكتورة سحر وهبى مقررة المجلس القومى للمرأة بمحافظة سوهاج، فقالت أن المجلس قام من خلال حملات طرق الأبواب فى الفترة من أكتوبر 2016 حتى أكتوبر 2017 فى 12 مركز بالمحافظة، وشملت الحمله زيارة لعدد 25 قرية وتوابعها، وتم استهداف توعيه لعدد 50 ألف سيدة وفتاة ريفية، ومن خلال عده رسائل منها محاربه ختان الإناث، وتوضيح الآثار الناجمة عنه والمخاطر، وشرح قانون تجريم فعله، وذلك من خلال آراء الأطباء ورجال الدين المسلم والمسيحى، ودكاترة علم النفس والاجتماع الذين تم الاستعانة بهم فى ندوات التوعية.

 

وأضافت الدكتورة سحر، أن قضية ختان الإناث انخفضت جدا الفترة الماضية، وذلك عن طريق حملة طرق الأبواب، ويتم عرض الفتيات على الأطباء، ويقوم المجلس بتوعية السيدات بخطورة هذه العادة وكذلك توعيتهم من الناحية الدينية، وأنها من العادات الخاطئة، ويكون مع حملة طرق الأبواب طبيبة نساء ومتخصص فى علم النفس لتوضيح الآثار النفسية على الفتاة من جراء ذلك.

فيما يقول الشيخ عبد الرحمن اللاوى مدير المساجد بمديرية الأوقاف بسوهاج، أن ختان الإناث لا يقوم على دليل واحد صحيح على كونه واجبا أو سنة أو مكرمة، ويقول العلامة شمس الحق العظيم آبادى: «وحديث ختان المرأة رُوى من أوجه كثيرة وكلها ضعيفة معلولة مخدوشة لا يصح الاحتجاج بها كما عرفت، وقال ابن المنذر: ليس فى الختان (أى للإناث) خبرٌ يُرجَع إليه ولا سُنَّةٌ تُتَّبَع.

 

وأضاف الشيخ اللاوى، أن الإسلام يحرص على ما فيه خير الإنسان ونفعه، وينظر إلى قيمة الإنسان وحرمة جسده وحقه فى أن ينعم سواء أكان رجلا أم امرأة بصحة جسدية ونفسية سليمة وكريمة، وذلك استنادا إلى قول "الرسول"- صلى الله عليه وسلم- "لا ضرر ولا ضرار"، وقد أجمع علماء الطب على أن لختان الإناث أضراره الطبية والنفسية مما تتعرض له المرأة من حرمان جزئى أو كلى من الوظائف الطبيعية لهذه الأعضاء على حسب درجة ونوع القطع الذى يحدث من جراء الختان، وما تتعرض له المرأة من مضاعفات وأخطار صحية تعانى منها المرأة طوال حياتها.

 

وأشار الشيخ اللاوى، أن من الخطأ الشائع على ألسنة العوام مقولة أن الختان تهذيب لشهوة المرأة، لأن العلماء المتخصصين يقولون أن الرغبة الجنسية لدى الرجل أو المرأة يحددها العقل وليس للأعضاء الجنسية فيها دور، فالعقل هو الذى يعطى أوامره للأعضاء فتطيعه، وأن التهذيب الحقيقى للرغبة الجنسية سواء للرجل أو المرأة إنما يأتى من خلال التربية السليمة والنشأة الطيبة والتخلق بالأخلاق الحسنة الكريمة، التى تكون عاصمة لصاحبها من الوقوع الزلل أو الإصابة بالخلل.

وقال الشيخ عبد الرحمن اللاوى، أن دار الإفتاء حذرت من الانجرار وراء تلك الدعوات التى تصدر من غير المتخصصين لا شرعيًّا ولا طبيًّا، والتى تدعو إلى الختان وتجعله فرضًا تعبديًّا، مؤكدة أن تحريم ختان الإناث فى هذا العصر هو القول الصواب الذى يتفق مع مقاصد الشرع ومصالح الخلق، وبالتالى فإن محاربة هذه العادة هو تطبيق أمين لمراد الله تعالى فى خلقه، وبالإضافة إلى أن ممارسة هذه العادة مخالفة للشريعة الإسلامية فهى مخالفة كذلك للقانون، والسعى فى القضاء عليها نوع من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وأن قضية ختان الإناث ليست قضية تعبدية فى أصلها، ولكنها قضية ترجع إلى العادات والتقاليد والموروثات الشعبية، وأصبحت له مضار كثيرة جسدية ونفسية؛ مما يستوجب معه القول بالتحريم.

 

 


الأكثر قراءة



print