الجمعة، 03 مايو 2024 08:17 م

بالصور.. أطفال قرية بناويط بسوهاج يهربون من التعليم ويعملون فى جمع الخردة.. أحد الأطفال: نجمع الخردة طوال اليوم مقابل 30 جنيها يوميا.. ويطالبون بمصنع لتصنيع المخلفات وتوفير فرص عمل لهم

التسرب من التعليم شبح يهدد دائرة المراغة

التسرب من التعليم شبح يهدد دائرة المراغة
الإثنين، 22 يناير 2018 08:00 ص
سوهاج – عمرو خلف

كارثة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى تلقى بظلالها على قرية بناويط التابعة لمركز المراغة بمحافظة سوهاج بعدما اضطر ما يقرب من 2000 تلميذ من المتسربين من التعليم وشاب من القرية للعمل فى جمع الخردة لمواجهة الفقر ومساعدة أسرهم على نفقات الحياة الصعبة.

الاطفال يجمعون الخردة على عربة الكارو
الاطفال يجمعون الخردة على عربة الكارو

انتقل "برلمانى" إلى قرية بناويط بمركز المراغة والتقى بعض الأطفال المتسربين من التعليم والشباب، فقال فى البداية أحد التلاميذ المتسربين من التعليم ويدعى أحمد راضى، أنه خرج من المدرسة وهو فى الصف السادس الابتدائى للعمل فى جمع الخردة فوالده متوفى مما دفعه إلى العمل للإنفاق على الأسرة فيقوم صباحا مثل زملائه فى جمع الخردة من جميع الأماكن بالقرية وبعض القرى المجاورة وهى عبارة عن بلاستيك أو عبوات صفيح أو كراتين أو حديد ونحاس وغيرها ثم وضعها فى أجولة بعد فرزها وبيعها للتجار وفى آخر اليوم يحصل على مبلغ 30 جنيها.

ويضيف أحمد أنه يعمل صباحا وحتى المغرب كل يوم بعربة كارو للبحث عن الخردة فى كل مكان ثم يعود مساء إلى التاجر ومعه البضاعة فيقوم بفرزها ويحصل على المبلغ حسب العمل وبعدها يقوم التاجر بكبس الخردة وبيعها إلى المصانع.

 

جوالات الخردة
جوالات الخردة

ويطالب أحمد المسئولين فى محافظة سوهاج بإنشاء مصنع خردة لهم للعمل فى القرية وإعادة بيع الخردة، وكبسها حيث أن التجار يقومون ببيع الخردة بعد كبسها إلى المصانع الأخرى فى محافظات أسيوط والقاهرة.

 

فيما يقول إبراهيم إسماعيل أحد المتسربين من التعليم أنه خرج من الدراسة فى الصف الأول الثانوى لمساعدة والده فى نفقات الحياة والمعيشة الصعبة فاضطر إلى العمل فى جمع الخردة، حيث أن القرية مشهور عنها جمع الخردة فيذهب صباحا إلى العمل لجمع الخردة من القرية أو القرى المجاورة بعربة كارو ثم يعود لفرزها وبيعها للتاجر فى القرية بمبلغ 20 أو 30 جنيها يوميا حسب نوع الخردة فهناك الصفيح والكرتون والنحاس والبلاستيك وكل نوع حسب سعره.

 

احد اماكن جمع الخردة
احد اماكن جمع الخردة
 

ويضيف إبراهيم أن جمع الخردة يوفر له شهريا 900 جنيه تساعد أسرته خاصة وأنه لم يجد بديلا إلا عدم الذهاب للمدرسة والعمل لمساعدة والده مطالبا بإنشاء مصنع للخردة فى القرية لتوفير فرص العمل للشباب والأطفال.

 ويقول أحمد عمر، أحد العاملين فى الخردة، أنه خرج من التعليم فى الصف الثالث الإعدادى نظرا للظروف الصعبة التى تمر بها أسرته ولم يجد بديلا لذلك سوى العمل فى جمع الخردة مثل بقية زملائه من المتسربين من التعليم فيقوم صباحا بالبحث عن الخردة فى جميع الأماكن فى القرية وغيرها وفى نهاية اليوم يقوم ببيعها لتجار الخردة فى القرية حسب الكيلو ونوع الخردة ويحصل على 30 أو 40 جنيها تساعده على الإنفاق على الأسرة ومساعدة والده، مطالبا بإنشاء مصنع للخردة فى القرية، حيث توجد قطعة أرض فضاء تسمى: "سيالة المياه الحمراء" كما توجد بجوارها قطعة أرض أخرى تبرع بها أحد المواطنين تصلح لإقامة مصنع يتبناه أحد رجال الأعمال لتدوير الخردة.

 

الاطفال والمتسربين من التعليم بعد جمع الخردة
الاطفال والمتسربين من التعليم بعد جمع الخردة

 

فيما قال أحد الشباب والعاملين فى الخردة بالقرية، أن أغلبية شباب وأطفال القرية يعملون فى جمع الخردة منذ سنوات طويلة بعدما اشتهرت بها فهى أكبر قرية فى جمع الخردة ولم نجد بديلا سوى العمل بها، لعدم وجود فرص عمل والظروف الصعبة للقرية، ويكون العمل من 7 أو 8 ساعات يوميا ولكن الظروف القهرية دفعتنا للعمل فى الخردة ليكون لنا مصدر رزق يتعايش منه الأهالى ونطالب بمساعدتنا فى الحصول على قطعة أرض لبناء مصنع عليها لتوفير فرص العمل لشباب القرية.

 

طفل صغير يعمل فى جمع الخردة
طفل صغير يعمل فى جمع الخردة

ومن جانبه قال محمد عبد الحميد إمبابى رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة المراغة، أن إنشاء المصنع لا بد أن يكون خارج الكتلة السكنية وليس بداخل القرية لأنه لا توجد أرض أملاك دولة داخل القرية ومن المفترض إنشائه غرب طهطا أو المنطقة الصناعية.

 

وأضاف إمبابى، أنه يجب على الأهالى التقدم بطلب لمحافظ سوهاج لعمل دراسة جدوى لإنشاء هذا المصنع والموافقة عليه من قبل المحافظ أولا لأن المصنع يحتاج إلى قطعة أرض وبنائه يتكلف كثيرا.

 

أحد الاطفال يجمع الخردة
أحد الاطفال يجمع الخردة

 

متسرب من التعليم يعمل فى الخردة
متسرب من التعليم يعمل فى الخردة

 


print