وانفردت الصحيفة الأمريكية بكواليس الاجتماع الذى عقد منتصف الأسبوع الماضى، مشيرة فى تقرير لها اليوم إلى أن ملفات نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالمدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل كان محل نقاش حامٍ بين ترامب ونائبه مايك بينس ووزير خارجيته ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع جيم ماتيس والسفير الأمريكى لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، حيث تم بحث كيفية التعامل مع الموعد النهائى الخاص بشأن تجديد الأمر المؤقت الخاص بإبقاء السفارة الأمريكية فى تل أبيب.
ترامب ونتنياهو
وتوقع العديد من المشاركين الذين حضروا الجلسة، وفقا لمسئولين وغيرهم ممن كانوا على دراية بالمناقشة، أن البيت الأبيض سوف يؤجل مرة أخرى خطوة الاعتراف، غير أنه تم إصدار بيان بأن ترامب يبقى على وعده الانتخابى بنقل السفارة.
ولا توجد أى سفارة حاليا فى القدس، حيث توجد سفارات 86 بلدا حول العالم فى تل أبيب باعتبارها عاصمة إسرائيل، غير أن قضية نقل سفارة واشنطن ليست من بنات أفكار ترامب، ففى عام 1995 أصدر الكونجرس قانونا يفرض على الحكومة الأمريكية نقل سفارتها الى القدس، حيث قال المؤيدون إنه ينبغى على الولايات المتحدة احترام خيار إسرائيل للقدس عاصمة لها والاعتراف بها على هذا النحو.
ومع ذلك لم يمتثل أى من الرؤساء الأمريكيين، بيل كلينتون وجورج دبليو بوش أو باراك أوباما، للقرار، لاعتبارات تتعلق بمصالح الأمن القومى. وكل ستة أشهر، يستخدم الرئيس السلطة الرئاسية فى التحايل على خطوة نقل السفارة، وستكون المرة القادمة لمراجعة تنفيذ القرار، الأربعاء المقبل.
وقال شخصان على إطلاع بالاجتماع، إنه خلال مناقشة استمرت ساعة تقريبا، فإن ترامب، الذى ظل لفترة أطول من المتوقع، بدا غاضبا ومنفعلا مما يراه إفراط فى الحذر البيروقراطى. وأعرب عن إحباطه إزاء محاولات التراجع خشية من رد الفعل المحتمل من قبل الفلسطينيين ومؤيديهم.
ديفيد فريدمان فى لقاء سابق مع نتنياهو
وتقول الصحيفة: إن اللقاء أسفر عن مجرد اقتراح لا يزال قيد المناقشة بشأن التنازل عن الخطوة لكن مع إعلان أن الولايات المتحدة تعتبر القدس عاصمة لإسرائيل، ذلك بحسب مسئولين. وهو ما يمثل تغيرا عن الموقف الأمريكى طيلة عقود، الذى يعتبر القدس أرض متنازع عليها وأن وضعها يجب أن يخضع للتفاوض.
وبحسب متحدث باسم البيت الأبيض فإن الرئيس الأمريكى لا يزال ينظر فى خيارات عدة وليس لديه ما يعلنه حاليا. وتقول "واشنطن بوست" أن الولايات المتحدة تتعامل بالفعل مع القدس باعتبارها مقر الحكومة الإسرائيلية، حيث تعقد اللقاءات ولديها قنصلية كبيرة تمثل مقر لتواصل الدبلوماسى مع الفلسطينيين فى الأراضى المحتلة.
وتشير الى أنه فى مذكرة سرية تم إرسالها الى سفاراتها فى الشرق الأوسط عقب اللقاء، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية، من اضطرابات محتملة واحتجاجات مناهضة للولايات المتحدة، الأسبوع الجارى، بسبب الإعلان المحتمل الخاص بالسفارة الأمريكية، ذلك بحسب مسئولين أثنين تحدثوا للصحيفة شريطة عدم ذكر أسمائهم.
القدس لا تزال محل جدال
كما أبدت وزارتا الدفاع والخارجية الحذر بشأن مخاطر أمنية محتملة تتعلق بتغيير وضع السفارة، بالإضافة إلى مسائل قانونية ودبلوماسية. وحذر مسئولون من الخارجية الأمريكية أن الاعتراف الصريح بالقدس عاصمة لإسرائيل يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولى.
وكان مايك بنس صرح، الثلاثاء الماضى، أن الرئيس الأمريكى يفكر جديا بنقل السفارة إلى القدس.
وعام 1989، أجرت إسرائيل للولايات المتحدة قطعة أرض فى مدينة القدس لبناء سفارة جديدة، بتكلفة 1 دولار سنويا لمدة 99 سنة. غير أنه حتى يومنا هذا لم تنتفع واشنطن من الأرض ولا تزال فارغة. غير أنه توجد القنصلية الأمريكية فى القدس، لذا توقعت شبكة "سى.إن.إن" الأمريكية، أنه فى حال قرار نقل السفارة فإنه إما أن يتم البناء على قطعة الأرض الفارغة أو تحويل قنصليتها الى سفارة.
ومن جانب آخر قالت صحيفة الإندبندنت، البريطانية، إنه على الرغم من المشاورات المكثفة التى أجراها البيت الأبيض مع قادة عرب بشأن الأمر، إلا أن الخطوة من المتوقع أن تثير ردود فعل غاضبة.