أمطار الشتاء تهدد عقارات الإسكندرية

موسم جديد من الشتاء، وهطول الأمطار الذى يهدد العقارات الآيلة للسقوط بالإسكندرية، حيث أصبحت الإسكندرية القديمة تحت رحمة الأمطار، وهو الأمر المتكرر فى كل عام، حيث تشهد الإسكندرية سلسلة من الانهيارات الجزئية أو الكلية للعقارات القديمة، والتى قد يكون البعض منها مأهول بالسكان، أو تم إخلاؤه من قبل، لما يمثله من خطورة داهمة على السكان.

 

ومنذ بداية الشتاء فى شهر أكتوبر الماضى من العام الجارى، شهدت الإسكندرية سلسلة جديدة من الانهيارات للعقارات القديمة والآيلة للسقوط، انحصرت تلك الانهيارات فى نطاق الاحياء القديمة بالإسكندرية والتى تحتوى فى نطاقها على عدد كبير من العقارات القديمة نظرا لقدم تاريخ تكون تلك الأحياء، يأتى فى مقدمتها حى غرب وحى الجمرك وحى وسط.

 

 

5617 عقارا قديما.. حى غرب فى المقدمة يلية حى الجمرك ثم وسط

 

 

وفق الإحصائية الأخيرة التى أجرتها محافظة الإسكندرية فى 15 سبتمر 2017، لبيان العقارات التى تمثل خطورة على أرواح السكان، فقد تبين أن الإسكندرية بها 5617 عقارا آيل للسقوط، جاء حى غرب فى مقدمة الاحياء التى تحتوى على عقارات أيلة للسقوط بواقع 2106 عقارات، يلية حى الجمرك بواقع 1141 عقارا، ثم حى وسط بواقع 916 عقارا آيل للسقوط، ووفق الإحصائية تنوعت أسباب عدم تنفيذ قرارات الإزالة ما بين صعوبة فى التنفيذ حرصا على أساسات العقار فى حالة تخفيف الأحمال، يوجد عقارات مأهولة بالسكان ويرفضون الإخلاء، بالإضافة إلى وجود بعض العقارات لديها حكم قضائى.

 

 

انهيار 5 عقارات منذ بداية الشتاء يسفر عن وفاة شخص وإصابة آخرين

وشهدت محافظة الإسكندرية سلسلة جديدة من الانهيارات منذ بداية الشتاء فى أكتوبر الماضى وحتى الآن، جاء معظمها فى حى غرب، حيث وقع انهيار عقار قديم بشارع أحمد راشد بالمتراس بنطاق حى غرب الإسكندرية، مكون من أرضى وثلاثة أدوار مأهول بالسكان دون وقوع خسائر بالأرواح، وقد قام محافظ الإسكندرية بتوفير سكن بديل فى مساكن توشكى التابعة للمحافظة، إلا أن السكان رفضوا العرض بسبب بعد المساكن عن مكان إقامتهم، وتم توفير سكن بديل بالتبرع من النائب أشرف رشاد عثمان نائب الدائرة.

 

فيما وقع حادث سقوط العقار الكائن بـ٣١ شارع الشعرانى متفرع من شارع أسوان بجوار جبل ناعسة كرموز بنطاق حى غرب، والذى سقطت أجزاء منه، وهو عقار مأهول بالسكان ومكون من دور أرضى و2 دور علوى، مما أسفر حالة وفاة وهى لشخص يبلغ من العمر 33 عاما واسمة محمد أبو زيد حسين.

 

كما أسفر الحادث عن إصابة أبو زيد محمد حسين عبد الراضى 56 سنة، مصاب باشتباه ما بعد الارتجاج، واشتباه كسر بالساق الأيسر، وتم نقلة إلى المستشفى، وهو ما دعا المحافظ إلى إصدار تعليماته بتكثيف تواجد فرق الدفاع المدنى والإسعاف ووحدة التدخل السريع بالمحافظة، ورفع درجة الاستعداد القصوى بجميع أجهزة المحافظة والمرافق والمستشفيات

 

و تواصلت سلسلة الانهيارات فى نطاق حى غرب، حيث وقع انهيار عقار بالكامل مهجور خالى من السكان بـ ٣٨ شارع المشهور من شارع النيل كرموز نطاق حى غرب، وأثناء الانهيار أصيب شخصان من المارة كبار السن وتم نقل إحداهما إلى مستشفى الجمهورية والآخر لمستشفى الأميرى الجامعى، وذلك لتلقى العناية الطبية اللازمة، وتبين من الفحص أنه عقار مكون من دور أرضى و2 دور علوى، صادر له قرار إزالة، وتم انهياره بالكامل.

 

 

أما حى وسط الإسكندرية فقد شهد انهيار أجزاء من العقار 3شارع الذهبى ، حيث تبين سقوط واجهة العقار على شارع الذهبى، وهى عبارة عن جزء من الدور الأول علوى مع سقوط سقف الدور الأرضى لنفس الجزء، وكان العقار خالى من السكان ولم تحدث أى إصابات، وبالرجوع لسجلات الإدارة الهندسية بالحى، تبين صدور قرار هدم للعقار رقم 24 لسنة 2011 وتحرر محضر لمالك العقار رقم 48 بتاريخ 7 / 9 / 2011 لعدم تنفيذ القرار.

 

وشهد حى وسط واقعة أخرى، هى انهيار جزئى فى العقار 13 حارة دندرة بمنطقة العطارين، وتقرر إخلاء 3 عقارات وبهم أسرتين فقط، مجاورة للعقار المنهار، وتبين أن العقار صادر له قرارا هدم حتى سطح الأرض لم ينفذ، وأنه كان خالى من السكان.

 

وأخيرا لحق حى الجمرك بالأحياء السابقة، فشهد حالة انهيار واحدة حتى الآن، وهى لعقار بشارع سيدى محمد العريان بحى الجمرك غرب الإسكندرية، مكون من أرضى وأول علوى دون حدوث إصابات.

 

محافظ الإسكندرية: توفير سكن بديل وهدم العقار على نفقة المحافظة لحين سداد النفقات

من جانبه أكد الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية، أن المحافظة حريصة على الاهتمام بملف العقارات القديمة والآيلة للسقوط، وأشار فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أن هناك 5617 عقارا يمثل خطورة على السكان، وأن المحافظة بدأت فى انتهاج سياسية جديدة للحد من كوارث انهيار العقار على رؤوس السكان نظرا لتقاعس المالك عن الترميم أو الهدم، حيث بدأت محافظة الإسكندرية بانتهاج تلك السياسية منذ وقوع كارثة عقار الازاريطة المائل، حيث تم إخلاء السكان جبريا وهدم العقار والتحفظ على الأرض لحين سداد السكان قيمة الإزالة والهدم، مؤكدا على أن المحافظة تعمل حاليا إيجاد حلول تلك المشكلة وتوفير سكن بديل فى الحال للسكان المتضررين فى المساكن الاجتماعية التابعة للمحافظة.

 

وأشار محافظ الإسكندرية، إلى أن المحافظة قد قامت مؤخرا بتشكيل وحدة التدخل السريع، موضحا أن مهام الوحدة هى رصد وتنفيذ الإزالات للمخالفات الفورية، وإيقاف أى أعمال للبناء المخالف أو التعدى على أملاك الدولة، والتحفظ على مواد البناء والمعدات المستخدمة فى المخالفات، والتدخل فى حالة انهيار العقارات القديمة

 

وأشار إلى الوحدة مكونة من فريق تنفيذى من عاملين وفنيين ومهندسين يتم إختيارهم من خلال مجلس إدارة الوحدة والعمل كنوبتجيات على مدار ٢٤ ساعة يوميا، وفور إبلاغ الوحدة بأى مخالفة يتم التحرك لتنفيذ الإزالات للمخالفات فورا حيث تقوم الوحدة بالتنسيق مع رئيس الحى الذى تقع به المخالفة لاستكمال كافة الإجراءات القانونية.