الأحد، 19 مايو 2024 01:03 م

عملاق الأسمنت أمام جهات التحقيق فى اتهامها بتمويل التنظيم.. الادعاء الفرنسى يحتجز 3 مسئولين.. وتقارير: تعاملت تجارياً مع دواعش وقدمت رشوة شهرية لضمان بقائها فى سوريا

"لافارج" فى الزنزانة والسبب "داعش"

"لافارج" فى الزنزانة والسبب "داعش" مقاتلو داعش
الخميس، 30 نوفمبر 2017 10:00 م
كتب: محمد أبو النور
ظن مسؤلو شركة لافارج الفرنسية ـ السويسرية عملاق صناعة الأسمنت فى العالم أن التعامل مع تنظيم داعش لتأمين الحصول على المكاسب التجارية سيستمر وأن التنظيم سيواصل حكمه لبادية الشام وستقام له دولة، غير أن الواقع كان على العكس من ذلك، فقد انهزم التنظيم فى كل المعارك التى خاضها فى العامين الأخيرين وباتت هيمنته على أجزاء واسعة من سوريا والعراق فى حكم الماضى، وهو الأمر الذى لم يكن كارثيا على أبى بكر البغدادى فحسب، بل على الشركة العالمية أيضا.

 

 

تحقيقات مع المسؤوليين

 

فقد ذكرت تقارير إخبارية أن المحققين الفرنسيين استجوبوا 3 أشخاص فى إطار التحقيق فى أنشطة مجموعة "لافارج هولسيم" للأسمنت والتشييد فى سوريا، وقد جرى استجواب مسؤولين كبيرين هما رئيسان سابقان للشركة فى سوريا ومدير سابق للأمن فى لافارج التى اندمجت مع شركة هولسيم السويسرية عام 2015، أمس الأربعاء.

يأتى هذا بعد شهور من التحقيقات بدأها الادعاء الفرنسى فى يونيو الماضى على خلفية اتهامات للافارج بـ"تمويل كيان إرهابى" وتقديمها أموالا لجماعات محظورة، بينما خلص تحقيق داخلى مستقل إلى أن تقديم أموال لوسطاء بغرض إبقاء مصنع الشركة فى منطقة جلابية بشمال سوريا مفتوحا لا يتماشى مع سياسات الشركة.

 

وبالرغم من كل هذا لايزال مدير الأمن المتهم فى القضية يعمل فى الشركة فى حين أن مديريها السابقين بسوريا لم يعودا يعملان لدى المجموعة الفرنسية، وفى إبريل الماضى قال إريك أولسن رئيس لافارج هولسيم التنفيذى، إنه سيترك الشركة بعدما أقرت بأنها دفعت أموالا لجماعات مسلحة بغرض استمرار عمل مصنعها فى سوريا.

 

 

عن تمويل داعش

 

وفى وقت سابق من الشهر الحالى نقلت تقارير إعلامية فرنسية عن مصادر لم تسمها أن شرطة باريس توصلت إلى معلومات تفيد بأن فرع الشركة فى سوريا يعمل لمساعدة داعش وتمويلهم وتبادل العمليات التجارية معهم وهو ما يصب إيجابياً لصالح التنظيم الإرهابى.

 

ودهم المحققون الفرنسيون، فى باريس مقر مجموعة لافارج التى يشتبه بأنها مولت بطريقة غير مباشرة جماعات إرهابية فى سوريا بينها تنظيم داعش، كما ذكر مصدر قريب من التحقيق والمجموعة الفرنسية السويسرية للاسمنت، يوم الثلاثاء 14 نوفمبر الجارى.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناطق باسم لافارج قوله إن "المحققين الفرنسيين يقومون بتفتيش مكاتبنا"، مؤكدا بذلك معلومات بثتها اذاعة "فرانس انتر"، عن رغبة السلطات الفرنسية فى تحديد العلاقات المفترضة التى ربطت بين المجموعة العملاقة وتنظيم داعش لمواصلة تشغيل مصنعها فى جلابية بشمال سوريا فى عامى 2013 و2014، وهى الفترة الزمنية التى شهدت بزوغ التنظيم كحاكم مطلق لمنطقة بادية الشام الواقعة بين غربى العراق وشرقى سوريا.

 

 

تاريخ الواقعة

 

وفى الشهر الماضى بدأت النيابة العامة الفرنسية الاستماع إلى أقوال الشهود من مسئولى مؤسسة مصانع "لافارج هولكيم" لإنتاج الأسمنت المملوكة جزئيا للقطاع العام الفرنسى، حول مزاعم قيام فرع المؤسسة فى سوريا بتقديم "إتاوات" مالية لتنظيم "داعش" الإرهابى مقابل كف الأذى عن المصانع والعاملين فيها، وهو ما يتعارض كليا مع القانون الفرنسى والنظام الداخلى للشركة.

 

وروت وسائل الإعلام الفرنسية أن من بين شهود الإثبات 3 من العاملين بفرع المصنع فى سوريا منذ عام 2014، وهو العام الذى بدأت فيه المؤسسة تقديم "الإتاوات المالية" لقادة الجماعات المسلحة المتناحرة فى سوريا من بينها "داعش" و"جبهة النصرة" التابعة للقاعدة بواقع 20 ألف دولار شهريا نظير عدم الاستهداف وطلبا للسلامة.

 

 

 

ميادين القتال فى سوريا

 

وكشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية، الذائعة أن كبرى مؤسسات إنتاج الأسمنت ومواد البناء فى العالم "لافارج هولكيم"، والتى تتخذ من فرنسا وسويسرا مقارا لها قدمت "إتاوات ورشى مالية" لمسئولى تنظيم "داعش" وكذلك لقياديين فى "جبهة النصرة" للإبقاء على خطوط إنتاج الأسمنت التابعة لها فى سوريا تعمل بعيدا عن سطوة التنظيمات التكفيرية فى البلاد.

 


الأكثر قراءة



print