الإثنين، 06 مايو 2024 12:15 م

انتقادات داخل المنظمة لاستخدام الدوحة سلاح المال.. وعلامات استفهام حول تصويت دول أفريقية ضد الإجماع القارى بدعم "مشيرة خطاب"

انتفاضة فى اليونسكو ضد شراء أصوات للمرشح القطرى

انتفاضة فى اليونسكو ضد شراء أصوات للمرشح القطرى انتفاضة فى اليونسكو ضد شراء أصوات للمرشح القطرى
الثلاثاء، 10 أكتوبر 2017 12:07 ص
باريس- يوسف أيوب
انتهت الجولة الأولى من انتخابات المدير العام الجديد لليونسكو بحصول المرشحة المصرية مشيرة خطاب، على 11 صوتا، فيما حصل حمد بن عبد العزيز الكوارى من قطر، على 19 صوتا، وأودريه أزولاى من فرنسا 13 صوتا، وفولاد بلبل أوجلو من أذربيجان صوتين، وفام سان شاو من فيتنام على صوتين، وكيان تانج من الصين على خمسة أصوات، وفيرا خورى لاكويه من لبنان 6 أصوات.
 
 
وأثار حصول المرشح القطرى على 19 صوتا فى الجولة الأولى استغراب عدد كبير من الدول الأعضاء فى اليونسكو، ووفقا لما سمعناه من مندوبى عدد من الدول بالمنظمة، فهناك شبه يقين لديهم أن قطر نجحت فى المرحلة الأولى عبر حشد كبير للأصوات عن طريق سلاح المال، كما أن هناك اقتناع أن الأصوات التى حصل عليها المرشح القطرى فى الجولة الأولى تمثل السقف الأخير من الأصوات التى يمكن الحصول عليه من خلال عملية شراء الأصوات، ومن الصعب جدا زيادة هذا العدد، بل كل التوقعات تسير فى اتجاه أنه سيتناقص خلال الجولات اللاحقة، خاصة أنه فى مثل هذه الانتخابات التى تجرى على عدة مراحل تشهد التزام بعض الدول بالتصويت لصالح مرشح بعينه فى الجولة الأولى، ثم تتحلل من التزامها فى الجولات اللاحقة إذا لم يستطع هذا المرشح حصد المقعد لصالحه.
 
 
وبدأ الحديث يتردد بقوة فى اليونسكو عن عملية شراء للأصوات قام بها المرشح القطرى على غرار ما حدث فى تصويت الفيفا ومنح الدوحة حق تنظيم كأس العالم 2022، وتسير كل ردود الأفعال فى اليونسكو إلى أن عدد من المندوبين الدائمين فى اليونسكو غيروا سير عملية التصويت ومنحوا أصواتهم للمرشح القطرى الذى قام بعملية كبيرة لشراء الأصوات، وهو ما تحسب له جيدا كافة المرشحين الذين حذروا قبل الانتخابات من استخدام قطر لسلاح المال، لكن يبدو أن المال أغرى عدد من الدول وغيرت من التزامها السابق تجاه مرشحين بعينهم.
 
 
وانتقد أعضاء اليونسكو ظهور سلاح المال بهذه القوة فى انتخابات اليونسكو، التى ما كان يحب أن تصل إلى هذه الدرجة التى يختار فيها المندوبون المرشح بناء على ما سيحصل عليه من مزايا مالية، وليس بناء على كفاءة وقدرة كل مرشح.
 
 
ولا تعد الجولة الأولى مؤشرا دقيقا  للنتائج المتوقعة، وإنما ستكشف عن شكل التربيطات السياسية بين أعضاء المجلس التنفيذى، آخذا فى الاعتبار أن إيرينا باكوفا المدير الحالى لليونسكو حصلت فى الجولة الأولى فى انتخابات 2009 على ثمانية أصوات بينما حصل الوزير فاروق حسنى على 22 صوتا، وتواصل التنافس إلى أن تعادل باكوفا وحسنى فى الجولة قبل الاخيرة بـ 29 صوت لكلا منهما، إلى أن استطاعت باكوفا بفضل التكتل الأوروبى المدعوم من اللوبى اليهودى فى حسم الانتخابات لصالحها فى الجولة الخامسة والأخيرة بفارق أربعة أصوات عن المرشح المصرى.
 
 
لذلك لا يعول الوفد المصرى بشكل كبير على نتيجة الجولة الأولى، وإنما ستكون كاشفة بالنسبة لهم لخط سير عملية الحشد خلال الجولات اللاحقة الحاسمة، وفور الإعلان عن النتيجة قام الوفد المصرى بتقييم ما حدث فى الجولة الأولى، خاصة فيما يتعلق بموقف الدول الأفريقية البالغ عددها 17 دولة داخل المجلس التنفيذى، وهو ما يؤكد خروج عدد منهم عن الاجماع الأفريقى حول اعتبار مشيرة خطاب مرشحة القارة.
 
 
وتبدأ اليوم الثلاثاء، الجولة الثانية من الانتخابات، بين المرشحين السبعة، فى وقت استبعدت فيه مصادر من داخل اليونسكو انسحاب أيا منهم إلا بعد نتائج الجولة الثانية، خاصة من جانب المرشحين الذين لم يحصدوا أصواتا مرتفعة فى الجولة الأولى، وقالت المصادر إنه فى انتخابات اليونسكو غالبا ما نرى مرشحين يدركون جيدا أنهم ليسوا جديرين بالمنافسة، لكنهم يخوضوا الانتخابات ويستمروا فى الجولات الأولى والثانية وربما الثالثة على أمل الحصول على عدد من الأصوات يستطيعون من خلالها مقايضة مرشحين آخرين بها سواء للحصول على مكاسب أو مناصب فى المنظمة الدولية.
 
 
كان المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، قد أكد فى تعليق له على نتائج الجولة الأولى لانتخابات اليونسكو، "تابعنا عن قرب النتائج، وكما هو واضح لم يتمكن أى مرشح من الحصول على الأصوات التى تؤهله للفوز، وهذا كان متوقع من قبل على ضوء كثرة المرشحين وما كان متوقعا من تفتت للأصوات".
 
 
وأضاف أبو زيد فى تصريحات لـ"برلمانى" من باريس، أن المرحلة الحالية تتركز فيها جهود كل دولة صاحبة ترشيح على تقييم نتائج التصويت فى الجولة الأولى، ومحاولة معرفة واستجلاء الدول التى دعمت مرشحها، والدول التى لم تصوت له فى المرحلة الأولى، بما فى ذلك الوفد المصرى"، لافتا إلى أنه من المهم جدا عدم تعجل الاستنتاجات بشأن مدى قدرة مرشح بعينه على حسم المعركة، خاصة أن بعض التربيطات التى تتم فى مثل تلك الحملات الانتخابية تتعلق بالجولة الأولى فقط، ثم تختلف فى الجولة الثانية واللاحقة لها، وأعنى هنا أن بعض الدول تتعهد بالالتزام بالتصويت لصالح مرشح فى الجولة الأولى وإذا لم يتمكن من حسم المعركة لصالحه أو أن يكون من المرشحين الأوائل تتحرر الدولة من هذا الالتزام فى الجولات اللاحقة.
 
 
وتابع متحدث الخارجية: "لاشك أيضا أن هناك علامة استفهام كبيرة فيما يتعلق بالموقف الأفريقى، فأفريقيا لديها 17 صوت داخل المجلس التنفيذى، وبالتالي من الطبيعى أن نتوقع حصول المرشح المصرى على كل تلك الأصوات كحد أدنى، ونأمل أن تعيد الدول الأفريقية التى لم تصوت لمصر النظر فى موقفها، وأن تعيد التأكيد على مندوبيها الدائمين بضرورة الالتزام بدعم المرشح الأفريقى حفاظا على وحدة القارة وتضامنها".
 
 
وردا على استفسار حول إمكانية انسحاب أحد أو بعض المرشحين الذين لم يحصدوا عددا كبيرا من الأصوات لصالح المرشحين الآخرين، قال أبو زيد إنه ربما يكون من السابق للأوان فى المرحلة الحالية تصور انسحاب أحد المرشحين، خاصة أننا لم ندخل بعد فى الجولة الثانية، والتى سيكون لها ديناميكيات مختلفة بطبيعة الحال عن الجولة الأولى.

الأكثر قراءة



print