الجمعة، 19 أبريل 2024 08:21 م

أزمة نقص الأدوية والمستلزمات تهدد حياة الملايين من المرضى الغلابة.. وخناقة حامية بين الوزير والشركات.. وطلبات إحاطة لإنهاء المشكلة.. ونائب: تم إيقاف جميع عمليات الوصلات الشريانية للأطفال

مستشفيات الفقراء بلا أدوية

مستشفيات الفقراء بلا أدوية
الأحد، 04 يونيو 2017 06:00 ص
كتب أحمد التايب

تفاقم أزمة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية عرض مستمر، ويعانى منه مرضى المستشفيات الحكومية يوميا، وخاصة بعد قرار التعويم وقرارات الإصلاح الاقتصادى الأخيرة، والتى نتج عنها ارتفاع جنونى للأسعار، والتى لم تنج منه أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية، الأمر الذى أدى إلى نقصها وربما اختفائها من المستشفيات، لتقابل هذه الكارثة صرخات الغلابة والبسطاء من الفقراء والغلابة التى زلزلت أركان المستشفيات، والتى لا تقابل سوى تأكيد حكومى بأنه لا يوجد مشكلة ولا يوجد نقص، وعند الاعتراف بالأزمة تجد فى الحال شماعة ارتفاع الدولار جاهزة عند كل صرخة لهؤلاء المرضى.

 

معركة حامية بين وزارة الصحة وشركات الأدوية

 

وما بين صرخات وأنين المرضى ومستشفيات خاوية من الأدوية، تدور معركة حامية بين وزارة الصحة وشركات الأدوية، بسبب التسعيرة الجبرية أو تحديد الأسعار، لتعلن وزارة الصحة مرتين متتاليتين ارتفاع الأسعار، وآخرها قرار رفع أكياس الدم فى المستشفيات الحكومية، ليستجيب الوزير تارة إلى أصحاب الشركات وتارة أخرى يرفض الزيادة، ويؤكد فى تصريحات صحفية أنه ما بيتهددش، ووسط هذه المعركة وشدتها، تزلزل صرخات وآهات المرضى المستشفيات، ولا حل للأزمة.

 

طلبات إحاطة وبيانات عاجلة لإنهاء أزمة نقص الأدوية

 

ومن جانبهم  حذر عدد من أعضاء مجلس النواب، من تفاقم أزمة نقص الأدوية بشكل عام، وأدوية التخدير بشكل خاص ومستلزمات الغسيل الكلوى، مؤكدين أن هذا الأمر يهدد حياة آلاف المرضى يوميًا، ومقدمين بيانات عاجلة وطلبات إحاطة لرئيس الحكومة، ووزير الصحة لحل هذه الأزمة ورحمة الغلابة من صرخاتهم وآلامهم.

 

وكان منن أبرز النواب الذين تقدموا بطلبات الإحاطة بشأن نقص الأدوية وخاصة أدوية التخدير فى المستشفيات الحكومية النائب محمد عبد الله زين الدين، وكيل لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، مؤكدا فى تصريحات صحفية  أن كارثة نقص الأدوية فى مصر ما زالت مستمرة بسبب اختفاء نحو 1800 صنف دواء، قائلاً: "الناس بتموت فى المستشفيات بسبب عدم وجود أدوية تخدير".

 

وأضاف فى طلب الإحاطة أن العديد من حقن التخدير ناقصة فى السوق بشكل كبير، وهو ما سيتسبب فى حدوث كارثة حقيقية تهدد إجراء العمليات الجراحية للمرضى، وبالتالى ازدادت قوائم الانتظار بالمستشفيات وحدثت مضاعفات للمرضى وتعرضت حياتهم للخطر.

 

وحول هذه الأزمة أيضا، أكد الدكتور خالد هلالى، عضو لجنة الصحة بالبرلمان، فى تصريحات صحفية، أن أسعار الأدوية ارتفعت بشكل مبالغ فيه وفى نفس التوقيت لم يتم توفير النواقص خاصة المزمن منها، ومحذرًا من استمرار الوضع هكذا لأن هذا يؤثر على صحة المرضى ويهدد حياة الكثيرين، ومؤكدا أن أزمة نقص الأدوية لن تحل سوى بتشديد الرقابة على المستورد وعمل شركات تصنيع محلية.

 

نائب: إيقاف كل عمليات الوصلات الشريانية بسبب المستلزمات الطبية

وفى هذا السياق أكد النائب على أبو دولة أن  وزارة الصحة هى المسئولة وللأسف لم تقم بدورها المطلوب، وأنها سبب تفاقم الأزمة، ومشيرا  إلى أن مستلزمات الغسيل الكلوى أيضًا بها عجز شديد ما يهدد حياة ملايين المرضى من الغلابة.

 

وطالب "أبو دولة" فى تصريحات خاصة لت"برلمانى"، أنه يجب على الدولة  توفير النواقص خاصة المزمن وأدوية التخدير ومستلزمات الغسيل الكلوى، لأنه من غير المقبول أن يذهب المريض إلى المستشفيات ولا يجد المستلزمات الطبية متوفرة، لافتا إلى أن المرضى يشترون على نفقاتهم الخاصة المستلزمات الطبية التى يحتاجونها فى العمليات، وهذه كارثة كبرى لأن معظم المترددين على مستشفيات الحكومة من محدودى الدخل ولا يستطيعون شراء الأدوية ولا المستلزمات الطبية.

 

وكشف عضو مجلس النواب أنه تم إيقاف كل عمليات الوصلات الشريانية، وجراحة القلب المفتوح للرضع أقل من ٨ كيلوجرامات، فى أكبر 3 مراكز لجراحة قلب الأطفال فى مصر، نظرا لعدم وجود رئات صناعية، ووصلات شرياينة ماس 4 و5 مليمتر، وخاصة أن هذه المراكز أصبحت تواجه نقص فى كل المستلزمات، ولا يوجد لديها مخزون بالمخازن ليتم الاستعانة به.

 

نائب برلمان يحذر من استمرار إهمال وزارة الصحة لنقص المستلزمات الطبية

وبدوره حذر الدكتور عبدالله على مبروك عضو مجلس النواب من استمرار إهمال وزارة الصحة لنقص المستلزمات الطبية بالمستشفيات، الأمر الذى قد يترتب عليه نقص أنواع جديدة من المستلزمات فى الفترة المقبلة.

 

وطالب "مبروك فى تصريحات لـ"برلمانى"  الحكومة باتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذ المرضى وخاصة الأطفال، وتوفير المستلزمات، ووضع خطة واضحة لتوفير المستلزمات من خلال مخازن المستشفيات الأخرى التى لا تستقبل أعداد مرتفعة من الجراحات، مع الأخذ فى الاعتبار أهمية اختبار تلك المستلزمات للتأكد من صلاحيتها قبل توريدها للمستشفيات.

 

وأشار النائب إلى ضرورة أن تكون الأولوية فى ظل الأزمة الدولار الحالية للأدوية ومستلزمات العلاج،  بالإضافة إلى أنه يجب  المسئولين بضرورة بذل كافة الجهود لإيجاد حل سريع حتى لا تتفاقم الأزمة وتنعكس على الفقراء، ومنع أى محاولات لاستخدام هذه الأزمة لتربح البعض على حساب المريض الذى أصبح لا يحتمل المزيد من المعاناة.

 

 


print