كشف النائب ياسر عمر، وكيل لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، عن العديد من المفاجآت حول وجود ثغرات بالدستور المصرى، وسبب عدم إقرار قانون العدالة الانتقالية حتى الآن، كاشفًا فى الوقت ذاته عن أنه يعتزم تقديم مشروع قانون للعدالة الدائمة بدلا من العدالة الانتقالية الذى شدد الدستور على إقراره تحت قبة البرلمان.
وقال وكيل لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان فى - حوار خاص لـ"برلمانى"- إن قانون العدالة الانتقالية يُعنى التصالح مع جماعة الإخوان، وسوف يثير الفتن فى البلاد حال إقراره، مؤكدًا أنه يرفض التصالح مع الإخوان، مشيرا إلى أن الإخوان هم سبب الأزمة الاقتصادية التى تشهدها مصر حاليًا.
وأضاف النائب ياسر عمر، إلى أن قانون الجمعيات الأهلية أجهض محاولات التدخل الأجنبى فى المنطقة وليس فى مصر فقط، مشيرا إلى أن استعمار الدول لا يكون عن طريق الحروب الآن، إنما من خلال الجمعيات الأهلية والفيس بوك.
وإلى نص الحوار:
بداية.. ما الثغرات الموجودة فى الدستور المصرى؟
هناك مطبات كثيرة فى الدستور، على سبيل المثال، لما الدستور يذكر فى مادة أن الضريبة التصاعدية هى النظام الأمثل، وفى مادة أخرى يتحدث عن إمكانية اختيار النظام الأمثل للضرائب.. إذن ليس هناك داع للمادة الأولى، لأن الأخرى تنفيها.
ثانيًا.. الدستور نص على ضرورة إقرار قانون العدالة الانتقالية، وهذا القانون يعطى المجال لنشر الفتن فى البلد، ونحن حاليا نعيش فى استقرار، ونسير على نظام قانونى يحاسب من يخطأ أيا كان، وكل شخص يأخذ جزائه، فما هو الداعى لإصدار هذا القانون الآن؟ صدور القانون يعنى التصالح مع جميع فئات الشعب....
قاطعته.. وهل يعنى التصالح مع جماعة الإخوان؟
طبعًا.. عايزين النهاردة تسامح وتصالح مع الإخوان ويقولولى عدالة انتقالية! القانون لن ينص على هذا مباشرة لكنه يعنى التصالح مع الشعب كله، بما فيهم الإخوان اللى هما السبب فى الأزمة الاقتصادية الحالية بعد الفوضى اللى حصلت بعد يناير 2011، واخطف الثورة من قبل الإخوان.
ولماذا لم يصدر قانون العدالة الانتقالية حتى الآن؟
لأنه قانون هيسبب فتنة فى البلد وإحنا مش عايزين أى فتن.
هذا يعنى أن هناك اتجاه عام داخل البرلمان لعدم إقرار القانون؟
لا.. لكن أنا بتكلم عن رؤيتى وأنا نائب ضمن نواب البرلمان.
المادة 241 من الدستور تلزم البرلمان بضرورة إقرار قانون العدالة الانتقالية فى دور الانعقاد الأول، ورغم ذلك لم يٌقر حتى الآن، فهل هذه مخالفة دستورية من قبل مجلس النواب؟
البرلمان لم يخالف الدستور، لأنه ناقش حاجات أهم.. والقانون ده هسيبب إثارة للفتن فى البلد لو تم إقراره، والسؤال اللى عايز له إجابة، ما تعريف العدالة الانتقالية؟! عايزين حد يعرفلنا؟ وليه مايكونش اسمه العدالة الدائمة.
هل من الممكن أن تقدم مشروع قانون عن العدالة الدائمة؟
سوف أبادر فعلا بإعداد مشروع قانون للعدالة الدائمة وليس الانتقالية استعدادًا لمناقشته فى البرلمان، لكن يجب إعداده بتأنى وبدراسة دقيقة، بس العدالة عندنا زى الفل وكويسة، وهل لو صدر قانون للعدالة الانتقالية هنحاكم الناس اللى صدر بحقها أحكام براءة أو إدانة مرة أخرى؟
بما أنك ستبادر فى إعداد مشروع قانون العدالة الدائمة فمتى يرى هذا القانون النور؟
أكيد سيخرج خلال هذا الفصل التشريعى، ولدينا تعريف واضح للعدالة الدائمة على عكس العدالة الانتقالية.
حدثتنا عما أسميته "المطبات" فى الدستور.. فهل ترى أن الدستور بحاجة إلى التعديل؟
أتمنى تعديله.
وما الذى يمنع البرلمان من تعديل الدستور؟
الدستور مش قرآن، وهناك آليات معروفة لتعديل لكن هناك نواب يرفضون ذلك، لكنى أرى أن من مصلحة مصر تعديل الدستور.
وهل من يرفض تعديل الدستور يضر بمصلحة مصر؟
ده رأيه وهو حر فيه وهيتحاسب عليه يوم القيامة.
بعيدًا عن قانون الدستور والعدالة الانتقالية.. ما تعليقك على توفير حكومة المهندس شريف إسماعيل 30 مليار جنيه من فاتورة الدعم؟
ده حصل بالصدفة لما أسعار البترول العالمية انخفضت فى ذلك التوقيت.. وبخصوص أرقام الضرائب، إحنا أول حاجة عملناها فى المجلس شكلنا لجنة منبثقة من لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان تتكون من نواب على دراية بعمل الضرائب لحل مشاكل موظفى الضرائب حتى لا يحدث مشاكل فى عملية تحصيل الضرائب.
وماذا عن الرافضين لقانون الجمعيات الأهلية رغم إقراره فى البرلمان؟
قانون الجمعيات الأهلية، أول قانون تم إقراره لإجهاض آليات التدخل الأجنبى فى المنطقة العربية خلال الوقت الراهن، والذين يرفضونه لديهم مصالح شخصية أو لم يدرسوه بشكل جيد.. زمان الاستعمار كان بالجيوش لكن حاليًا عن الاستعمار يتم من خلال الجمعيات والفيسبوك والإنترنت.
إذن.. هل ترى أن هناك مؤامرة على مصر باستخدام الفيس بوك والجمعيات الأهلية؟
نعم.. وليس على مصر فحسب، بل على المنطقة كلها.
ومن يقود هذه المؤامرة؟
الولايات المتحدة الأمريكية، وتستخدم جماعة الإخوان كأداة لتنفيذ مؤامرتها، لأن الإخوان سبب من الأسباب التى تم استخدامها بجهل أو من غير جهل لتدمير مصر.
وماذا عن حزب النور.. هل ترى أنه مشارك فى هذه المؤامرة؟
لا.. حزب النوار أدائه فى البرلمان يُشكر عليه.
ياسر عمر يكشف سر عدم إقرار قانون العدالة الانتقالية
