كتب تامر إسماعيل
يكشف موقع برلمانى فى الحلقة الثانية من أسرار عمل المركز الوطنى للدراسات البرلمانية الذى يديره رامى محسن، عن مفاجأت جديدة، وذلك بعد فضيحة الأبحاث العلمية المسروقة وطلبات الإحاطة المكررة التى يقدمها للنواب على أنها من إنتاج المركز وعلى أنها مجهود علمى وفكرى له، فى حين أنها قصاصات صحف وتقارير منتشرة على شبكة الإنترنت، نقلها محسن كاملة ودون تدقيق أو تعديل وقدمها للنواب بمقابل مادى.
من يكشف كواليس وأسرار البرلمان؟
فى جلسة شهيرة من جلسات البرلمان وقف الدكتور على عبد العال رئيس المجلس، يصرخ فى وجه النواب منزعجا من تكرار واقعة تسريب أسرار وتفاصيل الجلسات والاجتماعات المغلقة للمجلس، ووصول تلك الأسرار والمعلومات –التى وصفها بالخطيرة- إلى أشخاص من خارج البرلمان، مما يعرض المجلس ونوابه لمخاطر تهدد استقراره، ووعد بألا يترك هذا الأمر يتكرر بصفته رئيسا للمجلس ومسؤولا عن أمن وسرية آراء ومواقف نوابه التى يقولونها فى جلسات واجتماعات سرية، ووعد بأن يكفل لهم حقهم فى ذلك، واتفق معه وقتها أعضاء المجلس وطالب بعضهم بضرورة فتح تحقيق جدى فى الأمر محذرين من خطورة تكرار الأمر فى مواقف تمس أمن مصر القومى وليس المجلس فقط، إلا أن الأمر مر دون الوصول لنتيجة أو كشف حقيقة تلك الوقائع، ومن يقف خلفها، بقصد أو بدون قصد.
والآن وبعد مرور عدة جلسات على هذه الأزمة استطاع "برلمانى" أن يحصل على ما يكشف جانبا من كواليس تسريب معلومات البرلمان ومناقشاته السرية لشخصيات خارج البرلمان، والأمر يتمثل فى "جروب واتس آب" أنشأه رامى محسن مدير المركز الوطنى للدراسات البرلمانية، باسم برلمان 2015، ويضم الجروب عددا كبيرا من نواب البرلمان، إضافة إلى شخصيات سياسية، والأزمة هنا ليست فى فكرة الجروب فى حد ذاتها، لأن ذلك حق له وللنواب، بدليل إنشاء الأمانة العامة للمجلس جروبا لنواب المجلس، لسهولة التواصل والتنسيق بينهم، إنما خطورة هذا الجروب الذى أنشأه محسن، تتضح فى نقل أسرار المجلس والجلسات السرية على هذا الجروب الذى يضم شخصيات لاتنتمى للبرلمان، وهو الأمر الذى حذر منه الدكتور على عبد العال سابقا.
بالصور.. تفاصيل نقل أسرار البرلمان على جروب خارج المجلس باسم برلمان 2015
ويرصد "برلمانى" بالصور نموذجا من المحادثات التى دارت على هذا الجروب والتى توضح ما وصل إليه الأمر من خطورة وتطور فى المناقشات إلى حد اعترف به أحد الأعضاء فى الجروب أنه يقول لهم أسرار لايجب أن تقال خارج المجلس.
ففى أحد المحادثات التى دارت بين النواب على هذا الجروب تحدث النائب محمد العقاد عضو لجنة الإسكان فى رسالة لأعضاء الجروب –بمن فيهم من هم ليسوا نوابا- يستأذنهم أن يشكف لهم أسرار ما دار داخل إحدى اجتماعات لجنة الإدارة المحلية، قائلا لهم: "السادة الزملاء، طبقا للائحة الداخلية فإن جلسات المجلس سرية، هل مسموح لى بنقل ماحدث فى لجنة الإدارة المحلية اليوم على هذا الجروب كما أفعل عادة فى الجلسات العامة؟"
وهنا نكتشف مدى ماوصل إليه الأمر، ففى الوقت الذى يعترف فيه النائب بسرية ماسيقوله وبأن اللائحة الداخلية للبرلمان تمنع نشره، إلا أنه يطلب الكشف عنه على الجروب، الذى يضم من هم لاينتمون للمجلس ولايتمتعون بصلاحيات وحصانة نوابه، مما يعيد إلى الأذهان ماقاله الدكتور على عبد العال حول تسريب أسرار المجلس وكواليس اجتماعاته المغلقة، إضافة إلى اعترف انه اعترف بأنه ينقل كل مايدور فى الجلسات العامة من أسرار.
ماكشفه "برلمانى" فى هذه الحلقة ليس إلا "جزاء من الكل"، لكنه يكشف أبعادا مختلفة للأزمة التى تحدث عنها الدكتور على عبد العال سابقا وحذره منها نواب البرلمان، وتكشف سر رفض رئيس البرلمان لدخول رامى محسن المجلس.
ويبقى الهدف من كشف هذا الخلل الذى قد ينتج عن تكراره أو تمدده كوارث وأزمات حقيقة، هو وضع النقاط فوق الحروف، وجرس إنذار للتحذير من استغلال مثل هذه الجروبات فى الإطلاع على كواليس البرلمان وأسراره وتفاصيل اجتماعاته المغلقة، وهو ما حذر منه الدكتور على عبد العال رئيس المجلس ونواب البرلمان، متخوفين من أن يتحول الأمر على ما هو أبعد من ذلك، مما يضر بهيبة المجلس واستقرار أعماله ومناقشاته فى بعض الاجتماعات والجلسات المغلقة.