كتبت هبة حسام
استكمالًا للمشاركة الفعالة بفعاليات النسخة التاسعة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا (تيكاد 9) المنعقد بمدينة يوكوهاما اليابانية، شارك وليد جمال الدين، رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، كمتحدثٍ رئيسيٍّ بالنسخة الرابعة لمؤتمر "اليابان-إفريقيا: البنية التحتية عالية الجودة" الذي نظمه وافتتحه هيروماسا ناكانو، وزير الأراضي والبنية التحتية والنقل والسياحة اليابانية (MLIT).
وخلال كلمته الرئيسية بالمؤتمر، أكد رئيس اقتصادية قناة السويس، أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا بالاستثمار في البنية التحتية والمرافق بمختلف أنواعها؛ حيث تقدم الدعم الكامل للهيئة بالإضافة للشراكة والتعاون مع القطاع الخاص المحلي والعالمي؛ وذلك لتنفيذ المشروعات المتعلقة بالبنية التحتية والمرافق سواءً في المواني البحرية التابعة للهيئة أو المناطق الصناعية واللوجستية وفق أعلى معايير ومواصفات الجودة العالمية، لما تمثله تلك المشروعات من مرتكزات رئيسية لجذب الاستثمار العالمي في القطاعات المستهدفة بالمواني والمناطق الصناعية، ولتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية، وعلى رأسها الموقع الاستراتيجي للهيئة كحلقة وصل بين مختلف قارات العالم، مشيرًا إلى ما تمثله تلك الجاهزية العالية في البنية التحتية من عنصر جذب يضاف للمزايا التنافسية للهيئة، ويمكنها من تحقيق تطلعاتها، مؤكدًا استعداد الهيئة الدائم للعمل المشترك مع المؤسسات اليابانية والجهات الحكومية الإفريقية والقطاع الخاص للاستفادة مما حققته الهيئة من منجزاتٍ واضحة في هذا القطاع.
على صعيدٍ آخر، عقد وليد جمال الدين، والوفد المرافق له، اجتماعًا موسعًا مع مسؤولي شركتي (أكوا باور) للطاقة المتجددة، وإيتوشو اليابانية (ITOCHU)؛ وذلك لبحث تفعيل الاتفاقيات الإطارية ومذكرات التفاهم الموقعة بين الهيئة والشركتين؛ وتطرق اللقاء لبحث مواصلة التعاون نحو تنفيذ الاتفاقية الإطارية الموقعة سابقًا بين اقتصادية قناة السويس وشركة (أكوا باور) المتخصصة في صناعات وتطبيقات الطاقة المتجددة بأنواعها سواءً الطاقة الشمسية الكهروضوئية والمركزة (CSP) والطاقة الحرارية الأرضية، وطاقة الرياح، وتحويل النفايات إلى طاقة (WtE) بالإضافة إلى مشروعات تحلية المياه؛ حيث تعمل المنطقة على توطين صناعة الوقود الأخضر، والصناعات المكملة والمغذية له داخل الهيئة، كما تضمن الاجتماع مناقشة الخطوات التنفيذية لتفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين اقتصادية قناة السويس وشركة إيتوشو اليابانية (ITOCHU) وشركة (أوراسكوم للإنشاءات) بهدف الشراكة في تصميم وتطوير وتشغيل مرافق متكاملة لتزويد السفن بالأمونيا كوقود بحري بميناءي شرق بورسعيد والسخنة التابعين للهيئة، لما تحققه تلك الشراكة من خفض للانبعاثات في ضوء الأهداف الاستراتيجية للهيئة للتحول إلى الطاقة المستدامة في قطاع النقل البحري.
فيما اختتم وليد جمال الدين، نشاطه بالمشاركة في حلقة نقاشية حول "استراتيجية الحكومات لتطوير الهيدروجين الأخضر في إفريقيا"، وقد أبدى المشاركون بالحلقة اهتمامهم بالتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة باقتصادية قناة السويس في مجال الهيدروجين الأخضر والصناعات المغذية والمكملة له، وكذلك مقومات الدولة المصرية في دعم توطين هذا القطاع الحيوي.
وخلال كلمته بالحلقة النقاشية أوضح وليد جمال الدين أن الدولة المصرية تتخذ خطواتٍ حثيثة نحو توطين صناعة الوقود الأخضر وتطبيقاته المختلفة، وترجمت ذلك بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر، التي تهدف إلى تحويل مصر إلى مركز إقليمي وعالمي لإنتاج الهيدروجين، وفي ضوء ذلك قامت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بتحركاتٍ فاعلة في هذا الصدد؛ حيث كان لها السبق العالمي بتصدير أول شحنة أمونيا خضراء في العالم في نوفمبر 2023، لافتًا إلى أن مصنع مصر للهيدروجين الأخضر بمنطقة السخنة المتكاملة التابعة للهيئة فاز خلال الإنتاج التجريبي له في يوليو 2024 بعقد توريد بقيمة 397 مليون يورو ضمن مزاد مؤسسة H2Global لتوريد الأمونيا المتجددة بإجمالي 72 ألف طن إلى الاتحاد الأوروبي بدءًا من مطلع عام 2027.
كما أشار إلى نجاح موانئ الهيئة في تموين أول سفينة تعمل بالوقود الأخضر في العالم في أغسطس من عام 2023، ما يبرهن على قدرة الهيئة على تحقيق مركز الريادة عالميًّا في إنتاج واستخدام الوقود الأخضر في القطاعين الصناعي والبحري، ويؤكد مكانتها كوجهة مثلى لمختلف أنشطة الطاقة الخضراء بفضل موقعها الاستراتيجي في قلب محاور التجارة الدولية كبوابة للأسواق العالمية.