الإثنين، 14 يوليو 2025 10:34 م

مدبولى: الدولة بادرت بإنشاء المصدات لحماية الإسكندرية من خطر ارتفاع منسوب البحر

مدبولى: الدولة بادرت بإنشاء المصدات لحماية الإسكندرية من خطر ارتفاع منسوب البحر
الإثنين، 14 يوليو 2025 05:56 م
كتبت هند مختار

أدلى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بتصريحات تليفزيونية خلال زيارته اليوم إلى محافظة الإسكندرية، وذلك بحضور المهندس شريف الشربينى، وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والفريق/ أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية.

وفى مستهل حديثه، أعرب رئيس الوزراء عن سعادته بتواجده اليوم بمدينة الإسكندرية؛ العاصمة الثانية لمصر، لافتًا إلى أن الزيارة بدأت باستعراض المشروعات التنموية التى تشهدها محافظة الإسكندرية، خلال اجتماع بمبنى ديوان عام المحافظة، مشيدًا بأحد المبادرات المهمة التى استمع إلى عرض متكامل عنها، والتى تخص الشراكة مع القطاع الخاص فى الإسراع بإدخال مدينة الإسكندرية ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل، من خلال تبنى مبادرة لإنشاء مجموعة من العيادات المُتخصصة وتجهيزها على أعلى مستوى لتعمل بنظام الذكاء الاصطناعى، بحيث تحل محل وحدات الرعاية الصحية الأولية، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان وكل الهيئات المعنية بالتأمين الصحى الشامل.

ولفت الدكتور مصطفى مدبولى إلى أنه استمع اليوم إلى عرض من المجموعة الممثلة للقطاع الخاص والمجتمع المدنى بمدينة الاسكندرية، وتعرف على تصوراتهم لكيفية تنفيذ هذه المبادرة، بالشراكة بين الدولة والمجتمع المدنى والقطاع الخاص، مؤكدًا تقديره لهذه الفكرة الجيدة، ومشيرًا إلى أنه طلب من المجموعة الممثلة بتواجد محافظ الإسكندرية، بأن يتم عرض خطة تنفيذية لهذا الطرح، وذلك بحضور الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، معتبرًا أن هذا الموضوع إذا تم التوافق عليه، سيتيح إدخال محافظة الإسكندرية بأقصى سرعة ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل، بالنظر إلى كونها محافظة يتجاوز تعدادها ٦ ملايين نسمة، وبالتالى ستكون من أكبر المحافظات التى يمكن إدماجها فى المنظومة وإسراع الخطى فى هذا الاتجاه، والأهم أن نجاح هذه الفكرة سيمكننا من تكرارها فى محافظات أخرى.

وأضاف رئيس الوزراء أن اجتماعه بديوان عام المحافظة فى مستهل الزيارة، شهد أيضًا عرض كل المشروعات الكبرى التى يتم تنفيذها بمحافظة الاسكندرية، وعلى رأسها محاور الطرق التى وجه بتنفيذها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لفتح شرايين للتنمية داخل مدينة الإسكندرية، لافتًا إلى أن محافظ الإسكندرية عرض خلال الاجتماع، المحاور التى تنفذها المحافظة نفسها، وكذا التى تنفذها وزارة النقل، وأيضًا التى تنفذها وزارة الاسكان، كما تطرق لمشروعات وسائل النقل الجماعى مثل مترو أبو قير أو ترام محطة الرمل، والأتوبيسات الكهربائية التى يتم تشغيلها، مضيفًا أنه تم أيضًا استعراض ما يتم على الأرض فى هذا الملف، مشيرًا إلى أن المحافظ طلب الإسراع بموضوع تحويل الأتوبيسات التى تعمل بالسولار للعمل بالغاز الطبيعى، وأكد رئيس الوزراء أنه تم الاتفاق على هذا التوجه وجرى بالفعل الانتهاء من تحويل عددٍ من تلك الحافلات، مع العمل حاليًا على إكمال تحويل الباقى فى أقرب وقت ممكن.

كما أكد الدكتور مصطفى مدبولى أهمية الطرق والمحاور الكبيرة الجارى تنفيذها بالإسكندرية، وهى ما تم مشاهدته خلال الجولة الميدانية اليوم، حيث تم انجاز عدد كبير من الطرق التى تتولى وزارة الإسكان تطويرها داخل المدينة، إلى جانب مشروع تطوير وتوسيع الكورنيش الذى يُعتبر جزءًا أساسيًا من المحاور الرئيسية التى تعمل الدولة على تنفيذها، مشيرًا إلى أنه مع اكتمال هذه المشروعات سيتم الحد من الأزمات المرورية التى كانت تشهدها محافظة الإسكندرية طوال عقود مضت.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن تكلفة هذه المشاريع تُقدَّر بالمليارات من الجنيهات، مشددًا على أن التحدى الرئيسى فى تنفيذها يتمثل فى المحافظة على استمرارية الحركة المرورية داخل المدينة دون إغلاقها بالكامل، ويرجع ذلك إلى الطبيعة الحيوية لمدينة الإسكندرية التى لا تحتمل توقف حركة المرور أو إغلاق محاور طرق بأكملها.

كما أوضح الدكتور مصطفى مدبولى خلال تصريحاته، أنه قام بجولة تفقدية شملت محور محمد نجيب وشارع 45، مشيرًا أيضًا إلى زيارته لمركز القسطرة وجراحة القلب والصدر بمستشفى شرق المدينة ومركز زراعة الكلى وعمليات القلب المفتوح والقسطرة، موضحًا أن المركز شهد عملية تطوير بدأت منذ عام 2020 واستمرت حتى اكتمل العمل به اليوم، كما أفاد بأن هذه المراكز المتخصصة لا تقتصر خدماتها على سكان مدينة الإسكندرية فقط، بل تمتد لتشمل المحافظات المجاورة أيضًا.

وخلال حديثه، لفت رئيس الوزراء إلى نقطتين أساسيتين، الأولى تتعلق بتوجيه السيد رئيس الجمهورية بسرعة ترميم الواجهات والمبانى السكنية الواقعة على كورنيش الإسكندرية، حيث أكد أنه تم البدء فور تلقى التوجيه بإسناد الأعمال إلى شركة المقاولون العرب لتنفيذ أعمال الترميم، مع وضع خطة زمنية محددة للانتهاء منها، مضيفًا أنه كلف وزير الإسكان ومحافظ الإسكندرية بالعمل كذلك على تطوير العقارات ذات الطابع التاريخى والتراثى فى المدينة بشكل شامل، بدءًا من منطقة محطة الرمل وصولًا إلى قلعة قايتباى، وذلك على غرار مشروع تطوير القاهرة الخديوية، نظرًا لأن هذه المنطقة تحمل قيمة كبيرة من الناحية التراثية والمعمارية تعادل قيمة القاهرة الخديوية.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن النقطة الثانية تتمثل فيما نواجهه من إنهيار العقارات القديمة الموجودة بالمحافظة، حيث نشهد بشكل دائم انهيارا جزئيا أو كليا لواحد على الأقل من العقارات القديمة، والتى صدر لها قرارات إزالة من المحافظة، ولكن لم تنفذ نظرًا لظروف ترتبط بأنها من الملكيات الخاصة مع رفض الشاغلين لها الخروج منها لعدم وجود بديل، وتحدث عدد من المشكلات فى هذا الصدد، مضيفًا أنه على الرغم من تدخل المحافظة بصورة فورية لمحاولة احتواء الأزمة، إلا أن هناك استمرارا فى انهيار مثل هذه العقارات القديمة، وهو ما يتطلب حلًا شاملًا لهذا الأمر.

وفى ذات السياق، لفت رئيس الوزراء إلى التوجيه الصادر فى هذا الشأن، بأن يتم حصر العقارات الآيلة للسقوط التى صدرت لها قرارات إزالة بالكامل، حتى نتمكن من تنفيذ مشروع إحلال كامل لهذه الوحدات الآيلة للسقوط بالاسكندرية، وذلك على غرار المبادرة التى وجه بها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بضرورة وجود وحدات بديلة للمتضررين من تعديلات قانون الايجار القديم، موضحًا أنه سيتم العمل على تنفيذ مبادرة مماثلة على أرض محافظة الإسكندرية لانشاء وحدات بديلة للعقارات المعرضة للهدم والازالة، والصادر لها قرارات هدم من المحافظة نتيجة لعدم السلامة الإنشائية.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولى أنه سيتم عرض تصور كامل من جانب وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية ومحافظ الاسكندرية حول هذه المبادرة، وأنه من المتوقع أن يصل عدد الوحدات المطلوبة فى إطار هذه المبادرة إلى 55 ألف وحدة سكنية، لاستيعاب ساكنى العقارات القديمة بمحافظة الاسكندرية الصادر لها قرارات هدم، والتى يصل عددها إلى 7500 عقار، موضحًا أن هذا المشروع سيُعد جزءا من مبادرة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، لتطوير المناطق القديمة بمحافظة الاسكندرية.

كما أشار رئيس الوزراء إلى زيارته لمركز السيطرة والطوارئ الخاص بمنظومة مياه الشرب والصرف الصحى، مؤكدًا ان هذه المنظومة تدار بأعلى درجة من الاحترافية بمدينة الاسكندرية، موضحًا أننا لمسنا التحرك السريع لمختلف أطقم المحافظة مع الشركات، للتعامل مع أزمة العاصفة التى حدثت مؤخرًا، وهو ما مكن من تجاوز هذا الحدث الاستثنائى الكبير.

ووجه رئيس الوزراء، فى هذا السياق، بضرورة الإسراع فى تنفيذ باقى مراحل شبكات الأمطار، وذلك بالنظر للمردود الايجابى المتحقق من اتمام تنفيذ المرحلة الأولى من الشبكة.

ونوه الدكتور مصطفى مدبولى، خلال كلمته، إلى جهود الدولة لحماية الشواطئ، وحماية الاسكندرية من خطر التعرض للغرق نتيجة ارتفاع منسوب البحر، لافتًا إلى أن المواطن السكندرى يتساءل دومًا عن أهمية الأعمال التى تتم على كورنيش الإسكندرية، مؤكدًا أن الهدف الرئيسى لها هو حماية المدينة من خطر ارتفاع منسوب البحر الذى تسببه التغيرات المناخية، ولذا بادرت الدولة بإنشاء كل هذه المصدات، لحماية الشواطئ والمدينة من هذه الأخطار.

وفى ختام تصريحاته، وجه الدكتور مصطفى مدبولى التحية والتقدير للقائمين على كل المشاريع الجارية حاليًا فى محافظة الاسكندرية، مؤكدًا أنه وجه بإسراع الخطى فى تنفيذها لتدخل الخدمة فى أسرع وقت وتعود نتائجها بالايجاب على المواطن السكندرى.


الأكثر قراءة



print