الأحد، 19 مايو 2024 12:26 ص

مفتى الجمهورية لسفراء الاتحاد الأوروبى: نواجه تحديات كبيرة على مستوى العالم

مفتى الجمهورية لسفراء الاتحاد الأوروبى: نواجه تحديات كبيرة على مستوى العالم شوقى علام مفتى الجمهورية
الخميس، 17 ديسمبر 2015 04:04 م
كتب لؤى على
التقى الدكتور شوقى علام - مفتى الجمهورية - ظهر اليوم، سفراء جميع دول الاتحاد الأوروبى فى مصر، حيث تشاور معهم حول سبل تعزيز التعاون من أجل مواجهة التطرف والإرهاب وتقديم الدعم الشرعى اللازم للمسلمين فى دول الاتحاد.

وأكد مفتى الجمهورية فى بداية اللقاء، أننا نواجه الآن تحديات كبيرة على مستوى العالم، ولعل من أهمها انتشار التطرف والإرهاب، الذى لا يقف عند حدود دولة معينة، ولكنه يتخطى الحدود ويعبر القارات، حتى أصبحت دول العالم كله محاطة بهذا الخطر، مشيرًا إلى أن مصر تولى اهتمامًا كبيرًا بملف مكافحة التطرّف والإرهاب.

وأضاف المفتى أن المسئولية المشتركة تحتم علينا جميعًا أن نعمل سويًّا لاجتثاث جذور التطرّف والإرهاب من كافة النواحى، وعلى كافة المستويات الأمنية والعسكرية والفكرية والاقتصادية. وأوضح أن من أهم الجوانب التى نركز عليها كعلماء دين عند مواجهتنا للتطرف هو الجانب الفكرى، وعلى وجه أخص جانب الفتوى الذى يعد الركيزة الأيديولوجية للإرهابيين، لأنهم يتبعون فتاوى لا تقوم على أساس علمى سليم، لأن الفتوى الصحيحة تهدف إلى بيان صحيح الدين وتصدر بضوابط ومعايير وشروط محددة وهم من نطلق عليهم أهل التخصص. وشدد مفتى الجمهورية أن الفتوى الصحيحة هى أداة مهمة فى تحقيق استقرار المجتمعات، وتعزيز السلم بين أفراده، مشيرًا إلى أن الفتوى التى تصدر من غير المتخصصين تسبب اضطرابًا كبيرًا فى المجتمعات كما نرى الآن.

وتحدث مفتى الجمهورية عن دار الإفتاء المصرية كنموذج يحتذى به فى تقديم الفتاوى الشرعية للمسلمين فى العالم، حيث تستقبل الدار نصف مليون فتوى بعشر لغات مختلفة، لافتًا إلى أن دار الإفتاء قامت بجهود حثيثة فى الفترة الماضية لتفنيد شبهات المتطرفين.

وقال مفتى الجمهورية "إن إشراك المؤسسات الدينية الرسمية المختصة بالفتوى مثل دار الإفتاء المصرية يعد جزءًا كبيرًا من حل وعلاج ظاهرة التطرف، خاصة وأن دار الإفتاء قد اعتمدت عدة آليات منهجية لمكافحة التطرف ومحاربته".

وأضاف أن دار الإفتاء أنشأت مرصدًا لرصد الفتاوى الشاذة والمتطرفة وتفنيدها والرد عليها بطريقة علمية منضبطة، كما قامت الدار عبر إدارة التدريب بتخريج دفعات عدة من المفتيين من دول مختلفة بعد تدريبهم على مهارات الإفتاء ليعودوا لبلادهم يصححوا المفاهيم ويكونوا حصنًا ضد المتطرفين.

وأشار مفتى الجمهورية إلى أن دار الإفتاء أصدرت موسوعة تضم ألف فتوى بثلاث لغات هى الإنجليزية والفرنسية والألمانية ورد أغلبها من دول غربية، وتم فيها الإجابة عن الكثير من التساؤلات التى تدور فى أذهان المسلمين هناك، وتساعدهم على الاندماج الإيجابى والفعال فى مجتمعهم الغربى من أجل النهوض به.

وقال إن الدار لم تغفل كذلك الفضاء الإلكترونى الذى يُعد أحد أسلحة المتطرفين فى جذب الشباب، فأنشأت الدار موقعًا إلكترونيًّا بعشر لغات، بالإضافة إلى عدد من صفحات التواصل الاجتماعى باللغتين العربية والإنجليزية للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المستخدمين فى العالم.

وأضاف أن الدار قامت كذلك بإرسال قوافل إفتائية إلى عدد من دول العالم المختلفة فى أوروبا والولايات المتحدة وإفريقيا وآسيا وغيرها، من أجل توضيح الصورة الصحيحة للإسلام السمح.

وتحدث مفتى الجمهورية عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، والتى تم إنشاؤها وإقرار لائحتها الاثنين الماضى، والتى تهدف إلى بناء مرجعية وسطية للجاليات الإسلامية فى أوروبا والعمل على دمجهم فى مجتمعاتهم. وأبدى مفتى الجمهورية استعداد دار الإفتاء المصرية للتعاون مع دول الاتحاد الأوروبى فى نقل هذه التجارب، وتقديم الدعم الشرعى اللازم، لأننا جميعًا فى مركب واحد مهما بعدت المسافات، وأمامنا عدو مشترك، والحلول الأمنية والعسكرية غير كافية للقضاء على التطرّف والإرهاب، بل لابد من الحلول الفكرية أيضًا لأن الفكر لا يعالج إلا بالفكر.

وفى ختام اللقاء أكد مفتى الجمهورية، أن الوجود الإسلامى فى أوروبا هو وجود حيوى وأننا نسعى من جانبنا فى دار الإفتاء إلى التواصل مع الجاليات المسلمة فى أوروبا ودعمهم من الناحية الشرعية سواء فى جانب التدريب أو الإصدارات، أو فى الفضاء الإلكترونى، مضيفًا: "نحن على أتم استعداد لمناقشة أى تعاون مثمر يصب فى مصلحة جميع الأطراف".

من جانبه، أشاد سفراء الاتحاد الأوروبى بمجهودات دار الإفتاء المصرية التى بذلتها خلال الفترة الماضية على كافة المستويات، وسعيها المستمر والحثيث من أجل القضاء على الأفكار المتطرفة ومحاربة الإرهاب ليس على المستوى المحلى فحسب، ولكن على المستوى العالمى أيضًا.

وأبدى السفراء تطلع بلادهم لمزيد من التعاون مع دار الإفتاء المصرية، من أجل مواجهة هذا الخطر الذى يحيط بالجميع، ومن أجل تحصين الشباب الأوروبى من الوقوع فى براثن الجماعات المتطرفة التى تسعى لجذب أتباع جدد خاصة من أوروبا.

print